الإثنين , يناير 27 2025
أخبار عاجلة

الكاتب والشاعر وائل السمري:” لعنة الخواجة أعادة قراءة للتاريخ المصري،ونجيب محفوظ لخص الحالة العربية، وخالد يوسف اختار للتلفزيون نصاً ادبياً بسره الباتع”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

“لعنة الخواجة” رواية كتبها #الشاعر _والكاتب_ وائل_ السمري ونالت اعجاب الكثيرين، مستلهمة من أحداث واقعية استطاع الكاتب أن يستخلصها من وثائق نادرة عثر عليها مصادفة، بعد أن ظلت مجهولة لعشرات السنين فصاغ منها روايته التي سرد أحداثها في زمنين متوازيين، لتمتزج أحداث الماضي بأحداث الحاضر، في حبكة متصاعدة تكشف الكثير من المجهول في التاريخ والنفس الإنسانية، والواقع المتأزم لأبطال الرواية التي تتحرك الرواية بين عالمين في بناء فني لا تمل من ابتكاراته في القص أو المشهدية أو اللغة التي تجعلك لا تترك الرواية من يدك رغم كبر حجمها.. ووائل السمري هو شاعر وكاتب، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس أمناء مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، فازت مسرحيته الشعرية “كما لا ترون” بجائزة أفضل كتاب من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، كما فاز ديوانه “الساقي” بالجائزة الأولى بمسابقة كتاب اليوم، والجائزة الأولى بمسابقة قصور الثقافة، وحصل على جائزة أفضل قصيدة عام 2002 من المجلس الأعلى للثقافة، كما حصل على جائزة الصحافة المصرية عامي 2019، و2022 . صدر له ديوانان شعريان ومسرحية شعرية وسيرة إنسانية بعنوان “ابني يعملني”.

الكاتب والشاعر وائل السمري

*ما هي نوعية “#لعنة _الخواجة” بروايتك ؟

-الخواجة بالنسبة لي لعنته ليست شريرة او ملعونة او قاتلة، بل لعنة الغرق بعالم الخواجة، الخواجة بروايتي هو الخواجة #المصري ، اذ بفترة معينة من تاريخ مصر كان عندنا الكثير من الخواجات الطليان والعرب واليونان وغيرهم من الجنسيات الاخرى، وكانوا متمصرين..والخواجة بروايتي هو الذي دخل حياة البطل وغيرها رأساً عن عقب، الخواجه اسمه أدريان دانينوس، حياته مليئة بالدراما الإنسانية، فقد ضحى بكل ما يملك لبناء السد العالي حتى تعرض للإفلاس، ولم يتمكن من علاج زوجته ومن هنا أدريان دانينوس كان مصريًا في روحه وعمله، في” لعنة الخواجة” قدمت إعادة قراءة للتاريخ المصري، وركزت على أهمية العدل والإنصاف لشخصيات تركت بصمة كبيرة في حياة المصريين، لكنهم لم يحظوا بالتقدير الكافي مثل ادريان الذي كان  مهندسًا زراعيًا ناجحًا، ولو لم ينشغل بفكرة الري الزراعي في مصر، لربما أصبح مليونيرًا.

*الرواية ليست عبارة عن حكاية واحدة فقط؟

-“خالص”، هي حكاية كبرى تتناول باني #السد _العالي، وبالتالي ليست سيرة ذاتية تقليدية بل سيرة حقيقية وواقعية.

*الزمن تغير وكثر يفضلون القراءة عبر الانترنت لكن يبدو انك تحديت الزمن بأطلاق رواية من 600 صفحة؟

-“بصي” انا أملك نفس روح بطل روايتي ادريان الذي يملك فكرة نبيلة ، وبالتالي الصحفي بطل الرواية،تراجع القراءة في الوطن العربي فكرة مستبعدة، لأنه يجوز أن تتخذ القراءة أشكال أخرى،(ويتابع) يوجد بيت شعر للمتنبي يقول فيه ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ… وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ”، المثقف العربي في محنة كبيرة وأقصد أ”ي مثقف وأي حد” عندو هم وطني وقومي وثقافي كمن يحمل صليبه على كتفه طول العمر، فكرة الاستسلام  هي رفاهية لا نملكها خصوصاً في هذا الوقت الذي فيه التفاهه والتسطيح وإعلاء كل ما ليس له قيمة، ونحن أكثر احتياجاً للدفاع عن القيم ونستخرج من تاريخنا ما ينفعنا ونضيف له ماسيبقى.

*هل سيتم تحميل الرواية على الانترنت؟

-انا مع الحداثة طبعاً، وتحميل الرواية على الانترنت له مساره الشرعي من خلال #دار_ النشر_ المصرية_ اللبنانية لتصبح متاحة للناس مع ضمانة للمؤلف ولدار النشر حقوقهم، وبالوقت نفسه يكون الشكل سهلاً ولطيفاً .

لعنة الخواجة

*في #لبنان يوجد سقفاً عالياً جداً بحرية الكتابة يعني مثلاً” اولاد حارتنا” لنجيب محفوظ التي تم منعها طُبعت بلبنان..

-صحيح، و#جبران كتب “النبي” وكان يتحدث عن نبي خيالي،ولا خلاف على ان الحرية هي أُم الابداع،لكن بالنهاية الابداع الحقيقي قادراً على تخطي كل الحواجز، وبالتالي الوصول لهدفه ومراده من دون اي عوائق، وانا قلباً وقالباً مع كل تحركات التحرر الفكري.

*هل يمكن ان تتحول” لعنة الخواجة” لفيلم سينمائي؟

-طبعاً، وأرى انها تستحق ان تكون مسلسلاً، لانها مليئة بالاحداث، وتغطي حقبة كبيرة من تاريخ مصر.

*المتلقي صار يتجه للتركي المعرب وللمسلسلات القصيرة (15 حلقة) هل برأيك سيستوعب أحداث “لعنة الخواجة”؟

-القارىء أو المشاهد اياً كان ” في اي حتة بالعالم” هو أكثر فهماً من صناع الدراما والمبدعين، لانه حين يرى عملاً حقيقياً ومهماً سيتابعة حتى لو كان مؤلفاً من 100 جزء، وعندنا أمثلة كثيرة من المسلسلات المصرية والعالمية التي تابعتها الناس على مدار السنين مثل” فايكينغز” وهو مسلسل كندي آيرلندي عبارة عن دراما تاريخية وأكشن ،فالكون كريست وداينستي، وغيرها، واليوم في المنصات يوجد عملاً اسمه “يو” مقتبساً من رواية تحمل نفس الأسم صدرت في 2014 وعرض بعدة اجزاء ونال النجاح الكبير ، الفكرة ليست مرتبطة بعمل قصير او طويل بل هل كل حلقة ستضيف قيمة ام لا؟ هل فيها وعياً وثقافة واثارة وتكثيفاً درامياً بلا عبث ؟ الجودة تفرض نفسها.. مثلاً ” ليالي الحلمية” 8 اجزاء و” الشهد والدموع” جزئين وكلا العملين من الروائع الدرامية..(ويضيف) ويوجد أعمالاً من ذكر عناوينها عرضت في رمضان المنصرم وكانت عبارة عن 15 حلقة ولم تنجح وفشلت فشلاً ذريعاً، الفيصل بالنسبة لي هو جودة وقيمة العمل ومدى احترافيته في الصوت والدراما والتمثيل والتصوير والاخراج..(ويضيف) كل الكتاب الذين كتبوا عن”لعنة الخواجة” كانوا يشيدون بالرواية ، فالاستاذ محمد السلماوي كتب في الاهرام مقالة من ان هذه الرواية أعجبته كثيراً، والكاتب ابراهيم عبد المجيد كتب من أن الرواية التهمته بثلاث ايام،وهو من الروائيين الكبار وكانت كلمته دعماً لي وللقارىء ليقراء الرواية، ووزير الثقافة الاسبق بمصر الاستاذ حلمي عندما مسك الرواية وقراء تعليق الاستاذ ابراهيم عبد المجيد تعمد ان لا يترك الرواية الا بعد ان يقرأها كلها، ” وده بحد ذاتو بيدي رضى للكاتب”.

*قلت بلا ذكر اسماء عن الاعمال الفاشلة التي عرضت، لنتحدث عن الاعمال التي جذبتك؟

– بصراحة لم أشاهد شيئاً

*من لبنان وسوريا والخليج؟

-لم اتابع..

*تتهرب ام ديبلوماسية؟

-انا اتابع الاعمال الاجنبية اكثر؟

*حتى في الشهر الفضيل تتابع الاعمال الاجنبية؟

-(يضحك ويقول)يوجد اعمالاً شاهدتها بشكل متقطع، لفت نظري مسلسل ” مسار اجباري”

*” ساعته وتاريخه ” يعرض حالياً الجزء الثاني منه؟

-لم أشاهده

*”عمر افندي”؟

-لم اتابعه..

*وماذا عن الافلام؟

-“ليه بتحرجيني؟”(ويضحك)

*رأيك مهم..

-“طب فكريني ايه اتعرض اخيراً؟”

*”الدشاش” لمحمد سعد؟

-احببت “السيد رامبو”.

وائل السمري

*بالعودة للمنصات انا أحببت مسلسل ” لا كاسا دو بابل” الذي قدم قبل سنوات؟

-“هايل”، شخصية البروفيسور،والأشخاص لهم سوابق إجرامية ومطلوبين أمنيًا وليس لديهم ما يخسرونه كانوا بغاية الروعة، المسلسل يستدعى اسم #روبن_ هود، وقناع وجه الفنان التشكيلى الإسباني سلفادور دالي؛ والأول يشير إلى الفارس الذي كان يسرق الأغنياء ويعطى الفقراء، وعلى فكرة انا شاهدته كاملاً ولفتني فيه انه تخطى فكرة الاثارة العمل نفسه تيمة شعبية وعالمية كبيرة “زي  علي الزيبق”، هذه الاعمال تكون قوية وتخاطب الجمهور وبالوقت نفسه تسرب معنى وقيمة ويثور على نظام وصل الى التعفن وينقذ الحاسة النقدية عند الناس وهنا يكون عملاً فنياً محترماً وممتعاً.

*لمن كنت تقراء بمراهقتك؟

*في الطفولة كنت أركز على قراءة الشعر مثل نزار قباني، وفاروق جويدة وامل دنقل، ، فؤاد حداد بيرم التونسي، الابنودي، بعدها صارت بوصلتي لكل الاتجاهات وركزت على #صلاح_عبد_الصبور الذي أثر بي جداً .

*وماذا عن محمود درويش؟

-طبعا، من أهم الشعراء وأرى من وجهة نظري أن اهم هرمان هما المتنبي ومحمود درويش وعلى الجانب الاخر يوجد هرمان آخران هما ابو العلاء المعري ووصلاح عبد الصبور” دول غطوا المساحات الانسانية الكبيرة “،وشعرهم ليس موجهاً لغرض ما او لتحفيزروح ما، بل لتكوين الانسان وتحديداً صلاح عبد الصبور وابو العلاء المعري كانا مشغولان بفكرة الانسان وكيف يصبح الانسان انساناً وينظر الى العالم ويتعامل مع اللغة وكيف يستخدمها، لذا ارى انهم أي السالفة اسمائهم من أهم أربع تجارب بالشعر العربي.. وطبعاً يوجد الماغوط وغيره اذ لكل شاعر مذاقه وبصمته ولا نستطيع أن نتجاهلها.

*وماذا عن الروائيين؟

-كثر، أولهم #نجيب_ محفوظ_ اديب_ نوبل الذي لخص الحالة العربية وكل ابطال شخصياته لازالت تعيش بوجداننا رغم رحيله يعني” كمال عبد الجواد مامتش”، والفيلم كان عبارة عن ثلاثية رائعة.

*”افراح القبة” الذي عرض قبل سنوات دفعنا لشراء رواية نجيب محفوظ؟

-بالظبط..

المخرج خالد يوسف والكاتب وائل السمري

*الرواية تختلف عن المسلسل اذ كانت قائمة على 4 شخصيات، لكن رؤية محمد ياسين كانت متميزة ايضاً..

-صحيح، الخيال مهم ،وعلى فكرة فيلم ” #الاسكندراني” للمخرج خالد يوسف هو للكاتب #اسامة_ انور_ عكاشة كان يحمل الكثير من القيم المفتقدة،وايضاً مسلسل “#سره _الباتع” لخالد يوسف عن قصة للكاتب الراحل #يوسف_ إدريس، والتي جاءت ضمن مجموعة قصصية نشرها عام 1958 بعنوان “حادثة شرف”، العمل قدم في كل مشهد لوحة فنية كما ان# خالد_ يوسف بذكائه وحنكته اختار للتلفزيون نصا أدبيا لإدريس غفا عنه صانعو السينما والتلفزيون، ربما لصعوبة إنتاجه، خصوصا أن أحداثه تدور في زمن الحملة الفرنسية.. وبالتالي لانه اي خالد يدرك تماماً جمهور العمل التلفزيوني أوسع بكثير من جمهور القراءة.

*مع السير الذاتية  مثل العقاد وطه حسين وحياة المشاهير ام ان الجمهور لا يستحسن اليوم مثل هذه النوعية ويفضل الاعمال الخفيفة؟

-المشاهد مظلوم طوال الوقت ويستأهل ان نقدم له اعمالاً عظيمة ووجبات دسمة، لدينا قامات ابداعية وعلمية وثقافية ورجال اعمال يستحقون أن نقدم قصص كفاحهم لنستخلص الدروس والعبر، لدينا كل هؤلاء، يعني روايتي” لعنة الخواجة” سيرة ذاتية لادريان الذي عاش المعاناة الى أن حقق هدفه والقصة بين زمنين، السيرة الذاتية يجب أن تكون لاستعادة قيمنا وشغفنا بالتاريخ ومحبتنا للوطن، وأن تكون دراما فيها شخصيات من لحم ودم واثارة وتحدي وكل العناصر التي نراها بالحياة، لان أصحاب السير الذاتية هم اولاً واخيراً ” بني ادمين زينا” ، وأرى أن العودة الى الرواية بالدراما سيكون مدخلاً سحرياً، لكن للأسف مثل تلك الاعمال بحاجة لوعي من جهات الانتاج، وعناصراً فنية مكتملة لديها رسالة فنية حقيقة وحريصة أن تصل للناس.

شاهد أيضاً

ابتسام غنيم لطوني هيكل عبر اثير ” صوت لبنان:” لماذا لا ينتجون عملاً عن اغتيال حسن كامل الصباح؟ والحربوقة باعت مواضيعي وقريباً سأتحدث عن هؤلاء؟!”

كتب/ حسن الخواجة حول حديث عن واقع الفن في #لبنان ومصر وسوريا كان محور اللقاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *