الأحد , أبريل 20 2025

حسين نوح عن مسلسل “لام شمسية”:” عبقرية التقمص والغوص،والتطرق للتحرش بالاطفال بوعي ودراسة”

بقلم الفنان التشكيلي الدكتور/ حسين نوح

في #مسلسل _”لام_شمسية” أيقنت وتأكدت لديّ حقيقة شديدة الأهمية، وهى دور المخرج في تظبيط أداء الممثلين وتأثيرة ودرجة وعيه بما اختاره من الورق.. نعم الورق والاختيار للمخرج والكاستنج  وعناصر العمل من موسيقى وديكور   وأماكن تصوير..على فترات تجذبني مشاهدة بعض أعمال تخاطب عقلي وبموضوعية بعد سنين عمل بمعظم مفردات العمل الفني، وها أنا أتابع بشغف مسلسل “لام شمسية” للمخرج الشاب كريم الشناوي.

كتبت عنه من قبل ومنذ أن شاهدت له فيلم باسم “عيار ناري” والمدهش أن الفيلم مر مرور الكرام رغم عبقريته، كما يحدث في بعض أعمال كثيرة تتوه وسط كثير من فنون لا تقدم غير هطل وضحك وإسفاف وتكريس للعنف دون أي وعي بقيمه الدراما والفنون..مسلسل “لام شمسية” عمل مختلف جريئ تطرق لموضوع شديد الأهمية وشديد الحساسية فرغم عظمة المعالجة لموضوع #التحرش وخطورته وقد تحدث تلك الحالات في المنزل أو المدرسة وفي كل الأماكن  وقد يكون المتحرش قريب أو من نفس المنزل أو المتعاملون مع الأسرة.الموضوع تمت معالجته بمهنية رفيعة المستوى وأكدت معه المؤلفه (مريم ناعوم) أنها وضعت اسمها بين كبار كتّاب الدراما الواعية، وهنا ومع نجاح مسلسل (لام شمسية) بشكل واضح للجميع إلا أننا وأمام شبكات التباعد الاجتماعي ووجود ماكينة الإعلام الخاصة بكل فرد وكل عارف أو جاهل أو طيب أو متخصص أو بهلول أو بهلولة.وهنا نجد البعض يندهش من موضوع #التحرش ويرفض تقديمة بالإعلام!، من حق البعض الاعتراض لكنه تجاهل لموضوع خطير، يقدم مع وجود تواصل بين المحلي والإقليمي والدولي في عالم أصبح مفتوح على الهواء.وعلى كل أسرة أن تحدد من داخلها ما يراه الأطفال وما لا يجوز لهم مشاهدته إنها مسؤليه الأسرة ولكن علي الفن ان يتعرض لتلك الظواهر والحالات بشكل واع مدروس مستعين بالأطباء وأساتذة علم الاجتماع، ولم يزعجني أبداً تعرض المسلسل لتلك المشكله وبشكل يستحق الاحترام فتوابعا النفسية مدمرة كما عرض المسلسل.

في “لام شمسية” تأكيد حقيقة أن المخرج هو مايسترو فريق العمل الفني والمدرك لكل دلالات الصورة والكادر في تأكيد حالة الدراما فحين يؤكد لنا حالة التيه والشك بنظرات الممثلين المعبرة.ويؤكد ذلك أداء #أحمد _السعدني (طارق) والد الطفل هل حدث التحرش ومن صديقة القريب بابنه الممثل الرائع الطفل يوسف (علي البيلي)، بعيونه التي ساعدت لتوصيل الحاله في حراسة مخرج.

تابعت كادرات المخرج المبدع واستخدام الزجاج لتأكيد حالة عدم اليقين في مشهد مشاهدة( نيللي )#امينة_خليل_ يوسف ابن زوجها مع (طارق) صديق زوجها وصدمتها وكانت رائعه في التعبير عن ما تشعر به  وقد ارتعبت فرائضها.

فنجد بان (مرور بالكاميرا)  لتصوير العمارات المتلاحمه وكأنه يؤكد  وينذرنا ان المتحرش موجود بيننا في تلك العمارات ومعنا فعلينا الحذر وعلى كل اسرة الانتباه لخطورة تلك القضية الشائكة. والحساسه الأداء العبقري للنجم أحمدالسعدني (طارق)، وأمينه خليل الزوجه (نيللي) فاق كل توقعاتي، مؤكداً أن المايسترو (المخرج) له تأثير واضح لتأكيد وحراسة الممثل المتميز، وهذا واضحاً جلياً في كل المشاهد لقد تقمص (أحمد السعدني) دور الأب المصدوم والمندهش  والعاشق بقدرات الكبار بأداء ناضج يستحق كل التقدير.

وهنا مبدع وممثل أيضا يستحق التقدير هو #محمد_ شاهين  في دور ( الدكتور وسام )،  دور صعب لشخصية مركبه مريضة بالبيدوفيليا، دور يتمناه كل ممثل  فهى خبيثة  ذكية  غامضة، تحتاج لممثل بدرجة قدير متمكن.وقد نجح محمد شاهين فقد أظهرنضجا وتمكنا ودوزانا بلغة الموسيقيين، وهوظبط الصوت مع الفرقه والبعد عن النشاز  أي الأفوره بلغة التمثيل، وهذا الدور أكد أننا أمام ممثل يستطيع أن يقدم كل الأدوار بعظمة واقتدار وتقمص يفتقدة الكثيرون.

عبقرية التقمص والغوص

في هذا العمل أكدت #يسرا _اللوزي (رباب) أنها ليست الممثلة الجميله التي اعتدنا عليها، ولكنها في هذا العمل قدمت نفسها بشكل مختلف في دور مركب، لعب فيه الصمت ولغة العيون البطولة في الأداء الصعب  المحمل بالمرض النفسي وتأثير الأدوية وتعاريج المرض النفسي وتحولات تأثير الدواء وعدمه.

فكانت مثال لعبقرية التقمص والغوص في تفاصيل الشخصيه وابتعدت عن المكياچ،  وعاشت تفاصيل (رباب) المأزومه الصامتة،  وفقط عيونها أخبرتنا بالمأساة التي تعيشها، دور صعب يبحث عن نوعيته عظماء الموهبة ليخرج طاقته الإبداعية، سجلت يسر اللوزي اسمها بحروف من ذهب وسط العظماء.كذلك  صفاء الطوخي تقمصت دور الأم بين مشاعر الأمومه وصدمة مرض ابنها وأظهرت التأرجح بينهما بمهنية وفهم الكبار وكعادته كان علي قاسم موفقاً في أداء ناضج في دور المعالج النفسي كضيف شرف في العمل.

لقد كان اختيار النجم #كمال_ أبو _رية في دور القاضي إضافة ثرية واعية  وتأكيد لبعض الطيبين أن التألق ليس من حجم طول التواجد، بل بالذهاب لمكنون الشخصية والتقمص الواع فقد تابعت تقدير وإشادة الجمهور والنقاد بالأداء العبقري للنجم.المعالجه الدرامية للأحداث كانت موفقه وذكية، فأمينة قد تعرضت لمحاولة تحرش وهى طفلة، مما جعلها تصاب بخوف يجعلها غير طبيعيه في فراش الزوجية، وهنا  يقرر الزوج بعد محاولات معها فاشلة غير مرضيه له أن يبحث عن البديل وهي من تعمل معه في المكتب، فيدخل في علاقة مع ريهام (ثراء جبيل).وهنا تتساوى الأخطاء فهو لم يصدق زوجته حين أخبرته عن (وسام) صديقه المتحرش وهى لم  تكن ما يريده بسبب أزمتها، ويصبح الخطاً عند الزوج والزوجه مشترك ويعود للمنزل، وكليهما يشعر بالذنب والتقصير.(لام شمسية) عمل أكد أن الدراما المصرية ثرية بالعظماء، بل والعمالقة في كل مناحي الابداع.. شكراً لكل من شارك في هذا العمل الكامل المتكامل في كل مفرداته.. مصر والفن بخير وتنطلق وتستحق.

شاهد أيضاً

ملاحظات دراما رمضان..انتصار برتبة جنرال،رندى حشمة قمة الابداع، “اش اش” خليط زوزو ومدام شلاطة، معارك “سيد الناس” مفتعلة ومحمود عزب مفاجأة!!

كتبت/ ابتسام غنيم الماراثون الرمضاني في عز سباقة وبعد مرور اكثر من عشرة ايام على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *