كتبت/ حسانة سليم
لم أكن أتوقع أن برنامجًا تلفزيونيًا يمكن أن يأسرني بهذا الشكل. وأنا أمام الشاشة، أتابع برنامج “العائلة الذكية” ، شعرت وكأنني ضيف في منازل الأسر #السعودية المشاركة. وجدت نفسي أضحك معهم، أتعاطف معهم في لحظات التوتر، وأحتفل بانتصاراتهم الصغيرة قبل الكبيرة. لم يكن مجرد برنامج بالنسبة لي، بل تجربة إنسانية حية، تنبض بالدفء والبساطة.
الإنسانية قبل المنافسة
ما شدني في “#العائلة_ الذكية” هو الجوهر الإنساني الذي حمله البرنامج. وراء كل تحدٍ، كانت هناك أب وأم يبذلان جهدًا مضاعفًا لدعم أطفالهما، وأطفال ينظرون إلى والديهم بعيون مليئة بالثقة والحب. لم تكن المنافسة هي ما سيطر على المشهد، بل تلك الروح التي جمعت العائلات، وجعلت كل عائلة قصة خاصة تستحق أن تُروى.
دروس حياتية في كل لحظة
كم هو مدهش أن أرى كيف أن هذه التحديات البسيطة – سواء كانت مسائل رياضية أو ألعابًا حركية – استطاعت أن تُبرز قيمًا عظيمة. تعلمت من هذا البرنامج أن العمل الجماعي، حتى في أكثر اللحظات تعقيدًا، يمكن أن يحقق المستحيل. شاهدت كيف أن كل فرد من أفراد الأسرة كان له دوره، وكيف أن التناغم بينهم كان مفتاح نجاحهم.
دور المذيع والمستشار:” أكثر من مجرد كلمات”
الإعلامي مزروع المزروع كان كالأخ الأكبر للعائلات، يدعمهم بابتسامته وكلماته المشجعة. لكن المفاجأة الحقيقية بالنسبة لي كانت المستشار النفسي والأسري مشعل القرشي. تحليلاته كانت عميقة ودقيقة وإنسانية في آنٍ واحد. لم يكن يعلق فقط على أداء المتسابقين، بل كان يقدم رسائل ضمنية لنا كمشاهدين: كيف نتحلى بالهدوء تحت الضغط؟ كيف نثق بمن حولنا؟ وكيف نبني جسورًا أقوى مع عائلاتنا؟
لحظة النهاية: “فرحة واحدة للجميع”
عندما وصلت الحلقة الأخيرة، شعرت بشيء من الحزن لأنني لن أرى هذه العائلات مجددًا. ومع ذلك، كانت لحظة التتويج مليئة بالمشاعر. رأيت الفخر في عيون الفائزين، لكن ما أثر فيّ أكثر هو التصفيق الحار من العائلات الأخرى، التي كانت تحتفي بالفوز وكأنه انتصارها الشخصي. إنها لحظة علمتني أن النجاح الحقيقي ليس في الفوز بالجائزة، بل في الروابط التي نبنيها مع الآخرين.
لماذا أحببت “العائلة الذكية”؟
أحببت البرنامج لأنه أعادني إلى جذورنا كعائلات عربية. في عصر مليء بالتشتت والانشغال، جاء هذا البرنامج ليذكرنا أن العائلة ليست مجرد أشخاص يعيشون تحت سقف واحد، بل فريق، يدعم بعضه بعضًا، يضحك معًا، ويتعلم من أخطائه. “العائلة الذكية” لم يكن مجرد تسلية بالنسبة لي، بل كان دعوة صادقة لإعادة النظر في علاقاتنا العائلية.
ختامًا، أشعر بالامتنان لهذا البرنامج، وللأسر التي شاركت فيه، وللمذيع و#المستشار_مشعل_القرشي الذين جعلونا نشعر بأننا جزء من هذه الرحلة. أرجو أن تستمر هذه التجربة في المستقبل، لأنها ليست مجرد منافسة، بل نافذة تفتح أمامنا فرصًا للتعلم، والابتسامة، وربما، لإعادة ترتيب أولوياتنا كعائلات.