كتب/ زاهي حميّد
بيروت حزينة تستقبل معزّين من كافة مناطق لبنان أتوا ليبكوا في حضنها ويواسوها في فقدان إبنها المناضل البطل سمير كنيعو الذي رحل وترك لدى كل شخص عرفه ذكرى جميلة وموقف إنساني لا يُنسى.
سمير كنيعو الناصري المناضل رئيس هيئة الإسعاف الشعبي والدفاع المدني قضى حياته منقذاً للناس فقد كان يواجه المخاطر في سبيل إسعاف اللبنانيين أثناء الحرب فكم من جريح ومصاب أنقذ حياتهم وكم من حريق أخمده وكم من محتاج ساعده من جيبه الخاص…وكم من شاطئ ساعد في تنظيفه وكم من قضية عربية كان المدافع الشرس عنها وخصوصاً القضية الفلسطينية..
سمير كنيعو إبن عائشة بكار لم يفرّق يوماً بين أبناء الوطن، فالرسالة السامية التي كان يؤديها لم تكن لتفرّق بين مذهب وآخر أو بين منطقة وأخرى لذا فإن دارة آل كنيعو اليوم تغصّ بالمعزّين من كافة الأراضي اللبنانية يترحمون على بطل قلّ نظيره… منهم من يتذكر كيف أسعفه أبان الحرب اللبنانية ومنهم من يروي موقفاً حصل معه أثناء إنقاذ كنيعو له وقت الإعتداءات الصهيونية على لبنان، حتى في إنفجار مرفأ بيروت كان للمناضل كنيعو دوراً مهماً في إسعاف الجرحى كما قاد حملات إغاثة طبية وغذائية كثيرة..
أحدهم يذكر قصّة مؤثرة حين تم استهداف الشهيد المفتي حسن خالد أمام منزل كنيعو كيف هرع محاولاً إنقاذه وحينها قضت والدته السيدة رينيه ضحية هذا الانفجار..
فيلا كنيعو اليوم تغص بمحبي البطل المناضل يلتفون حول نعشه ويلقون عليه نظرة وداع ممزوجة بغصّة على عزيز غادرنا وما أحوجنا لأمثاله في الأيام التي يمرّ بها الوطن اليوم علّه يكون مثالاً يحتذي به شبابنا وشاباتنا عن الإنسانية والوطنية والتضحية من أجل الغير ومن أجل الوطن.
أسرة الـelmaw2a3.netورئيسة تحريرها الاعلامية ابتسام غنيم تتوجه بأحر التعازي إلى أسرة الفقيد الغالي شقيقه التوأم السيد منير، وشقيقاته السيدات ندى ومنى وليلى، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.