اعداد/ حسانة سليم
الحلقة الثانية والاخيرة
قصة مثيرة جأت على لسان صاحبتها التي هي سيدة مجتمع معروفة يُشار لها بالبنان حتى اليوم، ولأن الأثرياء يعيشون حياة براقة يُخال للبعض انها خالية من المشاكل والمصائب لأنهم يعمدون إلى اخفاء واقعهم عن الناس، الا ان تلك السيدة تجرأت وتكلمت عن علاقتها بأحد المشعوذين الذي اقتحم حياتها وفرض نفسه عليها بعد أن استخدم قدراته في السحر حتى يتمكن منها.
اللقاء الأول
اللقاء الأول كان من خلال جلسة ضمتها وبعض الأصدقاء المشتركين الذين كانوا يترددون على المشعوذ لحل مشاكلهم الخاصة، وتكررت اللقاءات ولاحظت سيدة المجتمع انه يخصها بنظراته ويكلمها بأسلوب حالم ورقيق ثم صار يعبر لها عن مشاعره وعواطفه وكيف انه محروم من الحب طوال حياته وانه وقع في غرامها منذ ان التقاها.. (وتضيف): “هنا فقط ادركت اني في مأزق وايقنت ان هذا الرجل خطير جدا لأني حين رحت اسخر منه ومن سذاجته، طلب مني التوقف عن الكلام حتى لا يغضب ويؤذيني”.. (وتتابع):” لا انكر انه كان هادىء الطباع وكان يبدو امامنا متديناً للغاية وكان قد قام بمساعدة اصدقائي من ذو تقاضي اي اتعاب معلناً انه عمل لوجه الله، لأنه تعلم السحر ليسعد الناس الذين يتعرضون للأذى، وكانت كلما التقت عيناه بعينيّ، اشعر ان شيئاً يسري في جسدي ويجذبني بشدة نحو هذا الرجل الذي جعلني انبهر بأدبه ومواقفه واعطاني رقمه الخاص حتى اطلبه في اي وقت اريد، ومن هنا بدأت علاقتي بدنيا السحر التي عشتها مع هذا الرجل لسنوات”.
علاقة مجنونة
وبمرور الوقت تعلقت سيدة المجتمع بالشاب الساحر تعلقاً كبيراً، وصارت تتعمد زيارته بأستمرار، ثم اضحت لا تبارحه ولا تطيق فراقه، ودخلت عالمه الشيطاني بدافع المغامرة ومعرفة هذا المجهول المثير من ان تدري انه ينصب شباكه حولها ليستحوذ على روحها واموالها على السواء حتى حولها عبدة لرغباته واسيره له في قسوة لا يعرفها البشر.. ولم تكن تعلم ما سبب تلك المشاعر المتضاربه ولأحوالها التي تغيرت، وكثيراً ما كانت تحلم به يعاشرها وعندما تستيقظ في اليوم تتفاجأ به يتصل بها من منزله ليصف لها تفاصيل الحلم، الذي رأته بدقة كاملة مما يصيبها بذهول شديد.. واضحت بعد فترة تلاحظ وهي منفردة بنفسها من انه يمر امامها ينظر اليها ويختفي بعد لحظات، فتكاد تجن مما يحدث وتخرج مهرولة من غرفتها وهي بحالة من الفزع الشديد وحين كانت تلتقيه كان يقول لها انه كان معها بالغرفة ليذهلها اكثر واكثر.. وعندما حاولت ان تتحداه على ان ما يقوله لها خيال كان يثور ويهددها ويتوعدها ما يجعلها ترتعد من الداخل وترضخ له من جديد… وتزايدت علاقتها به بمرور الوقت من دون ان تصده وزاد الأمر خطورة عندما صارت تلتقيه في منزله ليقضيا ساعات من اللذة المحرمة، وتطورت العلاقة وصارت تمده بالمال والهدايا الثمينه.. وتقول من انها شعرت في وقت من الأوقات بفداحة غلطتها وان ذاك المشعوذ الشاب يريد ان ينال منها اكثر، اذ طلب ان تتزوجه سرا وان تضع اهلها امام الأمر الواقع لأنهم حتماً سيرفضون طلبه نسبه للفوارق الأجتماعية والثقافية والمادية بينهم وبينه..(وتتابع) : “وحصل في ذلك الوقت ان جاء قريب من السفر والتقينا في احدى المناسبات وحصل بيننا نوع من الأستلطاف وبعد فترة كلمني بموضوع الأرتباط ولم اجد نفسي الا وانا اروي له حكايتي مع المشعوذ دون ذكر التفاصيل الغرامية، فضحك من كلامي ولم يأبه وبعد يومين فوجئت بالمشعوذ يعترض طريقي في الشارع غاضباً ليهددني انه علم بأمر علاقتي مع قريبي وانه سينتقم مني شر انتقام اذا ما فكرت بالأنفصال عنه، واعلن انني سأكون له وحده وتحديته بقوة ان يستطيع منعي او حتى ان يأخذني عنوة بأستخدام السحر، ومن يومها لم اعد اراه لكني لا اخفي اني عشت معه عامين كاملين تحت تأثير السحر والشعوذة وسلبني مالي واشياء اخرى وحتى اللحظة يقشعر بدني لمجرد ان اتذكر كيف عاشرته وكما ظهر فجأة في حياتي اختفى فجأة.. حقاً هذه العلاقة كانت غريبة من نوعها”.
الممثلة المغمورة والشبنوتي
يقول الكاتب صابر شوكت في كتابه “اسرار اهل الفن مع السحر” ان الشبنوتي ساحر عتيد تجاوز عمره الخامسة والسبعين، درس علوم وفنون السحرالأسود وباع دينه ودنياه إلى الشيطان، حيث صار يمارس طقوساً مروعة نهانا الله عنها في جميع كتبه السماوية حيث انه اتخذ من الشيطان ولياً من دون الله.. والشبنوتي استمر في الخفاء يمارس السحر الأسود السفلي لسنين طويلة حتى استقر به المقام في منزل متهالك بمنطقة نائية، وكان يقصده هناك كل من يريد انهاء مشكلة وايذاء احد عن طريق السحر.. وذاع صيته بين الناس في قدرته الفائقة في علم الجان، وكان يتقاضى عن هذه الأمور مبالغ طائلة لتحقيق مصلحة من يرغب، وكان لا يبرح مكانه الذي استقر فيه وعلى من يريد لقاءه ان يذهب اليه.. وبدأت علاقة النجمة الكبيرة بالشبنوتي وان تأخذ مكانها بين نجمات الصف الأول، ومنذ ان التقت بالساحر الكبير حتى وقعت برذيلة السحر، واقامت علاقة مع احد الفنانين الكبار حين كانت تمثل مشهداً صغيراً في احد الأعمال السينمائية التي اسندها لها منتج كان على علاقة بها، وهو بنفسه من قدمها للفنان الكبير لتقيم معه في شقة مفروشة وكان يكبرها بعدة سنوات، وخارج للتو من صدمة طلاقه من فنانة معروفة.. وتوطدت العلاقة بينهما وتمادت في علاقتها الآثمة معه وتمكنت من الأستيلاء عليه بواسطة ساحرها الشبنوتي، وتحول الفنان الكبير إلى شخص آخر بفعل الأمراض الخفية التي هاجمته، وكانت هي في ذلك الوقت تنطلق من دور صغير إلى دور اكبر واكبر حتى اصبحت نجمة شهيرة تاركة الفنان الكبير الذي سلبته امواله مجرد حطام رجل او شبه شبح، من قسوة الأمراض السحرية التي دبرتها له خليلته الممثلة المغمورة التي بفضله تحلوت الى نجمة يشار لها بالبنان.. والمؤسف ان عدداً من اهل الفن اصبحوا ايضاً زبائن معتادين عند الشبنوتي فهو قبلتهم عندما تؤرقهم اية مشكلة يستعصي عليهم حلها.
ما خفي كان اعظم!
اما حكاية النجمة الفاتنة مع المشعوذة المسترجلة فهي الأغرب والأكثر اثارة.. نجمة فاتنة ذات موهبة فذة ولها أعمال مهمة اشاد بها كبار النقاد والأعلاميين، وبقدر ما لهذه النجمة من مكانة بين قريناتها الفنانات وحضور طاغ في اي مكان توجد فيه، الا ان ما خفي كان أعظم اذ انها في الحقيقة انسانة اخرى تماماً، وقلة تعرف حقيقتها وترددها على السحرة والدجالين لدرجة انها ارتبطت بمشعوذة رغماً عنها بعدما اقنعتها بأن السبب في وصولها الى قمة النجومية من خلال السحر والشعوذة!! وكانت النجمة قد تعرفت الى هذه المشعوذه اثناء ترددها اليها لقراء الطالع ومعرفة اسرار الغد الذي هو في علم الغيب، وزيارة بعد اخرى وجدت النجمة نفسها متورطة بعلاقة مع تلك المشعوذة الغريبة الأطوار، وذلك بعدما تقربت منها بحجة الصداقة وسعيها لتحقيق احلامها بالنجاح والشهرة عن طريق السحر الذي هو اسرع الطرق وبالتالي لتدخل اعمالها المهرجانات العالمية، لكن النجمة اكتشفت بعد فترة انها دخلت في لعبة خطيرة، اذ ان تلك المشعوذة تسللت الى حياتها وفرضت نفسها عليها واحدثت تغييراً جذرياً في نفسيتها لدرجة انها اصبحت تتصرف معها كأنها سيدها المطلق؟!!
الخضوع المباشر
تقول الرواية ان تلك النجمة اكتشفت بعد فوات الأوان شذوذ المشعوذة التي ورطتها في شر اعمالها الى حد خطير لا يتخيله احد، حيث صارت تخضع لها بأسلوب مباشر وصريح رغم محاولاتها الفاشلة للهروب منها ومن نظراتها المخيفة التي لا يستطيع احد ان يتحملها، وكانت تلك النظرات تحاصر النجمة من كل اتجاه حيث انها كانت تصطحب معها المشعوذة الى المناسبات وتقدمها للناس على انها قريبتها وذلك بعد ان اقنعتها الأخيرة بضرورة تواجدها معها حتى تظل تقراء لها التعاويذ والطلاسم لتنال مرادها من الشهرة والنجومية.. وكانت النتيجة ان جعلتها تعيش فترة من الغرابة والاشمئزاز حتى اضحت النجمة تعيش حالة نفسية متوترة وادمنت المهدئات ولم تستطع ان تخرج من تلك الدوامة سوى بالهروب الى الخارج عملاً بنصيحة الطبيب والأصدقاء المقرّبين الذين لاحظوا الأعياء الذي استبد بها..واذا كانت النجمة الجميلة قد هربت من شذوذ المشعوذة بعد جهد جهيد، فأن النجمة التي تألقت بفتترة معينة، اهملت ابنها من جراء ترددها على الأشخاص الذين يستخدمون السحر والجان بغية ان تصبح مشهورة، وفي الوقت الذي اصبحت نجمة شهرتها تملاء الآفاق كانت نتيجة اهمالها لوحيدها غرقه في بحر المخدرات والأدمان، ولأنها اصبحت نجمة يشار اليها بالبنان فهي تتنكر لأبنها ولا تأتي على سيرته اطلاقاً.
اعتراف نجم
نجم كبير في عالم الفن اعترف لصديق مقرب جداً منه انه جاهد في بداية حياته كثيراً ولطالما خاب امله في تحقيق مراده، وكان ان لجأ الى عراف كان يقراء له التعاويذ عقب كل خطوة كان يُقدم عليها ليصبح فيما بعد نجماً شهيراً وغنياً على السواء.
نجوم في دائرة الشعوذة
اربع فنانات على صداقة وطيدة يعمدن للذهاب تباعاً الى احد المشعوذين يطلبن منه القيام بأعمال سفلية توضع في مياه ملونة يعمدن الى رشها على عتبات مكاتب المنتجين ومتعهدي الحفلات الذين يقصدونهن بأستمرار، حتى تكون لهن الأولوية في احياء الحفلات.. اما المطرب الشاب صاحب الصوت الرائع فهو لا يتوانى عن التردد الى احدى العرافات حتى تكتب له بأستمرار اعمالاً على هيئة احجبة يرتديها حتى تبعد عنه النحس، في الوقت الذي تجاهل فيه المطرب ان غرقه بعالم الأدمان والميسر هو السبب بأفول بريقه.. ويبقى القول ان عالم السحر والشعوذة يعيشه كثيرون ويتداولونه لكن سراً، وفي كلتا الحالتين ما هي الا حقيقة مؤسفة ضحاياها ليس الفنانون فقط بل الملايين من ضحايا الناس العاديين الذين سقطوا في بؤرة السحر وعذاب المشعوذين.