حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
الحديث مع النجم القدير حسين فهمي لا يخلو من الذكرايات الشيقة ومن آرائه الصائبة والقيمة في آن، لذا كان لزاماً أن اتحدث واياه في مهرجان القاهرة على هامش المؤتمر عن بعض الامور فكانت هذه الدردشة السريعة والجميلة مع ” الواد التقيل”.
*هل برأيك مهرجان القاهرة قادراً اليوم على منافسة مهرجانات كثيرة ” فيها ضخ الكثير من الاموال”؟
-طبعاً ” قادر ينافس”، لاننا في مصر يوجد صناعة سينما، ومهرجاننا عمره 44 سنة، في مصر تم افتتاحأاول استديو بالشرق الاوسط وذلك في العشرينات، يعني السينما عندنا قديمة، وأي مهرجان يُقام بغية تشجيع الفن نرحب به، بل ونزداد فخراً ان مصر تُفرز مهرجانات مثل ” الجونة” وغيره..(ويضيف) في العشرينات كبار المخرجون ذهبوا ببعثات لتصقيل موهبتهم بالخارج، وبنك مصر كان يحتضنهم مثل محمد كريم ونيازي مصطفى..(ويعلق) لقد نظمنا بروتوكولاً مع مهرجان البحر الاحمر وقبله مع مهرجان دبي وكان هناك تعاوناً وتنسيقاً، لذا لا يوجد منافسة بل تقارب وتعاون.
*هذا العام كانت لفتة تكريم النجوم الراحلون مؤثرة للغاية؟
-هذا المهرجان ساهم بتأسيسه الصحفي كمال الملاخ وعبد الحليم وسمير صبري، (ويضيف) سمير صبري كان متنوعاً وقدم الكثير للفن، لذا كان لزاماً عليّ أن اكرمه تكريماً خاصاً، والفنان عزت ابو عوف لم يسبق لأحد أن كرمه، فقررت أن أكرمه ضمن حفل الافتتاح مع هشام سليم وعلي عبد الخالق ومهى ابو عوف رحمهم الله..
*ماذا اتفقت مع وزارة الثقافة؟
– اتفقت مع وزيرة الثقافة كوننا مررنا بثورتين خلال سنة واحدة، كما ان أزمة الكورونا عطلتنا، اتفقت معها ان يكون لنا تواجداً العام المقبل في مهرجان كان.
*حدثنا عن أولادك؟
-كل له توجهاته واختياراته، ابني محمود درس ادارة اعمال في سويسرا، وهو بالمناسبة هو أجمل مني(يضحك ويتابع) قرأت كتاباً بعنوان ” الصورة”حين كنت في اميركا حول يدور مضمونه علم النفس، وذلك من قبل ان اصبح نجماً، ويتناول حياة اولاد النجوم وهي ان لهؤلاء صورة وهي أكبر من الحقيقة، الاولاد ينظرون الى اهلهم النجوم على انهم شيئاً عظيماً، ونحن اولاً واخيراً مثل كل الناس، لذا النجم لو أدخل اولاده في صورة النجومية التي يعيشيها فسوف تصبح نفسيتهم غير سوية، لذا اولادي مرة لم يقولوا ” احنا اولاد حسين فهمي”، ابنتي كانت تدرس في الجامعة الاميركية قسم علوم سياسية وصار لها صداقات في السنة الاولى ، وفي العام التالي وهي تُقدم اوراقها علمت صديقتها انها ابنة حسين فهمي وتفاجأت فقالت لها نايلة:” وايه يعني ما فيش حاجة حتتغير”، علمت اولادي ان القيمة تكمن في شخصيتهم وليس بالشيء الذي يستخدمونه، ” يعني لو ركب الواحد عربية رولز رايس وهو ولا يسوى نكله اي فايدة الفشخرة؟”، القيمة ليست بالمادة بل بقيمة الانسان، لذا نايلة درست علوم سياسية ومعها ماجستير وتدرس الاطفال الذي يعانون بضعف بالنطق، ومحمود ادارة الاعمال ويترأس شركة كبيرة في مصر، وابنتي الصغرى منة من النجمة ميرفت امين درست الاقتصاد وهي ايضاً ” فاشن”، وكلهم ناجحون فيما اخناروه.
*في المهرجان تعمدت ان يكون الحضور بالـ”دريس كود”؟
-طبعاً وأعلنت حول هذا الامر قبل ثلاثة اشهر، كما تمنعت عن التصوير مع بوسي شلبي و”كلمتها وقلتلتها من فضلك ما تجيبيش التلفون مش حاتصور لايف”، وقابلتها من شهر وكررت كلامي، ومع ذلك لم تلتزم، وساعة افتتاح المهرجان رفضت التصوير وانا “مش غلطان”، وبالنسبة للفاساتين هند عاكف اتت ” لابسة فستان افيشات، وانا ضد التريند، يعني مثلاً انا رايح بيت حد عازمني وبيقولي من فضلك يا حسين تعالى لابس كزا، يا روحزي ما طلب او ما روحش، واحتراماً لصاحب الدعوة لا أشوش واثير ضجة”.
*رئاسة المهرجان عطلتك عن التمثيل؟
-طبعاً، أجلت التصوير لاتفرغ للمهرجان، وحالياً مرتبط بمسلسل ” سره باتع” للمخرج خالد يوسف.
*فيلم ” خلي بالك من زوزو” له ذكرايات كثيرة عندك؟
-صحيح، كنت في بيروت أصور فيلم ” سيدة الاقمار السوداء”، ولدى عودتي رأيت افيشاً ملوناً لجملة ” خلي بالك من زوزو”مكتوبة وتحديداً في ميدان رمسيس، فقلت” يارب يكون عنوان فيلم وأمثل فيه”، وبعد ثلاثة ايام اتصل بي صناع الفيلم وقالو لي اني مطلوب للبطولة بفيلم اسمه ” خلي بالك من زوزو” فذهلت وفرحت في آن، وكان من كتابة صلاح جاهين واخراج حسن الامام، واجتمعنا في بيت صلاح وكان يوجد هناك حسن الامام وسعاد حسني وكمال الطويل، واسمعنا صلاح اغاني الافلام ومنها ” يا واد يا تقيل” ولحنها على الفور كمال الطويل، وعندما صارت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل انتهت الاغنية، وعلمت للمرة الاولى ان استاذ كمال الطويل لا يعرف كتابة النوتة، وهنا اتصلوا بأستأذ متخصص بكتابة النوتة، وكانت المفاجأة انه كان استاذي في المدرسة.عندما كنت تلميذاً صغيراً.
* بفيلم ” العار” كان دورك صعباً للغاية؟
-جداً، كان أصعب دور بالفيلم، المخرج علي عبد الخالق رحمه الله له اسلوباً خاصاً بالاخراج كونه يعتمد على ” الشوط الطويل”، فكان لزاماً علينا حفظ كل المشهد، وكل مشهد عبارة عن 4 صفحات، وفيه حركة وانفعالات، واتذكر انه يوجد مشهداً بالفيلم صورناه طيلة يوماً كاملاً، ومعي نور الشريف وامينة رزق ومحمود عبد العزيز وهو المشهد الذي نعرف فيه ان والدنا تاجر مخدرات.
*على سيرة سيدة الاقمار السوداء” سمير خوري نفى انك ضربته؟
-” هو قال كده؟”، انا ضربته وكان معي المخرج مصطفى العقاد رحمه الله والمنتج نادر الاتاسي رحمه الله، لاني اقسمت ان اضربه، لانه خان الامانة، اذ بعد ان صورت مشاهدي بالفيلم وعدت الى مصر تلاعب بالمشاهد، واظهرني بشكل غير لائق البتة، اذ احضر بديلاً وصوره عارياً بمشاهد ليلية.. الامر الذي صعقني عندما شاهدت الفيلم، وكلمت المحامي لبيب معوض وطلبت مقابلة النائب العام، لان الموضوع ليس فيه مُزاحاً بل يطال سمعتي، وبالفعل في مكتب النائب العام احضرنا شريط الفيديو والشاشة وعرضنا الفيلم بعد ان طلبت لجنة من تكوين السينمائيين ليقولوا كلمة الحق، واذا ما كان هناك تلاعباً بالمشاهد، وبالفعل تكونت اللجنة برئاسة الاستاذ سعد الدين وهبه، وكان مدير التصوير عبد العزيز فهمي والمخرج نيازي مصطفى، ونحن مع النائب العام قلت له ” يا سيادة النائب بأمكاني ان أظهرك حالياً على انك مرتشي”، فرد علي :” ازاي؟”، فقلت له سأصور نفسي اني أضع أموالاً على المكتب، وأمنتج المشهد وأُظهر يد أي شخص وهو يأخذ المال فيعتقد المشاهد انها يدك، وبالفعل شاهدت اللجنة العمل وبينوا أين التلاعب والقطع والخدع والاضافات..( ضحك وقال) بعدها قلت للنائب العام:” يا سيادة النائب العام لو تمعنت جيداً بي وبالشخص الذي يظهر بظهره بالمشاهد ستلاحظ الاختلاف بيننا، الضهر مش ضهري والمؤخرة مش مؤخرتي” وهنا ضحك النائب العام وأقسمت أن أضرب سمير خوري وهكذا كان.