متابعة/ حسانة سليم
عرف الجمهور الفنان الراحل طلعت زين من خلال ظهوره مع المطرب عمرو دياب في كليب “راجعين” عام 1996، الذي حقق من خلاله شهرة واسعة، بالرغم من دخوله عالم الموسيقى والغناء مبكراً، لينطلق بعدها الفتى الأسمر بجانب عمله في الغناء إلى عالم التمثيل، بعدما أظهر قدرات فنية وموهبة استثنائية في مجال التمثيل، لكنه رحل عن عالمنا مبكراً بعد مشوار فني قصير، بعد الأزمات الكثيرة التي تعرض لها في حياته، وفي السطور التالية سوف نتعرف معاً على مشوار الفنان الراحل طلعت زين والأزمات التي تعرض لها خلال حياته خصوصاً انه في هذا الاسبوع كانت ذكرى رحيله..ولد الفنان طلعت زين في 14 فبراير/شباط عام 1955 بمحافظة الإسكندرية، لأسرة عاشقة للفن والغناء، وهو ما جعل “طلعت” يتعلق أيضاً بالغناء والفن منذ طفولته، وقد اعتاد منذ صغره بالذهاب إلى حفلات الأوبرا والحفلات الموسيقية، وكان طالباً متفوقاً في الدراسة، مما جعله يلتحق بكلية الهندسة، وقرر وقتها تكوين فرقة موسيقية خاصه به أطلق عليها اسم “الدريمرز”، وهم مجموعة من الشباب الذين يدرسون معه في الجامعة.
البداية الفنية
بدأ بعد ذلك الفنان طلعت زين مشواره الفني من خلال الإنضمام إلى فرقة “البتي شاه”، التي تكونت وقتها من (عزت أبو عوف، فريدي رزق، عمر خيرت، وهاني شنودة)، وكانت لهذه الفرقة مرحلة فارقة في مشواره الفني، بعدها كون طلعت زين مع أصدقائه فرقة “تيكي تا” في منتصف الثمانينيات، وأطلق من خلالها أكثر من أغنية ساهمت في تحقيقه شهرة واسعة مثل أغنية “تيكي تا” وأغنية “العشق جنون” وأغنية “فاضل إيه”، بالإضافة إلى إصداره النسخة العربية من أغنية “ماكرينا”، كما حقق شهرة واسعة بعد مشاركته النجم عمرو دياب في كليب “راجعين” عام 1996، عندما قال جملته الشهيرة “تعالى، تعالى، تعالى، يا حبيب العمر تعالى”، كما ساهمت نجومية عمرو دياب في شهرة الفنان طلعت زين.. ليقرر بعدها الفنان الأسمر خوض تجربة التمثيل وكان ذلك من خلال السينما عندما شارك لأول مرة بدور صغير في فيلم “أنياب” عام 1981، لينطلق بعد ذلك ويقدم ما يقرب من 28 عمل فني ما بين السينما والتلفزيون، ومن أشهر أفلامه في السينما (أفريكانو، دموع صاحبة الجلالة، مرسيدس، لحم رخيص، جمال عب الناصر، المعتقل، قلب جريء، إزاي تخلي البنات تحبك، ما تيجي نرقص، أحلام عمرنا، الديلر، القطط الصغيرة)، وللدراما التلفزيونية قدم مسلسلات (الحاوي، رمانة الميزان، السندباد عماد).
مرضه ووفاته
في إحدى الوعكات الصحية التي تعرض لها الفنان طلعت زين، اكتشف إصابته بمرض سرطان الرئة بالصدفة، عندما أصيب بنزلة برد وكحة شديدة نتيجة التدخين وتعامل مع الموضوع ببساطة ودون اهتمام، لتتدهور حالته الصحية وذهب إلى الطبيب الذي أوصاه بعمل أشعة على الصدر، وتفاجأ بوجود خراج كبير على الرئة، وتناول بعض المضادات الحيوية التي لم تأتي بأي نتيجة، حيث سافر وقتها إلى لندن وأجرى جراحة استمرت لمدة 11 ساعة، وتمت العملية بنجاح،ليستكمل بعدها رحلة العلاج بالكيماوي، التي غيرت كثيراً في ملامح وجهه وزيادة وزنه بشكل كبير، ولكن هاجمه السرطان مرة أخرى ولكن هذه المرة كان في المخ، ليضطر بعدها لإجراء عملية كبيرة في المخ، أفقدته النطق وأعاقته عن الحركة وعدم التركيز، لدرجة أنه لم يستطيع التعرف على أصدقائه، وظل على هذا الوضع لمدة شهرين، ليتم نقله إلى المستشفى مرة أخرى ويرحل عن عالمنا الفنان القدير طلعت زين في يوم 14 أغسطس/آب عام 2011، عن عمر ناهز الـ 56 عاماً..
لا اتسول!!
قبل وفاته بأيام وجه الفنان طلعت زين رسالة عتاب مليئة بالحزن والقهر لنقابة الموسيقيين والمهن التمثيلية اللتين لم تهتما به على الإطلاق، بل ولم يرفع أي أحد منهما سماعة الهاتف للإتصال به والإطمئنان عليه، بالإضافة إلى إهماله تماماً وتركه بمفرده يتحمل نفقات العلاج والمستشفيات، ولم يتقاضى “طلعت” من النقابتين مليماً واحداً..وكانت آخر كلمات طلعت للنقابتين “أنا لا أتسول منهم لأن الحمد لله الحالة مستورة، ولكن على الأقل كنت أتمنى التكرم بالسؤال عني”. يذكر أن الفنان الراحل تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني وأنجب منها ولدين.