د فاديا كيوان مدير عام منظمة المراه العربيه :” المنظمه بصدد إصدار تقريرا عن المراه الفلسطينيه وأحوال النساء العربيات فى مناطق النزاع المسلح”
حوار/هويدا عبد الوهاب نائب رئيس تحرير مجلة الاذاعه والتليفزيون
تعتبر منظمة المرأه العربيه والتي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربيه من أبرز الجهات التي تناقش قضايا المرأه العربيه على كافة المستويات، وتعمل على تمكين المرأة العربيه وتعزيز قدراتها في كافة الميادين، بإعتبار إن تمكين المرأة وتقدمها هو ركيزة أساسية لتقدم المجتمع العربي، وبالفعل كان لها العديد من الأنشطة والإنجازات الملموسه ومن أبرزها عقد عدد من الدورات التدريبية، وورش العمل من أجل تأهيل المرأة العربيه في كافة المجالات السياسيه والإقتصادية والإجتماعيه والثقافيه والتعليميه وبناء القدرات المؤسسيه .
وإنبثقت فكرة إنشاء المنظمة عن مؤتمر القمه الأول للمرأه العربيه بالقاهرة عام ٢٠٠٠ والذي إنعقد بدعوة من السيده سوزان مبارك حرم رئيس الجمهوريه وقتها وبمشاركة السيدات العربيات الأوائل، ووافقت الجامعه العربيه على قيام المنظمه عام ٢٠٠١ وتم وضع إتفاقيه خاصه بها ودخلت إتفاقية الإنشاء حيز التنفيذ في مارس ٢٠٠٣ وإنضمت إلى عضويتها ١٦ دوله عربيه تباعا وحتى الأن . إما الدول التي لم تنضم فهي السعودىه ، الكويت ، قطر ، الصومال ، جيبوتي ، وجزر القمر .
وترأست المنظمه عدد من السيدات العربيات المرموقات كانت أخرهم اللبنانيه الدكتورة فاديه كيوان أستاذة العلوم السياسيه بجامعة القديس يوسف بلبنان فهي حاصله على دكتوراه العلوم السياسيه من جامعة السوربون بباريس، بالإضافة إلى توليها لعدد من المناصب الهامة في بلدها منها تأسيسها لمعهد العلوم السياسيه في لبنان وتوليها رئاسته لمدة ١٢ سنه، بالإضافه إلى عضويتها في عدد من المنظمات العالميه والتي تولت رئاسة المنظمه منذ عام ٢٠١٨ وحتى الأن . ولنقترب منها أكثر ونتعرف على أهداف المنظمه وأنشطتها كان معها هذا الحوار :
وبدأ إهتمام دكتورة فاديا و علاقتها بالمرأة العربيه وقضاياها في مطلع التسعينات من القرن الماضي عندما كانت مستشارة لوزير التربيه والتعليم في لبنان حيث توافق هذا التوقيت مع التحضيرات لعقد مؤتمر بيكين الدولي، المعروف بأهميته بالنسبه للمرأة وتواصلت معها وقتها بحكم منصبها الجمعيات النسائيه لتقوم بمهمة إقناع الحكومه اللبنانيه للمشاركه في المؤتمر، حيث أن هذه الفترة كانت بعد إنتهاء الحرب مباشرة، وكانت لبنان غائبه لأعوام طويله عن المحافل والفعاليات الدوليه ،وبالفعل تعاونت معهم وقدمت مذكرة للحكومه ومجلس النواب و نجحت فى ذلك و تم تشكيل لجنه مختلطه حكوميه ومدنيه وشاركت هى أحد ممثلى الحكومه ومن وقتها أصبح لها إهتمام كبير بالمرأة، و باتت تكتب فى هذا المجال وكذلك تم تكليفها بمتابعة نتائج مؤتمر بيكين ومنذ ذلك الوقت أصبح لها إلتزام أكاديمى تجاه المرأه وتدريجيا عينت فى الهيئه الوطنيه لشئون المرأة التي تأسست عام ١٩٩٨ وكانت الهيئه الإستشاريه التي عينتها الحكومه، تضم خبرات متنوعه تقوم بدور إستشارى لقضايا المرأة لدى الحكومه والتعاون مع المنظمات الأهلية من إجل تعزيز وضع المرأة وفي عام ٢٠٠٣ تم تكليفها كممثله للبنان في المنظمه العربيه للمرأة، وبالتالي كانت عضو في اللجنه التنفيذيه وفي عام ٢٠١٨ تم ترشيحها لتكون مدير عام للمنظمه خلفا للسفيرة ميرفت التلاوي.
ورش عمل
ويحسب للدكتورة فاديا أنها طورت من المنظمه وأنشطتها بعدما كانت تقتصر فقط على إعداد الأبحاث النظريه والأنشطة التقليديه، من خلال عمل ورشات تدريبه للمرأه العربيه في مجالات كثيرة أسهمت في إفادة عدد كبير من السيدات العربيات .
سألتها فى البدايه عن هذه الأنشطة وهل خدمت اهداف المنظمه ؟
-المنظمه تسعى للقيام بمهام كثيرة منها تدعيم المهام الحكوميه والأليات الوطنيه، وتعزيز تبادل الخبرات والتشبيك بين الدول العربيه، كما قامت بإعداد دراسات في مختلف المجالات، التي تعزز دور المرأة في المجتمعات العربيه، وعندما توليت رئاستها قررت أن نقوم بعمل دورات تدريبيه وورش عمل وعدم الإقتصار على الأبحاث النظريه، لأننا لسنا مركز أبحاث في الأساس، وعندما تحولنا إلى التدريب إكتشفنا أن ذلك يستوجب أدله تدريبيه لتيسير التعليم بشكل غير نمطي، فقمنا بعمل ذلك حتى يتم التدريب على أسس سليمه، وكذلك قمنا بعمل دليل لمراقبة الإنتخابات ولدينا الأن كتاب إسترشادي للبرلمانيين نساء ورجال أيضا حتى يهتموا بقضايا المرأة داخل البرلمان، وشارك في هذا الدورات العديد من الدول العربيه من خلال ترشيحها للشخصيات التي ستستفيد من الدورات وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة .
*هل تشارك ال ١٦ دوله الأعضاء في كل الأنشطة التي تقومون بها ؟
-نتعامل مع كل الجهات في الدول العربيه الأعضاء، ولكن كان هناك اهتمام كبير بالمنظمة في بداية تأسيسها عام ٢٠٠٣ مع إهتمام السيدات الأوائل بها حيث بدأت المنظمه على أيديهم، ولكن مع ظروف الربيع العربي والتحولات التي حصلت في كثير من الدول العربيه، ومع إنسحاب السيدات الأوائل مع هذه الظروف تدريجيا تراجع الإهتمام بها من جانب الجهات الحكوميه المختصه بالمرأة في الدول العربيه الأعضاء.
مظلة الجامعه
*كيف تساعد الجامعه العربية المنظمه في عملها ؟
-الجامعه العربيه هي التي أعلنت قيام المنظمه تحت مظلتها وأعدت نص الإتفاقية الخاصه بها وأرسلتها للدول العربيه للمصادقه عليها من جانب الحكومات والبرلمانات، حتى تعمل المنظمه تحت رعاية الدول العربيه وتخضع المنظمه أيضا للجنه العليا للرقابة الماليه التي تخضع لها الجامعه العربيه، وتراجع حسابات الأمانة العامه للجامعه، كما نتعاون مع المنظمات العربيه المتخصصه التي تعمل تحت مظلة الجامعه أيضا، بحسب مجالات العمل المختلفه وتشترك معهم جميعا في لجنة التنسيق العليا للتعاون بين المنظمات المتخصصه، فقد وقعنا على سبيل المثال مذكرات تفاهم مع البرلمان العربي بالإضافه إلى تعاون مع الأكاديمية العربية البحريه للعلوم والتكنولوجيا واطلقنا معهم برنامج دبلوم لدراسات المرأة .
*هل هناك تعاون مع المنظمات الدوليه في هذا الإطار ؟
-لدينا شراكة إستراتيجية مع عدة هيئات دوليه مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة الأغذية العالمية (الفاو )، وبرنامج منظمة الأمم المتحدة الإنمائي وكذلك تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للسكان.
صورة المرأه
*كيف نجحت المنظمه في حل قضايا المرأة على أرض الواقع ؟
-أصبح هناك تطوير في القوانين الخاصة بحماية المرأة والفتاة من العنف بالإضافة إلى تبادل الخبرات من خلال العمل العربي المشترك من خلال جهاز فني يضم كل الدول الأعضاء، وتم عمل ورش عمل حول مضمون الكتب المدرسيه وتقنيات التعليم، وكذلك تم تطوير صورة المرأة في الإعلام، كما ساهمت المنظمه أيضا بخلق حالة وعي بقضايا المرأة في الوطن العربي، وخلق منصة لتبادل الأراء والخبرات بين الدول العربيه في هذا المجال، وكذلك منافسة على الأفضل لأنه رغم أنه لدينا خلفية دينية مشتركه الا أن مساراتنا الوطنيه متنوعه، لذلك فتبادل الخبرات مفيد جدا لإستنهاض كل الدول بالٱضافه إلى دعم تقدم النساء نحو مواقع مسئولية وأيضا دعمهم في هذه المواقع، وتقديم الإستشارات الفنية لهم عندما يطلب منا ذلك لإن المهم لدينا هو إبراز صورة المرأة وخاصة الناجحه في أفضل صورة ودعمها .
تشريعات وقوانين
*ما مدى سلطتكم على الدول الأعضاء في فرض قوانين إلزاميه أو مقترحات ؟
-رأينا لا يلزم الدول العربيه، ولكن الدول بالفعل تستفيد بكل ما نقدمه خاصة أننا نقوم بمجهودات كبيرة في هذا المجال، فلدينا تعاون مع العديد من الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، مثل إتحاد المحامين العرب حيث نتعاون معهم في التشريعات الخاصة بالمرأة، حتى يصبح هناك تطوير للقوانين في الدول العربيه .
*هل هناك تجاوباً معكم من جانب الدول العربيه ؟
-نعم لأن الصورة بدأت تتضح بأننا منظمه متخصصة لقضايا المرأة، تعتمد على الإحتراف والمهنية والعلم في تعاطيها مع الأمور، والأصول الدبلوماسية والقانونية في التعاطي والتعاون مع الجميع وايدينا ممدودة لكل من يريد أن يخدم قضايا المرأة والفتاه في العالم .
كورونا والمرأة
*ما مجهوداتكم التي تقدم مها للمرأه في ظل أزمة جائحة كوفيد ١٩ ومتحوراته ؟
-الجائحه فجرت ظاهرة الفقر لأنها أدت إلى تفاقمها في الدول العربيه وتبين من خلال ذلك أن الفقر يطال المرأة والفتاه الأكثرضعفا، وتبين أيضا أن شبكة الحماية الصحيه للمرأه ضعيفه، و من خلال النظر إلى نمط العيش بالنسبه لها أوضحت الجائحه أنه يقع على المرأة أعباء كثيرة أسريه ومجتمعيهن وفي المقابل ليس لها تقديمات صحيه وإجتماعيه، بحجم هذه الأعباء والضغط المجتمعي الذي يزيد العنف ضدها، وهذه السنوات الأخيرة أعطتنا دروس بأنه مع الوباء يزداد الفقر والأشد قسوة من ذلك هو وجود النزاعات المسلحه والحروب في بعض الدول، بالإضافة إلى الجائحه الأمر الذي كان له تأثيرا قاسيا على النساء والفتيات في كل الأعمار من جراء تداعياتها مثل النزوح و التهجير القسري و الأزمات الإقتصادية، ونحن نعمل على تعزيز أليات الحماية القانونية وكذلك الثقافيه والإجرائيه لهن .
*ماهى هذه الإجراءات التي تقومون بها لأجل هذه الحماية ؟
-نشر ثقافة إحترام المرأة والإمتناع عن ضربها، كذلك نؤكد على أنه يجب أن يكون هناك ضوابطاً للعنف بحيث لا يشمل الضرب فقط، ولكن أيضا التحرش الجنسي وتزويج القاصرات و والحرمان من الموارد الإقتصادية، والحرمان من التمليك والتوريث خاصة توريث الأراضي، لأنه أحيانا الثقافه تغلب القوانين في بعض المجتمعات التي يكون فيها مقاومه للمساواه.
المرأة الفلسطينيه
*كيف تساعدون المرأة الفلسطينيه التي تعاني تحت وطأة الإحتلال منذ سنوات طويلة ؟
-المرأة في الأراضي الفلسطينيه المحتله لها وضع خاص يستوجب إهتمام خاص أيضا، ونحن نقوم حاليا بالإعداد لتقرير حول أوضاع المرأة الفلسطينيه في الأراضي المحتله، وكذلك سيشمل التقرير أوضاع المرأة بشكل عام في النزاعات المسلحه، وهذا سيعرض على المجلس التنفيذي في إجتماعه الإستثنائي المقبل من ١٩-٢٠ من فبراير المقبل، الذي سيعقد بالعراق بدعوه منه، حيث سيتم عرض الخطوات الرئيسيه للتقرير والتدابير التي يجب إتخاذها لحمايتهن ووقايتهن .
*مادور المنظمه في تعليم المرأة ومحو أميتها ؟
-الدول العربيه بذلت جهدا كبيرا لزيادة إلحاق الفتيات في التعليم، وكذلك قامت بعض الدول العربيه التي لديها نسب من الأميه أن تعمل برامج خاصة بمحو الأميه، وقد حاولنا الإهتمام بالنساء النازحات في هذا الجانب، وتم إعتماد خطه وضعناها مع الجامعه العربيه عام ٢٠١٩ في القمه التي عقدت في بيروت لكننا لم نحصل على تمويل لتنفيذه.
الربيع العربي
*من أين يأتي التمويل للمنظمه ؟
-من خلال مساهمات الحكومات، وبعض البرامج التي ننفذها من خلال الشراكه مع جهات دوليه، حيث أنه في مطلع عام ٢٠٠٠ كان هناك إهتمام اًعلنياً ومتقدم، وبالتالي تمويل من قبل الحكومات العربيه لقضايا المرأه وتجسد ذلك وقتها بمبادرة القمه العربيه الأولى، التى إنعقدت في القاهرة عام ٢٠٠١ وإنبثق عنها قرار إنشاء المنظمه، وقد تم ذلك في عام ٢٠٠٣ وكانت العشرسنوات الأولى من بداية القرن ال ٢١ مليئه بالنجاحات والإنجازات وإهتمام من جانب الدول العربية، وتمويل ولكن بعد الربيع العربي تبدلت أحوال الدول وعانت بعضها من عدم الإستقرار، وأثر ذلك على دعمهم للمنظمه، ولكننا مع بداية العقد الثالث كلنا أمال بعودة الدعم للمنظمه وعودة الدفء إلى العلاقات العربيه العربيه، في مجالات تخص المرأة وكذلك نحن نرى أن المرحلة المقبلة ستشهد كثير من الإنجازات الكبيرة لأن الأمال كثيرة والوعود كبيرة .
*هل أنت راضيه عن ماقدمتيه للمنظمه منذ أن توليت إداراتها ؟
-نعم لإنني أرى إننا بالفعل من عام لأخر نقوم بالتطوير ولو أنه بطيء بسبب إرتباطه بتطوير البنيه الذهنيه للأسرة عامة والرجال على الخصوص، في التعامل مع المرأه، وهي بطيئه ولكن طموحي أن نصل إلى الأمام في كل المجالات التي تخص المرأة والفتاه العربيه وحقوقها المختلفه