متابعة/ حسن الخواجة
وحرصت أغلب وسائل الإعلام المصرية على زيارة محمد يحيى في المستشفى، وقامت بتغطية مكثفة لحالة البطل الصحية وزيارات الشخصيات العامة له، وعلى رأسهم قيادات كنسية ومسؤولو وزارة الصحة..وقال يحيى -خلال تصريحات متلفزة- إنه فوجئ بدخان كثيف يخرج من الدورين الثالث والرابع للكنيسة صباح أمس الأحد بطريقة غربية، وأن أحد العاملين بالكنيسة قفز من الدور الخامس ليسقط ميتا.
وأوضح يحيى أنه ومجموعة كبيرة من الجيران قاموا بفتح باب الكنيسة ووصلوا إلى الدور الثالث، وبسبب الدخان الكثيف لم يتمكنوا من الدخول، إلا أنه خلع قميصه وأغرقه بالماء ولف به وجهه ليتمكن من الدخول، حيث فوجئ برجل مسن يمسك بقدمه فأخرجه من المبنى.. وبعد إنقاذ الرجل المسن توجه الشاب إلى الجزء الخاص بالحضانة في الكنيسة ليجدها متفحمة تماما، وقام بنقل نحو 7 أطفال إلى سيارة الإسعاف، إلا أنهم توفوا جميعا.. وحسب تصريحاته، فقد انتقل يحيى بعد ذلك إلى الدور الرابع، ووجد رجلا يدعى جورج (65 عاما) بين الحياة والموت فحمله ونزل به للدور الثالث، قبل أن يتعثر بسبب مياه الإطفاء ويفقد وعيه ويصاب بكسور في القدم..
وعن سبب مخاطرته بحياته، قال الشاب المصري إنه لم يهتم سوى بإنقاذ أرواح الموجودين داخل الكنيسة، وأن ما فعله هو الواجب، ولو كان باستطاعته فعل المزيد لفعل، مشيرا إلى أنه ليس المسلم الوحيد الذي شارك في إنقاذ الضحايا، وأن أغلب سكان المنطقة شاركوا في عمليات الإطفاء والإنقاذ..وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمنشورات الإشادة بمحمد يحيى وبطولته في إنقاذ ضحايا الكنيسة، سواء كانوا من المصابين أو الأطفال المتوفين..وأكد أغلبهم أن ما فعله يحيى نموذج للإنسان المصري الذي يضحى بنفسه من دون تردد لإنقاذ أشقائه وجيرانه، وأن ذلك رسالة لمحاولات تقسيم المجتمع والتفرقة بين مكوناته.. وأشاد عدد كبير من المسيحيين بموقف يحيى، وقدموا له الشكر على موقفه البطولي، وتمنوا سرعة الشفاء لمن وصفوه بـ”وجه مصر الحقيقي”.