يؤلمنا ان يكون هذا التحقيق عبارة عن حقيقة مرة تعكس واقع الكثيرين في مجتمعنا العربي، لكن واجبنا كاعلاميين ان نسبط الضوء على هذا الواقع المليئ بالفساد والفجور من ناحية وبالخزي والعار من ناحية اخرى، ولسنا هنا لنحاكم او لنوجه أصابع الاتهام على هذا أو ذاك، بل لمعرض حالة اجتماعية تمثل آلاف الحالات منها ما جنت عليه الظروف، ومنها ما جنى على نفسه لذلك قررنا ان نعالج هذه الحالة ونعرضها عليكم، لأننا ندرك تماما ان كل إنسان طبيب في مهنته يضع الإصبع على الجرح ليداوي الألم، لا ليهزأ بصاحبه وهذا شأننا نبحث عن المتاعب لنخفف الجراح وننرع من مجتمعنا آفاته العقيمة.. أما الداء فهو فساد النفوس وابتعادها عن ذاتها لاهثة وراء الشهوات واللذات و المغريات الدينيوية بعض النظر عن المسببات التي في معظم الأحيان تكون قاهرة وقاسية على هذه النفس الضعيفة، فتنساق وراء اللهو والعبث اما الدواء فهو العودة إلى القيم العليا والمبادئ السامية التي نصها الدين من سكو الانسانية…
اذكر اننا لسنا هنا لنطلق الإرشادات والعظات وننظر على حساب مشاعر الآخرين بل لتقول ان القدر هو ارادة الخالق لكن الخالق لم يأمرنا بالرذيلة بل حثنا من خلال مرسليه أجمعين على الفضيلة والسمو والترفع عن الخطايا و الكبائر، وعدم الانجرار اليها حتى لو جنت الظروف علينا، فلو بحثنا عن طريق الرذيلة سنجده ولو بحثنا عن طريق الفضائل سنجده وما حياة الانسان الا تجربة معبدة بالمخاطر، منا من يجتازها ومنا من يقع ضحيتها..فلا تظلموها او تحاكموها فمن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر..ماريان فتاة عراقية اسمها الحقيقي نبأ وعمرها ٢٦ سنة تعيش في لبنان منذ أكثر منذ سنوات جاءت إلى هنا بحثا عن لقمة العيش، بعد ان ضاقت بها الدنيا وذاقت مرّها، فساقها التيار إلى الغرق في أعماق الخطيئة رامية وراءها اي ملام او عتاب مواسية نفسها بان الآتي لن يكون أسوأ من الماضي، فمضت في طريق الرذيلة غير مبالية او مهتمة بما قد بسببه لها ذلك من اهانة او عار لها او لأهلها، فما هي قصة ماريان وما الذي دفعها لتكون على ما هي عليه اليوم؟ وهل حاضرها سيخط طريق مستقبلها ام انها لا تزال تحلم بحياة كريمة مع زوج و اولاد و عائلة؟ هذا ما ستعرفونه منها بعد ان واجهتني بعض العقبات لتسجيل الحوار معها..
كنت قد التقيت لماريا عند الكوافير واخبرتها باني أرغب بمساعدتها وتسجيل حوار معها لمعرفة الأسباب الدافعة وراء أعمال الدعارة بعيدا عن النظريات..وافقت ماريان وكانت لنا جلسة مصارحة ودردشة هناك، لكن في المرة الثانية اي عند التسجيل تمنعت ماريان عن لقائي قائلة ان صاحب الصالون لم يوافق وحذرها من الصحافة، و اننا أصحاب مشاكل “ورح تفوتها بالحيط” بالطبع لم استسلم وطلبت من ماريانملاقاتي كي تلمس مصداقيتي، وبالفعل التقينا وقالأت بسرد حكابتها فقالت:
-نحن عائلة مكونة من ٧ شباب و اربع بنات وانا الصغيرة، ابي كان عسكريا في الجيش العراقي وامي كانت تبيع السعائر، كنا فقراء والمال لم يكن متوفرًا كثيرا لدينا، لكننا كنا عايشين حالنا حال معظم العراقيين..هكذا بدات ماريان قصتها وبدأت الدموع تلمع في عينيها البنيتين حين قالت:”كانت لدي هواياتي ككل الأطفال وكنت احلم ان اكون طبيبة واتزوج من ضابط تكون يداه ناعمتين ورائحته طيبة، لكنني كرهت الدراسة فقد كان ابي يضربني واذا اردت البكاء كان يصرخ في وجهي قائلا: لا تبكي…امي كانت تُضرب أيضا فهو كان قاسيا وعنيدا، لكنه كان يحبنا وقلبه كان طيبا بالرغم من كل تلك القسوة، الا انها لم تستطع تحمل طباعه فتطلقت منه”..
وحين سألتها ما اذا كانت تعرضت لأي تحرش في طفولتها ارتبكت متفاجئة من السؤال لكنها أجابت بعفوية وصراحة قائلة: “نعم تعرضت للتحرش من أبناء الجيران لكنه لم يكن من العيار الثقيل، فهو لا يتخطى المداعبات و المحاولات، لكني لم أكن استجيب لأي منها لان امي كانت توصينا دائما بأن لا نسمح باقتراب الغرباء منا و التنبه لأي شيء مزعج دائماً”.
(وتتابع)-“كبرت قليلا وأصبح عمري 16 سنة فتقدم الي ابن عمي البالغ من العمر ٢١ عاماً، فرفضت لكن امي واخوتي اقنعوني بذلك، وجلسن يقلن لي الزواج حلو وكل بنت تتمناه، لكن ليلة عرسي كانت أسوأ ليلة في حياتي كنت هبلة ما بعرف شي..لم أشعر باي شئ ممتع فقد فعلت ما طلبه مني كواجب زوجي لا أكثر ولا أقل، لم أكن اعرف شيئا ابداً، هكذا تزوجنا وحملت، لكن راتبه لم يكن يكفي ولم يكن لديه اي نية للبحث عن عمل اخر، فطلبت الطلاق وذهبت عند اهلي وانا شايلة بنت في بطني، وحين انجبتها لم يسآل عنها، عشت في منزل اهلي انا وابنتي لمدة خمس سنوات كنت أتعرض للاهانة من بعض أخوتي وللمب من بعضهم الاخر،ونشبت الحرب في العراق وسقطت بغداد فذهبنا للعيش في الأردن وهناك تعرفت على شاب سوري اسمه خميس يوسف يعمل في العمار، فتزوجنا وعشت معه اسعد ايام حياتي واجمل لحظاتها وشعرت بانوثتي معه فاحببته، لكن يا فرحة ما تمت طلع متزوج من اثنين وعنده ٧ أطفال قضيت معه ١٧ يوم قبل أن يسافر ليرى عائلته..لم امانع ذلك لكنني لم أخبر اهلي وبعد مرور عام كامل من دون أي خبر أو اتصال منه، أخبرتهم وذهبت مع امي للبحث عنه في حلب، وصلنا إلى منزله والتقيت بوالده الذي تعاطف معي، فاتصل به وطلب منه القدوم فورا…وحين رايته قلت له انني مستعدة للبقاء على ذمته شرط أن تكون ابنتي معي، لانه لم يرغب بوجودها ابدا،فلم يوافق وطلقني بالثلاثة صدمت حينها واغمي عليي لكنني اكتشفت ان زوجتيه اكبر واقبح منه، لكنها كانتا تصرفا المال عليه وعلى أولاده اما انا شو بدو فييي”..
(وتتابع)-“بعدها سكنت في حمص وتعرفت هناك على رجل كبير عمره ٥٥ عاما قلت لنفسي اريد ان اعيش حياة بعيدا عن الفقر و المعاناة…فتزوجت منه و انا احلم بالسعادة والهناء أعطاني المجوهرات، واشترى لي الملابس والأكسسوار وكانت كل طلباتي مجابة، دللني كثيرا وبعد شهرين أخبرني الخادم انه تزوج وطلق قبلي 4 مرات، وإنني الخامسة وقال لي انه قواد يتزوج النساء كي يتاجر بشرفهن وولده كان يفعل ذلك مع زوجته أيضاً، فشعرت بأن الدنيا مقفلة بوجهي ،زوجي الأول كان ظالما وزوجي الثاني كان متزوجا من امراتين والثالث قواداً، وعرفت في قرارة نفسي انني امام خيارين احلاهما مر، فإما ان اطلق للمرة الثالثة اما ان ابقى في كنف رجل قواد، فاخترت البقاء عنده على أن اطلق لكن حساباتي كانت خاطئة جداً، فقد اجبرني زوجي الثالث على العمل في الدعارة وتاجر بشرفي مع للرجال، خضعت للأمر الواقع لكني لم اتجاوب معهم ابدا حتى أن أحدا لم يقبلني من شفاهي، لم آكن لاسمح بذلك بتاتا بالرغم من انني التقيت ببعض الرجال الشاذين الذين لديهم اساليبهم الخاصة في ممارسة الجنس، وفي أحد الايام كنا في منزل أحدهم وجاء أبن زوجي ليأخذني انا وزوجته، فتعرضنا لحادث سير وتوفي ابنه وهنا شعرت ان الله انتقم لي منه وقلت له حينها ان الله قد اخذ منك ابنك كما سرقت مني شرفي وحياتي..بعدها استطعت الهروب من منزله باعجوبة، فتهت في حمص وكنت حاملة حقيبة يد فيها القليل من المال فلجق بي ثلاث شبان أرادوا العبث معي لكني طلبت منهم الأمان و أخبرتهم اني فارة من زوجي فاشفقوا عليي و عاملوني بلطف واعطوني المال لمساعدتي، واستطاع أحدهم ان يدخلني إلى لبنان بطريقة غير شرعية اعتقدت ان بمجيئي إلى هنا سأعمل بشرف وانتهي من تلك العلاقات المشبوه وحلمت بغد افضل”.
(وتضيف)-“استأجر هذا الشاب السوري شقة لي لكنه اجبرني على العمل كفتاة ليل في إحدى الفنادق، وانا لم يكن لدي أي خيار اخر فانا في بلد غريب واوراقي لم تكن قانونية ولا أملك اي شهادات او كفاءات للعمل، فخضت مجددا للأمر الواقع بعد ان جنى زوجي عليي وضيع مستقبلي و شرفي، وبعد فترة اخدني إلى منزل مجموعة من الرجال فاخبرت أحدهم وكان اسمه العم احمد بقصتي وشرحت له وضعي، وباني مجبرة على معاشرة الرجال لكنني لم أرغب يوما بذلك فتعاطف معي ،وطرد الشاب السوري من المنزل وهكذا انتهيت منه،. وعشت في منزل العم احمد واصدقائه وبعدها بدات اتعرف على الأصدقاء والمعارف..ويوما بعد يوم إستقرت أوضاعي في لبنان وبدأت اذهب للسهر في الملاهي الليلية، اشرب واسكر واندب حظي ابكي احيانا واضحك احيانا اخرى ،فهل انا تزوجت وطلقت مرتين وزوجي الثالث لا ازال على ذمته فاي مستقبل ينتظرني؟ لذلك قررت أن امشي في هذه السكة واتخلى عما دافعت عنه كثيرا شرفي”، (وتتابع ماريان)-“بدات اخرج مع رجال وشباب واتقاضى اموالا لقاء ارضاء رغباتهم، لم أبالي باي شئ لا بأهلي ولا بابنتي ولا بشرفي، باختصار بعتها وقلت على الدنيا السلام ،ومع أجواء الكيف والسهر تعرفت على الفنانة نانا من خلال صديقها و أصبحنا صديقتين، وفي إحدى السهرات طلبت مني تصويرها وهي تمارس الجنس مع صديقها خليل لكي يكون الفيلم كورقة جوكر في يدها لانه كان نسونجي..كنا سكرانين ومش واعيين فصورتهما معا لكنه سرق الفيديو وباعه لأحدهم وقال لي حينها: اخدته وبعته بالرخيص بعته بمئة الف ليرة…حينها انتشرت الفضيحة في الصحافة والاعلام والقضاء، وطلبت مني نانا ان اشهد لصالحها لكني رفضت ذلك، مع ان القصة كانت لعب بلعب بس شوفي وين صرنا؟..هي تحبه كثيرا لكنه وسخ وما كان منيح بحقها ابدا”.
وحين سالتها اذا كانت على علاقة بفنانين رفضت الإجابة وعندما الحيت أوقفت التسجيل وذكرت اسم الفنان الشهير الذي طلب منها ممارسات شاذة لقاء الكثير من الأموال، ومنها ضربه “بالصرماية” وتعذيبه اثناء ممارسة الجنس، فسألتها لماذا اطفات التسجيل فقالت “غلطت مرة وما بدي اغلط مرة ثانية” وعلقت بالقول ان سحاقيات كثر طلبن منها إقامة علاقة معهن مقابل مبالغ مغرية ومنهن سيدات شهيرات بالمجتمع اللبناني والوطن العربي، لكنها رفضت لأنها تكره الشذوذ كما انها ترفض ان تمارس الجنس من الخلف او ان تشارك في حفلات الجنس الجماعي”.
تقول ماريان انها أوقفت علاقتها بكل الرجال منذ ثلاثة أشهر وانها مرتبطة عاطفياً بشاب يعيش في طرابلس لكنها تنتظر لتسافر إلى سوريا كي تتطلق رسميا من زوجها وتتزوج من هذا الرجل الذي يعرف قصتها بشكل كامل، ولكنه لا يعرف في هذا اللقاء الصحفي..هذه هي طريق الخطيئة التي تجر الانسان إلى دوامة لا متناهية من الفسوق والفجور حتى لو كان الفرار من الماضي الأسود لن يستطيع الهروب منه..لانه أصبح جزء لا يتجزأ منه ومن كيانه وستجد ماريان لنفسها سبيلا للعبور ام انها ستظل غارقة في تلك البئر السوداء بئر المتعة؟