متابعة / علاء حمدي(القاهرة)
انطلقت اليوم الاثنين فعاليات منتدى الأسرة العربية في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة تحت عنوان “استدامة دور الأسرة في تنمية المجتمع”، وتستمر على مدار يومين.. وينظَّم المنتدى المنبثق عن الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، برئاسة الدكتور أشرف عبدالعزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة، ومعالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام. ويأتي في إطار احتفالات الأمم المتحدة باليوم الدولي للأسر الذي يصادف 15 مايو من كل عام، حيث تناقش الجلسات مسؤولية المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ قيم التسامح في المجتمعات، وإرساء ثقافة السلام في دول ما بعد الصراع، ودور التشريعات الوطنية في معالجة القضايا الأسرية، وأثر وسائل الاتصال الحديثة والإعلام التقليدي والإلكتروني في العلاقات الأسرية، ودور الأسرة في استدامة التنمية الاقتصادية والثقافية للمجتمع. ويسعى المنتدى إلى اقتراح البرامج والمشاريع والخطط الهادفة للنهوض بالأسرة العربية.
تحديات
وأكد معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، أن التحديات التي تواجه الأسرة العربية بالغة التعقيد بسبب الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي التي شتت الأسر. وقال: “لقد عملنا على معالجة ذلك بإطلاق مبادرة في 20 ألف مسجد، عبارة عن برنامج تثقيفي لننقل الأبناء من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي”.. ونوه إلى ضرورة معالجة التفكك الأسري لأنه أساسي في عالم الجريمة، ما يشكل خطراً جسيماً، ما لم يتم العمل على حل هذه القضية ثقافياً واجتماعياً، لأن الأسرة هي صمام أمن المجتمع.
تكنولوجيا المعلومات
وأكد معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أن تسليط الضوء على التشريعات الوطنية يمكننا من معالجة القضايا وتعزيز دور الأسرة في التنمية العربية الشاملة، كما لفت إلى أهمية رصد وتحليل أثر وسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات على العلاقات الأسرية.. وتحدث الجروان عن الدور بالغ الأهمية في تربية الأطفال وتنشئة الشباب، والذي يسهم بشكل كبير في تماسك نسيج المجتمع العربي لفترات طويلة، ويعزز قدرتنا للتصدي لمحاولات طمس الهوية العربية. وقال: الانفتاح على الخارج والدخول في عصر العولمة المفتوحة والاعتماد على الإنترنت، أمور لها العديد من المزايا، ومع ذلك لابد من الوقوف عند خطرها على تراجع دور الأسرة العربية في التصدي لقضايا المجتمع.
القيم الدخيلة
وقال معالي الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية الأسبق بجمهورية مصر العربية:” إن أهم التحديات التي تواجه الأسرة العربية، هي كيفية مساهمة الأسرة في تغيير القيم الدخيلة على مجتمعنا العربي، والتي تؤدي إلى المساس بالعادات والتقاليد التي نشأنا عليها، ومن أبرز القيم المفقودة اليوم الاحترام الذي يعود إلى تراخي المجتمع الداخلي، والضغوط من المجتمعات الخارجية”. ولفت إلى أهمية الدور التوعوي لوسائل الإعلام ووقوف مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية على الهجمات الشرسة التي تتعرض لها الأسرة العربية، بما فيها الآباء والأمهات والأبناء.
وضع الحلول
وأشارت الدكتورة آمال إبراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية، إلى أهميه دور الأسرة في ظل التحديات والمتغيرات الدولية، إذ إنه تم إنشاء مجلس الأسرة العربية، وهو أحد المجالس المتخصصة بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، للإضاءة على القضايا والتحديات التي نواجهها ووضع الحلول والأطر الصحيحة بوساطة الخبراء والاختصاصيين المشاركين بالمنتدى.
مجتمع متلاحم
وخلال المنتدى أعرب سعادة راشد عبدالله الزوي رئيس القسم السياسي في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى القاهرة، أن الإمارات، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، عملت على مأسسة العمل في مجال تنمية الأسرة والمجتمع. وذكر أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ومن قبله المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “طيب الله ثراه”، تواصل السير على النهج نفسه في الاهتمام بالأسرة وصولاً إلى مجتمع متلاحم وأسرة متماسكة قادرة على مواكبة التطورات السريعة.. وكشف الزوي عن المبادرات ذات الصلة التي تطلقها الإمارات برعاية وزارة تنمية المجتمع والاتحاد النسائي، ما أسفر عن حصول الدولة على المركز الأول عربياً ضمن قائمة “أفضل الدول لرعاية الأسرة عام 2019″، كما احتلت المرتبة 22 عالمياً بإجمالي معايير جودة الحياة الأسرية وتنشئة الأطفال.