الخميس , نوفمبر 21 2024

استيفان روستي.. شرير الشاشة والده خطف حبيبته فمات مرتين ورصيده 7 جنيهات وهذه قصة كفاحه حتى الموت

لم يجسد فنان شخصية «الشرير» على شاشة السينما المصرية بقدر ما أجادها إستيفان روستي، حيث أضفى عليها جانبًا من الكوميدية، فانتزع علامات الإعجاب مصحوبة بالابتسامات،غير أن هذه الأدوار التي لعبها «روستي» على الشاشة كانت تخفي ورائها واقعاً مؤلماً، يتضمن محطات مريرة في حياته، منذ ولادته عام 1891 حتى وفاته.

والده كان أحد بارونات أسرة نمساوية عريقة لا تؤمن بتذويب الطبقات، وإنما بضرورة الحفاظ على الدماء الارستقراطية دون أي اختلاط، ورغم ذلك عرف الحب طريقه لقلب البارون (والد إستيفان روستي) حين التقى بفتاة إيطالية في روما وتزوج منها، وجاء إلى القاهرة في زيارة فأعجبته، فقرر الاستقرار بها واشترى منزلاً في شبرا.ولم يأت هذا الزواج على هوى الأسرة، فهدد الجد بحرمان ابنه البارون من الميراث إذا لم يترك زوجته الإيطالية ويعود إلى فيينا مرة أخرى.كان من الطبيعي أن يرضخ البارون في النهاية لقرار والده، فقرر السفر لإرضائه على أمل العودة مرة أخرى لزوجته التي كانت حاملًا في شهرها السابع.

ومع مرور الأيام تناسى البارون زوجته الإيطالية وابنه منها إستيفان روستي، ليكف عن إرسال أي نقود له ولوالدته، ما اضطرها لبيع مسكنها الفاخر لتنتقل إلى شقة صغيرة حتى تستطيع استكمال تعليم ابنها.

اعمال روستي ومشوار الكفاح

كبر إتسيفان وحصل على البكالوريا، ووجد نفسه في اختبار صعب فرضته عليه أمه حين طلبت منه الاستقلال بحياته والبحث عن عمل يكفل به نفسه، حيث قررت الزواج من شخص كانت تحبه.  وبالفعل تزوجت من رجل إيطالي، مما جعله يقرر أن يترك المنزل وهو في سن المراهقة، ووقتها التقى بعزيز عيد والذي وجده يجيد العديد من اللغات منها الفرنسية والإيطالية، فقدمه إلى فرقته، ولكنه بعد فترة قرر أن يبحث عن والده فسافر إلى النمسا وفرنسا وألمانيا.امتهن إستيفان روستي العديد من المهن منها بائع تين شوكي في إيطاليا كما عمل مترجماً أيضاً، قبل أن يتعرف على المخرج المصري محمد كريم، والذي كان يدرس الإخراج في ألمانيا وتعرّف أيضاً على سراج منير، والذي كان قد بدأ يدرس الفن بعد أن ترك الطب فقرر إستيفان روستي هو أيضاً أن يلتحق بمعهد التمثيل ليدرس دراسة أكاديمية، وبعد عودته إلى مصر تعرّف على المنتجة عزيزة أمير، والتي أسندت له مهمة إخراج فيلم “ليلى”.قدم إستفان خلال مشواره الفنى ما يقرب من 124 عملاً فنياً، بدأها في عام 1926 بالمشاركة التمثيلية في فيلم “نداء الرب” وكان قبلها قدم تجربة مسرحية بعنوان “حب وفلوس وجواز”، وشارك في أوبريت “العشرة الطيبة” على الأوبرا، وفي عام 1927 أخرج فيلم “ليلى”، وبعدها بعام قدم فيلم البحر بيضحك وفي عام 1931 قدم “صاحب السعادة”و “كشكش بيه” وظل يقدم أدوار في أفلام مثل” المعلم بحبح” و”عنتر أفندي” و”الورشة” و”الطريق المستقيم “و”انتصار الشباب” و”شادية الوادي”..

وقدّم إستيفان روستي مع أم كلثوم “منيت شبابي” و”سلامة”، ومع ​نجيب الريحاني​ فيلم “سلامة في خير” و”سي عمر”، ومع ​ليلى مراد​ أفلام “عنبر وقلبي دليلي والهوى والشباب وغزل البنات”، وفي الخمسينيات بدأ في الحصول على أدوار أكبر، وشارك في أفلام مثل “​فيروز​ هانم وليلة الحنة وامنت بالله وحلال عليك وابن ذوات والدنيا لما تضحك والستات ميعرفوش يكدبوا وحسن ومرقص وكوهين وكدبة أبريل وحب ودموع وعاشق الروح وزنوبة وسجين ابو زعبل وتمر حنة وأحبك يا حسن وحلاق السيدات والنصاب والحقيبة السوداء والنشال واخر شقاوة، وآخر أعماله كان فيلم حكاية نص الليل”.الى جانب التمثيل فإستيفان روستي قدّم تجارب إخراجية في ​فيلم ليلى​ عام 1927، والبحر بيضحك ليه عام 1928، وعنتر أفندي عام 1935، والورشة عام 1940، وابن البلد عام 1942، وجمال ودلال عام 1945.

كان إستيفان حريصاً منذ صغره على إشباع حبه للفن، فكان متابعاً جيداً لجميع العروض المسرحية التي تقدمها الفرق المصرية أو الأجنبية في دار الأوبرا الملكية، ولعب القدر لعبته حين حضرت إحدى الفرق النمساوية لتقدم عروضاً ليتعرف إستيفان على راقصة باليه بالفرقة، وتنشأ بينهما علاقة وطيدة.

عرفت الراقصة قصته وقصة والده البارون، فدعته لزيارة النمسا والتعرف على والده لأنها كانت تعرفه جيداً، وبالفعل سافر معها، وهناك تعرف على والده الذي رحب به في البداية، لكن سرعان ما غضب منه وطرده من فيينا كلها، ليُصدم إستيفان مما حدث ولا يجد له تفسيراً، حتى عرف أن السبب هو عشق والده للراقصة التي لم يكن يعلم بعلاقتهما.

على كلٍ، غادر إستيفان إلى إيطاليا وعمل مترجماً بعض الوقت، كما عمل مهرجاً، ومسلياً لأبناء الطبقة الأرستقراطية، وعمل بميناء نابولي كمرافق للمهاجرين الشوام المارين بإيطاليا وهم في طريقهم للأمريكتين.

بعد ذلك، سافر إلى فرنسا وعمل موظفاً بإحدى المكاتب، وكان مسئولاً عن ملابس إحدى الفرق المسرحية، ثم التحق بمحطة باريس كمرشد لمليونيرات أوروبا وأمريكا القادمين لزيارة فرنسا، وبعد فترة التحق بالعمل في أحد أستديوهات السينما كمجرد عامل بسيط، ما أتاح له فرصة التمثيل في بعض الأدوار البسيطة حتى عاد إلى القاهرة عام 1917.

وبالمصادفة، قرأ إستيفان إعلاناً في الصحف بتوقيع المخرج عزيز عيد يطلب فيه وجوهاً جديدة للانضمام إلى فرقته، فتقدم ونجح في الاختبار، وقدم مع الفرقة عدداً من الأدوار الناجحة التي وضعت قدمه على بداية طريق النجومية.

الزواج من إيطالية

تركت قصة إستيفان روستي مع الراقصة النمساوية عشيقة والده تأثيرا سلبيا على حياته فظل مضرباً عن الزواج حتى تجاوز سنه 46 عاماً، وفي عام 1938 حين التقى بفتاة إيطالية تدعى «ماريانا» في إحدى حفلات الجالية الإيطالية بالقاهرة، فوقع في غرامها وتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما..ظلت «ماريانا» زوجة وفية ومحبة له طوال 26 عاماً، وأنجبت له ولدين مات أولهما بعد ثلاثة أسابيع ومات ثانيهما وعمره عامان.

اللحظات الاخيرة

رغم تقدم إستيفان روستي في السنن لكنه ظل محافظاً على صحته، وقد اشتهر بوصفاته الشعبية للأمراض، ولم يكن يثق في علاج الأطباء، وكان يحرص على المشي يوميا للحفاظ على صحته، وفي عام 1964 انتشرت شائعة وفاة إستيفان روستي، حتى أن نقابة المهن التمثيلية أقامت حفل تأبين له بعد تصديق الشائعة، خصوصاً أنه كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية، ولكنه جاء في منتصف الحفل ليفاجئ الموجودين بأنه لا يزال على قيد الحياة، فقامت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين بإطلاق الزغاريد فرحاً بأنه لا يزال حياً، ولكن يبدو أن الشائعة تحولت إلى حقيقة، فبعدها بأسابيع قليلة وفي 26 مايو في العام نفسه كان جالساً على أحد المقاهي يلعب الطاولة مع أصدقائه، وكان قد انتهى من مشاهدة العرض الأول لفيلمه اخر شقاوة وشعر بالالام مفاجئة في قلبه ونقله أصدقاءه للمستشفى اليوناني، ليجد الأطباء انسداد في شرايين القلب ونصحوا أصدقاءه بنقله لمنزله، ليفارق الحياه بعدها بساعة، وعند وفاته لم يكن في منزله سوى 7 جنيهات فقط وشيك بـ150 جنيهاً، كان الدفعة الأخيرة لفيلم حكاية “نص الليل”.

Check Also

حكاية خطوبة لم تكتمل بين يسرا وسمير صبري

استطاعت يسرا منذ بدايتها الفنية، أن تسرق قلوب الجمهور وتكون من أجمل وأشطر ممثلا جيلها، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *