حوار/ ابتسام غنيم(هذا الحوار اجريته مع النجم الكبير الكابتن فؤاد شرف الدين عقب اخراجه فيلم صرخة الابرياء وأعيد نشر الحوار مجدداً بخانة الارشيف)
اطلق الكابتن فؤاد شرف الدين نداءً مؤلماً بسبب فيلمه(صرخة الأبرياء) الذي يعود فيه للسينما بعد غياب سنوات طويلة ويتناول فيه الواقع اللبناني الجديد،ولان الفيلم من انتاجه وإخراجه تكبد الكابتن الكثير من المصاريف ووجد نفسه على (الحديده) خصوصا بعد ان نقصه جزء من التمويل ليستكمل المونتاج فتقاعس الكل عن مُساعدته وصار مُهدداً بان يُصبح بالشارع كونه وضع تحويشه عمره فقال:
-أفنيت عمري بالفن بالسينما اللبنانية التي حملناها على عاتقنا انا وشقيقي يوسف طيله فترة الحرب ولم نغادر الوطن رغم صعوبة الظروف آنذاك حتى بعد أن أنتقل يوسف للعمل والاقامة الى مصر، كانت رحلاتي متقطعة الى هناك للمشاركه ببعض الاعمال ثم أعود فوراً الى لبنان لاني لا استطيع أن أعيش بعيداً عن بلدي، وإنتظرت الى أن أكملت كتابة فيلمي(صرخة الابرياء) وشرعت بتنفيذه غامرت وقلت لطالما افنيت عمري للسينما فهل بعد كل هذا العمر أتخاذل، وكانت المفاجاة عندما نقصني جزاء من المال لاستكمال وضع الموسيقى التصويرية والمونتاج واذ بالكل يدير الاذن الطرشى،عندها لم يعد بوسعي سوى اللجوء الى الوسائل الإعلامية لاقولها علانية اني بحاجة لتمويل الجزء المُتبقي لفيمي(صرخة الأبرياء) وأكرر أن هذا العمل الذي أعود فيه للسينما اللبنانية بعد غياب 20 سنة من إنتاجي ويتناول الواقع اللبناني وما يحصل على أرض الوطن، لكن كون فيلمي ليس فيه(لحم أبيض متوسط ولا محسوبيات وتنانير قصيرة) فمن الطبيعي أن يتقاعس الكل لأنقاذي الذي لو لم أكمله فساكون مُهددا بأن أصبح وعائلتي في الشارع.
* هل يعقل ان يصل بك الوضع الى هذا الحال؟
– اكيد هل تعلمين لماذا؟ لاني طوال عمري لم أمتهن غير الفن ولم أعمل فيه بالظاهر، ليكون لدي ممارسات محرمة بالباطن وكل هذه الامور والرسائل موجودة بفيلمي الذي لو أبصر النور سيكون صادماً للجميع(ويضيف) رغم مرارة الوضع الذي أعانية الا اني لست نادما على شيء يكفي اني عملت بالفن بشرف وأدخلت الاكشن للسينما اللبنانية منذ أول أفلامي(حسناء وعمالقة) عام 1979 وأذكر جيداً أن احدى الصحف الاجنبية كتبت عن مشاهدي الصعبة التي اقدمها بلا دوبلير انه يوجد ستيف ماكوين في أميركا يقدم الأكشن وجان بول بلموندو في اوروبا وفؤاد شرف الدين في الشرق الاوسط، وبعدها لُقبت بالكابتن نسبة لعملي بالإخراج ثم بـ(تشاك نورس العرب)
*دائما تعترف انك لبنانيا علمانيا؟
-وبكل فخر أقولها نحن من السُياد من بعلبك جدي كان شيخاً كبيراً وجدتي من الديانة المسيحية ووالدي تزوج من أمي وهي مسيحية وانا تزوجت من أرمنيه وفي سن الرابعة عشرة كنت أرن جرس الكنيسة ومرة لم يعترض جدي المسلم لاننا تربينا على أن نتقبل الآخر، بكل محبة لكن للاسف اليوم بلبنان الوضع إختلف عادت المذهبية لتتسيد الساحة والتركيبة الطائفية جعلت كل شيء مقسماً,
*في السنوات الاخيرة عملت كثيراً في مصر وتصدرت صورك شوارع القاهرة؟
– بالفعل عملت في مسلسل(الدالي) مع نور الشريف و(الهاربه)بجزئية مع تيسير فهمي وكنت ضيف شرف مع نادية الجندي في(الملكة نازلي) وشاركت في مسلسل (الخطوط حمراء) مع احمد السقا وقريبا ستكون لي رحلة عمليه الى مصر لكن كل ذلك لن يمنعني عن إستكمال فيلمي (صرخة الابرياء) الذي وضعت فيه تحويشة عمري وأريد أن يراه القاصي والداني لأن قرصات مضمونه مؤلمة ومن قلب الواقع اللبناني.