كتب/ بول شاهين
نادراً ما يستوعب عقلنا فكرة الرحيل عندما يتعلق الأمر بأناسٍ أحببناهم، لأننا بِ”لا وعينا” نظنّ بأنهم سيبقون بيننا دائماً ولن يغادروا. هذا الأمر، وإن انطبق على الأهل والأقارب والأصدقاء بالدرجة الأولى، فهو حتماً يتخطاه ليشملَ وجوهاً وشخصياتٍ عملت في مجالاتٍ عدة كالفن مثلاً، ونحن بالطبع عرفناها وتابعناها وأُعجبنا بها وبأعمالها وأحببناها وهذه هي الحال مع الذي لن يتكرر “#أنطوان _كرباج”.
معروفٌ أنّ التواضعَ هو صفةٌ من صفاتِ الكبار ولكنّ قِمَّتَه محصورةٌ بالعظماء فقط، وهذا ما أنتَ هو يا أيها العظيم. لقد كنتَ قمةً في الأخلاق ومدرسةً بالثقافة ومثلاً بخفة دمك ومرجعاً بالفن والتمثيل، حتى اصبح اسمك رمزاً لكلّ الشخصيات التي لعبتَها مثل: بربر آغا – بو بليق – اليوزباشي عساف – يوسف بك كرم وسواهم
أبعدك فراش المرض سنواتٍ عديدةً عن جمهورك الذي أحبك وأحببته، فحُرمنا من ظهورك بأعمال جديدة على الشاشة أو المسرح، ومن سماع ذلك الصوت الهادر والمزلزل. نبرتك عندما تصرخ “بو اليااااااااس” في “صيف ٨٤٠” لا تزال ترنّ بأذنيّ ولن يتفوّقَ عليك أحدٌ بهذا الآداء المبهر. لقد برعتَ في كلّ الأدوار وجعلتنا من خلال لعبك لها بإتقان نُعجَب بها حتى ولو كانت تمثّل حالة شريرة.
أما اليوم وبعد أن أغمضتَ عينيك للمرة الأخيرة في هذه الدنيا، تُطوى صفحةٌ مشرقة مبهرة من كتاب #الفن _الأصيل. ومع كلّ السواد الذي عشناه في بلدنا العزيز لبنان تبقى أنتَ والكبار أمثالك إشعاعاً لا يمحوه الغياب.
فيا “إستاذ الأبجدية” الذي علمتَ “بنت الجبل” نستحلفك أن تبقى ساهر العينين من حيث أنت حتى لا يحيد عن الأصالة والنهج الصحيح كل من سار على هذا الدرب فيتعلم منك.
لروحك الخلود أستاذ أنطوان كرباج