حوار/ ابتسام غنيم(بيروت)
#ايمي_ اسلام ممثلة بالفطرة دخلت مجال التمثيل وهي بعمر ست سنوات، وفي سن الرابعة عشرة وقفت على خشبة المسرح امام الفنان القدير احمد ماهر، الذي لمس بها موهبة متميزة ونصحها بأن تدرس التمثيل عندما تكبر وهذا ما حصل بالفعل حيث صقلت موهبتها بالدراسة والمطالعة والتعمق بالاعمال الفنية ودراسة ابعاد الشخصيات التي تُجسد.. قدمت سلسلة من الاعمال الجيدة التي بيّنت اسمها كممثلة تسعى نحو الفن الهادف وليس التواجد لمجرد العمل..ممثلة شابة يهمها النوعية على حساب الكمية وبالتالي يهمها العمل مع المخرجين الذين يتركون بصمة في اعمالهم كما تسعى دوماً للتطلع الى الفن الراقي والذي يُثبت اسمها كنجمة تمثيل.. التقينا بالقاهرة وتعارفنا وتواعدنا على اجراء حوار، لكن الحرب اضطرتني ببيروت للعودة الى لبنان وكان ان تهاتفنا وسجلنا اللقاء التالي.
*بدأت العمل الفني منذ طفولتك؟
-صحيح، منذ كنت على مقاعد الدرسة كنت اشارك بمسرحيات المدرسة، وفي سن الـ14 سنة وقفت امام #الفنان_ الكبير_ احمد_ ماهر بمسرحية” البيت الكبير”، كنت مرعوبة للوهلة الاولى لاني أقف امام قيمة وقامة، كما ان عصبيته يوظفها لخدمة ومنفعة التمثيل، وخلال البروفات اندمجت وزال خوفي وتعلمت منه الكثير، وأذكر انه سألني عن التخصص الذي سأدرسه في الجامعة فقلت له الاعلام، فأستغرب وقال لي:” ليه ؟ ادرسي تمثيل انت موهوبة”، وبالفعل عندما انهيت دروسي التحقت بكلية علوم سينما ومسرح وهي جامعة خاصة.. ومع الدراسة كنت اتعمق بقراءة كل ما يتعلق بالتمثيل والاخراج والنقد، واتابع كل #الاعمال_ السينمائية والدرامية، وبداية دخولي السينما كانت عبر فيلم” الزنزانة7″،و” بناتثانوي”، وبعدها شاركت بمهرجان الابداع بتقديم مسرحيتين هما ” كارمن”و” آخر المطاف” ونلت #جائزة_ افضل_ ممثلة مركز أول للمتخصصين..
*المسرح من أصعب الفنون؟
بالفعل، وهو ابو الفنون، ومن يقف على على خشبته يشعر بلذة التمثيل وبالتفاعل الفوري مع الجمهور..
*الطفولة كانت على المسرح لكنك عمدت عندما كبرت للتنوع؟
-“مظبوط”، لسبب ان #المسرح بقدر مايعطي ثقلاً للفنان ويزيد من قوة تمثيله وخبرته، الا انه لا يحقق #الشهرة التي تكون من خلال السينما التي لها بريقها الساحر، وايضاً التلفزيون الذي يدخل كل البيوت.. أقدر المسرح جداً بل أعشقه لكني بصراحة لن أكرس حياتي له، للشهرة طعم خاص ومن يقول انه لا يحبها ولا تعنيه لا أصدقه، لانها ثمار النجاح والرسالة التي تقدميتها من خلال عملك الفني.
*تعترفين بحبك للشهرة؟
-اكيد، وصدقيني يوجد لدينا مواهباً مدفونة لو اتيحت لها الفرص المناسبة لحققت اكبر شهرة،لكن للأمانة كلنا نعرف ان الفنانة الحقيقية التي كانت فعلاً لا تعنيها الشهرة هي #القديرة_ عبلة_ كامل صاحب اجمل تمثيل عفوي، وفي المسرح لا يمكن ان ننسى سيدة المسرح العربي #سميحة_ ايوب التي كرست حياتها لابو الفنون ولسنوات طويلة، واعمالها الدرامية حتى لو كانت قليلة نسبة لغيرها من بنات جيلها لكنها تركت بصمة قوية مثل ” الضؤ الشار”،وفي السينما مشاركتها بطولة ” تيتا رهيبة” كان عملاً متميزاً للغاية.. اطال الله بعمر فنانتنا العظيمة التي اعتبرها حالة استثنائية لن تتكرر في الفن العربي.
*لم تشاركي ببطولة ” افراح القبة” وعلى غوغل مكتوب انك من ضمن البطلات؟
-بالفعل وأعلمت السينما ” دوت كوم” ان يصححوا المعلومة لكنهم لم يحذفوها، وبصراحة كانت اقصى امنياتي ان اكون ضمن فريق” افراح القبة” فالمخرج محمد ياسين من اهم المبدعين، والقصة لاديب نوبل نجيب محفوظ، لكن اللغط الحاصل هو اني شاركت بمسلسل ” اهو ده اللي صار” واختلط الامر على الكثيرين واعتقدوا اني بمسلسل ” افراح القبة”..
*كنت ابنة روبي في ” اهو ده اللي صار”؟
-ابنتها في المرحلة المتقدمة من عمرها، وطبعاً المكياج ساعد بأبراز علامات الزمن، وكان اسمي ” سنيورة” بالمسلسل الذي حمل توقيع الراقي حاتم علي.
*وماذا عن ” عملة نادرة”؟
-احد اهم محطاتي الفنية مع النجمة #نيللي_ كريم والمخرج الرائع ماندو العدل الذي كتب اسمي في التيتر بطريقة ملفته اذ وضعني بخانة البطولة وله مني كل الامتنان والاحترام، وبصراحة هذا العمل وضعني بمأزق وهو اني بعد مشاركتي به والنجاح الذي احرزناه صرت ارفض الكثير من الاعمال ما لم تكن بمستواه، كما يهمني ان يكون مخرج العمل من المتميزين لانه هو القائد وهو الذي يضع رؤيته، من هنا اصبحت عيني بالتعامل مع الكبار فقط.
*يعني مع النوعية على حساب الكمية؟
-صحيح، الافضل لي ان اقدم عملاً واحداً مع مخرج مهم حتى لو كنت ضيفة شرف بدور محوري يترك بصمة، بدلاً من اربعة اعمال تحقق لي انتشار آنياً.
*تركزين على شكلك؟
-اطلاقاً علماً اني برزت بدور بنت الشعبية والصعيدية، لكني قادرة واتمنى تمثيل ادوار مركبة لان مثل تلك الانماط تستخرج مكنونات الممثل الشاطر.. (وتضيف) اتابع الاعمال الاجنبية وارى كيف نجوم هوليوود بقدمون كل الشخصيات يعني هم اغلبهم مع الشمولية وليس التخصصية الا قلة قليلة مثل سيلفستر وارنولد ونجوم الاكشن.
*هل تحبين تقديم السير الذاتية؟
-احب تقديم سير ذاتية لشخصيات فرعونية مثل ايزيس وحتشبسوت وكليوبترا..
*”كليوبترا” قدمتها بالسينما العالمية اليزابيث تايلور وبالدراما سولاف فواخرجي؟
*الفيلم كان رائعاً، وسولاف حبيبة قلبي، لكني احب ان ارى #كليوبترا من خلال ممثلة مصرية بحتة وياليتها تكون من نصيبي.
*ايمي لديك محظورات ام تؤمنين ان الفن للفن؟
-طبعاً الفن للفن، ارفض المحظورات والسلبية، والقبلة اذا كانت موظفة بشكل صحيح تخدم #السياق_ الدرامي فأين الغلط بذلك؟ لو عدنا للسنوات الماضية وتابعنا افلام هدى سلطان وفاتن حمامة وشادية وهند رستم اليست افلامهن جميلة وراقية ولا تخلو من مشاهد الحب؟ الا نقدر هؤلاء النجمات الراقيات والمحترمات؟
*ما تعليقك على تسمية #سينما_ نظيفة؟
-السينما دائماً كانت مبهرة، لاشك انه بعد النكسة قدمت بعض الاعمال التي لا تحتوي على افكار بناءة، ومن ثم في السبعينات كان يوجد طفرة من افلام لا تخلو من العري والمشاهد الساخنةK ومن بعدها دخلت على الخط افلام المقاولات، ثم من بعدها عادت السينما وعدلت المسار واستعادت قيمتها الحقيقية، وفيما خص تسمية سينما نظيفة فأنا لا اعترف بتلك التسميات واسألك فيلم ” المذنبون” لسعيد مرزوق اليس من اقوى الافلام رغم انه يحتوي على مشاهد جرئية؟ واعمال صلاح ابو سيف مثل “حمام الملاطيلي” اليس من اقوى الافلام الواقعية؟التطرف الفكري للأسف يريد ان يتغلغل بالفن، كما دخل على عقول الكثير من الناس وغيبها.
*بعض النجوم الشباب بمصر يرفضون #القبلات او التلامس بالايدي ؟
-سمعت عن هذا الامر واستغربته، يعني لو طبيباً او محامياً او اي شخص يعمل بمهنة اخرى الن يحصل تلامس باليد بينه وبين العاملين معه؟ لمى كل هذا التعقيد؟ يعني الممثل الذي يشترط هذه الامور لو كان يمثل مشهداً مع ممثلة على انها شقيقته الن يحضنها او يقبلها على رأسها؟ لماذا نريد ان نلغي الواقعية بالتمثيل؟
*قلت في بداية الحوار انك تتابعين كل الاعمال ماذا عن #لبنان؟
-احب جداً ماغي بو غصن لا سيما في ” للموت” بكل اجزاءه، واحببت “ع امل” كثيراً،نادين نجيم احبها كثيراً لا سيما في ” خمسة ونص”و” عشرين عشرين”،” تابعت”الخائن” واعمال اخرى لكن بحلقات متفرقة، وللامانة في لبنان يوجد طاقات رائعة والتمثيل عفوياً للغاية، ومن الجيل القديم اعشق الصبوحة التي نعتبرها مصرية ايضاً، اعمالها جميلة جداً واغانيها تدخل البهجة.
*ولمن تستمعين ايضاً؟
-للسيدة #فيروز اطال الله بعمرها واعتبرها ايقونة لن تتكرر، ولفتني اسلوبها بالتعاطي مع الرئيس الفرنسي ماكرون،اذ انه هو الذي قصد زيارتها وليس العكس، هي فعلا سفيرتنا الى النجوم وهي اقوى مثال للفنان العربي الذي لا يتخلى عن شخصيته ويجامل، وياليت الجميع يقتدي بها.. ومن الجيل التالي احب كارول سماحة واليسا ومن مصر شيرين هي ر قم واحد بالنسبة لي، هي الاحساس والطرب والصوت الاجمل والاحب الى قلبي.
*لنتحدث عن المنصات؟
-من اهم الخطوات التي يُقدم عليها #الفنان لانها تقدم الشباب والنجوم على السواء، والمتابعون لها من مختلف الاعمار، العمل الاسباني “لا كاسا دي بابيل”، ويُعرف أيضاً باسم “بيت من ورق” أو” بيت المال”احتل حين عُرض المركز الثالث ضمن أكثر المسلسلات مشاهدة على منصة نتفليكس خلال عام 2019، كما احتل المركز الأول في نسبة المشاهدة بالنسبة للأعمال غير الناطقة بالإنكليزية، وكان الابطال من الشباب، ايضاً يوجد اعمال عربية عرضت على المنصات وكات رائعة للغاية مثل ” الفريدو”،” عمر افندي” و”بطلوع الروح” وغيرها.. المنصات مهمة جداً وصارت بمتناول الشباب والكبار على السواء وعبرت طريق الشهرة والانتشار.. على فكرة احببت رؤية المخرج عبد الرحمن ابو غزالة في ” عمر افندي” علماً انها التجربة الاخراجية الاولى له .
*تؤيدين العمل مع مخرجين جدد رغم انك اسلفت انه يهمك المخرج صاحب البصمة؟
-طبعاً وكان لي تجربة مُشرفة مع المخرجة نيفين شلبي بعمل حمل عنوان ” سؤ الرجالة” وهو أول عمل روائي لها، مأخوذ عن المجموعة القصصية ”سوق العرسان” تأليف علاء سليمان، وقام بالبطولة باسم سمرة، نجلاء بدر، أحمد وفيق، انتصار، فياس السعيد، محمود الليثي، ومنحتني دوراً كبيراً، ونيفين حاصلة على عدد كبير من #الجوائز كونها قدمت العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية المهمة. والعمل كان عبر منصة وسعدت به جداً.
*لكن نيتفليكس تروج كثيراً لاجندات واعمال غير مقبولة مثل مسلسل ” #مريم_ العذراء” الذي سيعرض قريباً وفيه اساءة للسيدة العذراء وللسيد المسيح؟
-بالفعل كلنا نعلم انه يتم طرح موضوعات تحتوي على الشوائب الثقافية، والمغالطات السياسية، والأكاذيب الاجتماعية،تشويه واقعنا بإيحاءات درامية، لكن المتلقي الواعي والمثقف والمدرك لتلك الاجندة يعي تماماً انها مجرد محتوى هدام ومواد درامية تجارية ويطبخون السم بالعسل.
*ماذا عن حياتك الخاصة؟
-“سينغل” حتى اشعار آخر، اصب همي على فني ومستقبلي.
*ولو دق القلب؟
-اتمنى ان يكون متفهماً لطبيعة عملي ويقدر شغفي بالتمثيل ولا يهمني ان يكون من الوسط الفني او من خارجه، لاني اؤمن ان كل شيء قسمة ونصيب والتفاهم لا علاقة له بطبيعة اعمالنا.
*تعرضت للحرتقات؟
-حصل معي اكثر من موقف، لكني تعمدت ان الوذ بالصمت ولا اعمم الموضوع، في كل مجال يوجد المحب والغيور، لذا اتكل على الله عز وجل وعلى مجهودي.. والفتك انه يوجد بالفن صداقات جميلة وكثر يدعمونني ولو بكلمة طيبة وهذا ما اقدره.
*هل سنشاهدك برمضان بعمل درامي؟
– لم اتفق على شيء لو حتى اللحظة، ولو هرض علي العمل الذي يجذبني ويضيف لي طبعاً سأقبل على الفور.