الحلقه الاخيرة/ اعداد-ابتسام غنيم
عاده شاذة
لعل الشيء الذي لا يعرفه العامة عن #الفنان_ الكبير، هو تعلقه بعادة شاذة وغريبة، اذ انه كان يتنكر في الليالي ويصول ويجول ليلحق باحدى البائعات الفقيرات التي كانت تستهويه بسمرتها وجمالها الجذاب، وكان لا يمانع في معاشره ايه امرأة فقيرة اذا ما اعجبته، وقد استطاعت هذه البائعه السمراء التي تبيع بضاعتها في سله متواضعه في احد الاحياء #الفقيره ان توقع #الموسيقار بغرامها، فكان يلحق بها متنكراً ليشبع شهواته منها لكن،هذا الغرام لم يعمر وقال عن هذا الامر حينها:” انني اميل للمرأة التي تحرك رغبتي بصرف النظر عن شكلها او لونها ومن خلال مغامراتي استنتجت ان ما تتمتع به الشقراوات من مواهب تفتقر اليه السمراوات”.
اعتراف بالزواج
وظل الموسيقار ينكر ارتباطه بجولييت حتى بعد ان انجبت منه وكبرت الخلافات بينهما واصرت على ان يعترف بزواجهما للصحف والمجلات فرضخ لرغبتها وتهديدها، ونشر صورهما في الصحف مكرهاً وعاش مع جولييت سنوات كانا يبدوان فيها اسعد الازواج لكن الحقيقه كانت عكس ذلك تماما اذ زادت الخلافات بينهما،وصار يترك منزل الزوجيه ولا يعود اليه الا ومعه طبوراً طويلاً من الالحان التي تخدر مشاعر معجبيه..وطابوراً اخراً من الشائعات التي كانت تثير اعصاب زوجته وكثرت مغامراته وتعددت علاقاته فمن الراقصه الشهيره السمراء الى الفاتنه الثريه الى زوجه السفير العربي، وصولاً الى ارمله الوزير اللبناني السابق
وصارت المجلات الفنيه تغمز وتشير الى تلك الحكايات وكانت جولييت تتشاجر معه عقب كل مغامره
جديده الى ان استبد بها الغضب ذات مره واصرت على الطلاق!!
الاعتراف الاخير
واعترفت جولييت عقب انفصالها عنه انها عاشرته اربع عشره سنه من دون ان تعرف شيئاً عن شؤونه الماليه واقسمت مؤكده انها لا تعرف شيئا عن ثروته الا بعض المعلومات التي تنشرها بعض الصحف واكدت
انه مره لم يفاتحها عن رصيده او صفقاته، وكان كل حديثه ينصب على مشاكله وقضاياه وهمومه، واشار هو
الى ان السر الكامن وراء طلاقهما هو تلك العقدة التي تتربى في نفس كل امراة حساسه ترتبط برجل شهير
مشيرا الى ان زوجته كانت تحقد على ذلك الشيء الذي تنبع منه شهرته وفنه واسمه، وصارت تغار من اعماله
والحانه ..اما الحقيقه التى اعترف بها بينه وبين نفسه فهي انه اعتاد ان يعيش مدلال مع النساء اللواتي يقدمن
له الهدايا والعواطف ،وجولييت لم تكن تدلله، وكانت تعامله كما تعامل ايه سيده زوجها، وهذا هو الخطأ الكبير
الذي وقعت فيه وفي النهايه سواء كانت جولييت هي التي سعت الى الطلاق او الموسيقار هو الذي اصر
عليه، فان ذلك لم يمنع لقاءهما في مكتب المحامي لتوقيع قسيمه الطلاق
تبرير للخيانه
وبرر الفنان تعدد مغامراته في ذاك الوقت الذي كان مرتبطاً فيه بجولييت بالقول:” الفنان يستطيع ان يختزن في صدره
من العواطف ما لا يستطيع ان يختزنه الانسان العادي، وهذا الرصيد يساعدني فيما بعد على تصوير
الانفعالات في الاعمال الغنائيه”.. كان اسمه يقترن دائما بنجمة من النجوم المجتمع او مطربه او غانيه لعوب
ومن بين هؤلاء سيده لبنانية اقدمت على الانتحار بعد ان جعلها تغرم به، وتناولت اربعين قرصاً من
الاسبيرين.. واخرى اصيبت بالانهيار العصبي وكانت نهايتها في مصحه نفسيه ..ولكن ما حقيقه علاقته
بالعاشقه العربيه زوجه السفير والتي كانت السبب الابرز في انفصاله عن جولييت؟
العاشقة العربية
ابرز مغامرات الموسيقار الكبير كانت مع زوجه السفير العربي، كانت سيده شرقيه جميله تنتمي الى اسرة
كبيرة في قطر عربي شقيق تعرفت اليه في بيت احد الاثرياء وتعددت لقاء اتهما وصارت المجلات
والاوساط الفنيه والعالميه تتندر بتلك العلاقه التي بسببها طلبت الطلاق من زوجها السفير، لترتبط بحبيبها
المطرب، واجتمع كثيرون على ان تلك العالقه كانت السر الحقيقي لانفصال جولييت عن زوجها الموسيقار
وحدث ان سافرت يوما الى لبنان تحت ضغط ظروف خاصه وفي بيروت انفصلت عن زوجها وسافرت
الى سوريا، ومن هناك ارسلت رساله الى حبيبها المطرب تطلب منه فيها مبلغا من المال لتسيير أمورها، لكنه
لم يرد عليها وغادر وطنه الى اوروبا، وصودف ان عاد من طريق دمشق وهناك التقى بالعاشقه العربيه التي
افهمها بأسلوبه ان ارتباطهما مسأله تعتبر في حكم المستحيل، وانه من غير المعقول ان يتزوج من امراه لها
في كل يوم مغامرة جديدة.. والحقيقه انه ليس من النوع الذي يدفع مالاً لقاء علاقاته النسائيه ،وهو يقول حول
هذا الموضوع:” انا لا ارى في المرأة سوى قطعة حيه جميله من اللحم والدم عليها ان تؤدي ما اطلبه منها
وان تكرس حياتها لخدمتي فقط واذا طلبتها لترفه عني عليها ان تلبي النداء، حتى تستطيع ان تخلق لي الجو الذي يهدىء اعصابي وان تقدم لي الحنان والرقه والاحساس والابتسامه الجذابه دائما وفي اي وقت اريده والاهم عليها ان تفهم رسالتي كفنان”
انانياً الى ابعد الحدود
كان يعتبر الزوجه المثاليه هي المرأة الذكية التي تعرف متى تكلمه، ومتى تسكت ومتى تقبل ومتى يريدها
ومتى يرفضها، وايضا كان يصف المرأة بالانانيه والفن بطبيعته انانياً ومن الصعب الجمع بينهما اذ كلاهما
يغالي في انانيته.. هو عاقل ومجنون ومبذر وبخيل وهادىء وصادق ومنافق ورغم كل ذلك فان شيئاً لم يمنعه من ان يسبق الكل في ميدان التجديد والابتكار الفني وخرج بالموسيقى العربيه من حدود المحليه الى العالميه وتعرض لحملات
نقديه شنيعه لكنه لم يعبأ بشيء لسبب انه كان مؤمناً بفكره ومصراً على مغامرته..
ويقول احد كبار النقاد والكتاب جليل البنداري حول البحث الذي اجراه عن ذلك الفنان الكبير انه كان يلهث
وراء المرأة حتى ينالها ثم لا يطيق بعد ذلك ان ينظر في وجهها، ويسعى وراء اللحن او الفكره الموسيقيه
حتى يكتمل عنده وبعد ذلك لا يحب الاستماع اليه ، ويسعى وراء القرش حتى يضعه في جيبه ثم يرفض فيما
بعد ان يخرج منه ولعل هذه الاشياء هي التي جعلت منه موسيقاراً كبيراً، ويكاد يكون المطرب والملحن
الوحيد الذي لم يكرر نفسه فهو يملك رصيداً من النساء والمال والالحان لقد كان الاشبه بالسراب لا يرى الا
من بعيد.
انتهى