كتبت/ ابتسام غنيم
الدكتورة غادة اليافي،إبنة رئيس الوزراء الأسبق الرئيس عبدالله عارف اليافي الذي شغل منصب رئيس الوزراء عدة مرات في فترة الإنتداب وبعد الاستقلال،حائزة على دكتوراه دولة فرنسي في الطب من جامعة القديس يوسف في بيروت ومتخصّصة في علم وأمراض الدم من جامعة باريس..زاولت المهنة في بيروت ثم انتقلت إلى فرنسا وعملت فيها هناك ما بين 1989 و1998..أستاذة محاضرة في علم وأمراض الدم في جامعة القديس يوسف ولها منشورات طبية عدّة.عملت كرئيسة المؤسسة الوطنية لنقل الدم بين 1973 و1976..بعد عودتها إلى لبنان اهتمّت بالشأن العام من خلال:
المشاركة في انتخابات البلدية في بيروت سنة 1998
المشاركة في الإنتخابات النيابية في بيروت سنة 2000
منسقة في تيار المجتمع المدني بين سنة 2000 و2002
عملت مع الشباب ضمن برنامج نادي التواصل Club inter jeunes
شاركت في ندوة حول لبنان في مجلس الشيوخ الفرنسي سنة 2002 وفي دورتين في الولايات المتحدة حول تمكين المرأة في السياسة حول الإنتخابات الأميركية. لها بعض المنشورات في صحف محلية وفرنسية تتناول الشأن العام والسياسة.
عضو في المؤتمر القومي العربي.مناضلة من أجل إرساء نظام علماني وشعارها نحو مجتمع لا طائفي وتؤمن أن خلاص لبنان فقط بالعلمانية ، تدعم المرأة الحرة بلا قيود. لا تعنيها الشهرة ولا الضوضاء لا تحب القيود أفكارها توضحها عند من يشبهها، وتُعتَبَر من أشد المتمسكين بالعروبة، وهي تشع طيباً وزهواً من أجل الإنسان، وأن الإنسان هو المحور الأول والأخير على هذا الكوكب، فلماذا لا ندعم التوعية والتوجيه والارشاد من أجل تحقيق مجتمعات ذات مفاهيم ومعايير أسمى وأرقى وأنبل ؟ تدعم القضية الفلسطينة وتعتبرها البوصلة ، منزلها دائماً مفتوحا للأدباء والمفكرين والمثقفين ،مُؤمنة بأن كورونا وغيرها من الفيروسات أكذوبة كبيرة وصناعات تُدفيء خزائن قوى الشر وتجتاح مجتمعاتنا من أجل النيل من تزايد الإنتاج البشري والإنسان ..
هي إنسانة مسلمة ولكن ذات السلوك العلماني ولا تعنيها الإنتماءات الدينية بقدر ما يعنيها الإنسان ، إمتهنت الطب لانها من اسمى المهن وتصب في خدمة الانسانية والانسان.. وتقدر مهنة القضاة لأن العدل أساس المُلك ، كما انه بالتالي رسالة إنسانية بحتة .. لا تحب المديح ولا المزايدات ، عملت مع المطران غريغور حداد ، في تيار للترويج للمجتمع العلماني اي التعايش مع الآخر والعيش المشترك ، حيث زارت كل المناطق اللبنانية لنشر ذلك ، كما أنها تدعم القضية الفلسطينة وتعتبرها البوصلة ،وأدانت كل ما يحصل في فلسطين من إجرام وهتك حرمة الإنسان في أبشع انواع العنف والقتل والتدمير ، وأعربت عن إعجابها بالمراسل وائل الدحدوح واعتبرته رجل العام لما يُمثل من إرادة وعزم وقوة أبهر بها العالم ، وأثبت أن لا شيء يعلو فوق صوت الحق ، ومعتز عزايزي وكل الصحافة والصحافيين الذين استشهدو في سبيل القضية ،وانتقدت الواقع اللبناني والعربي الذي يسوّق للحفلات الغنائية وحفلات الهرج والمرج في حين أن هناك إبادات جماعية وتدمير وأطفال تُحَول إلى أشلاء وجُ/ثث هامدة ، من قِبل دول استعمارية كبيرة يتحكم بها اللوبي الصهي/وني ، كأميريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها ..
ايدت مواقف النجمة العالمية أنجلينا جولي حين عبرت عن غضبها ضد ما تفعله إسرائ/يل وبالتالي موقفها المعاكس لوالدها الذي يدعم جيش الاحتلال، وقالت من انها تقدر موقف الكثيرين من الذين جازفوا بمراكزهم و اعمالهم بسبب مواقفهم الى جانب الحق، وان لهؤلاء لهم كل التقدير والاحترام، على عكس رؤساء دول عربية خاصةً كان بامكانهم وقف هده المجازر باهل غزّة العزًًّة! وثمنّت قولها بأن الصهي/ونية العالمية ليست اليهودية وهنا يجب الانتباه لذلك وعدم مزج الإثنين معاً لأن اليهودية تتبع كتاب التوراة وهو كتاب سماوي كما جميع الكتب السماوية، بينما الصهي/ونية العالمية تتبع سياسات الإستعمار والإبادة وكل ما يخدم مصالحها التوسعية للسيطرة على ما تستطيع قضمه من المساحات الجغرافية لصالحها والهيمنة على الأرض والفكر والثقافة ومحو الحضارات العربية والاسلامية والمسيحية …
إبنة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق والصديق الصدوق لزعيم الامة العربية جمال عبد الناصر وتقول انها تعلمت من والدها الصلابة والوقوف الى جانب الحق، واشارت بالقول :” اشتهر والدي سياسياً بالحفاظ على سيادة لبنان واحترام الدستور والقانون.. ودولياً كان يقف الى جانب جميع القضايا العربية، اولها قضية فلسطين..اما على الصعيد الشخصي اشتهر بنظافة الكف لدرجة ان عبر الرئيس شارل حلو عنه احدى المرات ان نزاهته تفوق نزاهة اي شخص آخر”.. وبسؤالي عما اخذته من والدها قالت:”لا ادري اذا تعلمت من ابي سلوك معين،لانه في صغرنا، لم يكن يسمح لنا بالتدخل في امور السياسة..لكن ربما لو كان هناك شبهاً يجمعني بوالدي اذ قد يكون ورثت بعض معالم شخصيته”.. دكتورة غادة اليافي تفيض إنسانية وعلم وثقافة وأدب وشعر لك منا تحية من القلب والروح لما تتميزين به من سمو عالي في المباديء والقييم وثراء فكري عظيم.