الأربعاء , ديسمبر 25 2024

رياض شحرور.. انتقد حزب البعث فرفضت النقابة علاجه ولم يحضر جنازته اهل الفن!!

لم يكن نجماً، ولم يصنف يوماً بين فناني الصف الأول، ولم يزاحم على بطولة مطلقة، ولم يهدف يوماً إلى أجر عال، بل مارس الفن للفن بعيداً عن النفعية والغائية.

عاش فقيراً ومات وحيداً، وقضى أيامه الأخيرة حزيناً وقلقاً وخائفاً ومريضاً دون أن تشمله رعاية #نقابة_ الفنانين رغم أنه أثرى الدراما السورية بأعمال راسخة وصنع نجوماً شكلوا علامة فارقة في العصر الذهبي.. انه الفنان القدير #رياض_ شحرور الذي قضى أكثر من نصفها في عالم الدراما والمسرح،أسس  أول فرقة مسرحية عام 1955 وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة وقد تتلمذ الكثير من الفنانين في مسرحه، ووصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية وهو عضو في المسرح القومي ومن مؤسسي نقابة الفنانين بدمشق.يشهد له نوابغ #المسرح_ السوري_ والدراما _والسينما في هذا البلد بأنه كان أستاذا لمعظمهم، بمن فيهم جيل العمالقة دريد لحام ورفيق السبيعي وناجي جبر وعبد اللطيف فتحي، وغيرهم.. وللفنان الراحل الكثير من الأعمال الكوميدية المعروفة، أشهرها:” عيلة خمس نجوم، ويوميات مدير عام، والدغري، ودنيا، وبقعة ضوء، وأحلام أبو الهنا، وقلة ذوق وكترة غلبة” وغيرها..

أسس أول مسرح
في العام 1955 أسس شحرور أول مسرح في #سوريا جمع إليه مجموعة من الشبان ممن هم في سنه وأصغر بقليل، وطاف بهم شوارع دمشق في تلك المرحلة الذهبية من تاريخ سورية لجهة تقبّل الأفكار الجديدة.وحين تم التضييق عليه لنشاطه في الشارع قرر شحرور نقل مسرحه الشارعي الجوال من الطرقات العامة والأرصفة، إلى بيوت دمشقية قديمة غير مسكونة، وكان يدفع أجرة اليوم لصاحب المنزل من جيبه الخاص، ولم يكن يربح من مسرحياته إلا القليل.

يقول شحرور في لقاء صحفي: «كان همي إنشاء جيل سوري يعرف أن المسرح نعمة على أي شعب في العالم وليس نقمة.. في سبيل ذلك ندفع المال ولو من لقمة عيشنا. لم يكن شحرور ذاك الثري أو الذي يملك المال الكافي للصرف على مسرحه، وكذلك أجور الممثلين معه، أو حتى تعويض ساعات الكتابة أو البحث عن الأفكار.. كما لم يكن والده يؤمن بالمشروع من أساسه، وإن ترك له حرية التحرك كناشط في الفن والثقافة».ظل على وضعية الصارف على فنه لسنوات، إلى أن جاء التلفزيون في العام 1960 وعندها تأسست دائرة في التلفزيون للفنون، فراح يقدم لها مشاريع مسرحية تم تجميع أبرز نجوم الوسط في ذلك الحين من ممثلين ومخرجين، فلاقى نتاجه المقابل المادي الذي يطمح إليه أي فنان.في مطلع السبعينيات تأسست نقابة الفنانين، وكان واحدا من مؤسسيها، وعرضت عليه المناصب كثيراً ومراراً وتكراراً، لكنه كان على الدوام يرفض أو يعتذر، لأسباب تتعلق بالمهنة وروحها وحسب.

ادوار مميزة

رغم قلة أدواره إلا أن الكثير منها بصمت ورسخت في عقول المشاهدين، لعل أبرزها شخصية «أبو وصفي» في مسلسل «عيلة خمس نجوم» مع المخرج هشام شربتجي، ذلك الجار الشره الذي لا يفكر إلا بطعامه وشرابه..أما دور «أبو زاهر» في الجزء الأول من «يوميات مدير عام» فكان له الأثر الكبير، حيث سعى هذا الموظف إلى تقاضي الرشوة من مأكل ومشرب مقابل تيسير أمور المعاملات، حيث نجح شحرور في ثاني تجاربه مع شربتجي أيضاً، كما انعكست خفة دمه على اللوحات الكوميدية التي قدمها في سلسلة «بقعة ضوء»، ودوره في «دنيا».

ممنوع من السفر للعلاج

وعانى رياض شحرور من المرض وتأزم وضعه الصحي وتوجهت اسرته به إلى مشفى الأسد الجامعي من أجل علاجه، وعلى أبواب المشفى قال لهم عنصر من الأمن (روحو من هون بصطار عسكري بيسوى راسكن وراس أبوكن بدكن حرية)، لينتقل بعدها إلى مشفى المواساة.و معاناة العائلة بدأت مع المشافي الخاصة إلى أن وصل بهم المطاف إلى مشفى دار الشفاء، ونظراً لكون النقابة الجهة المتوجب عليها التكفل بالعلاج، تم تقديم طلب إليها وفقاً للقانون من أجل علاج الراحل، ومع تقديم فاتورة المشفى إلى النقابة، كانت الفنانة فاديا خطاب نقيبا حينها، وقالت بالحرف الواحد “أولاده أولى به”، رافضة منحه أية مستحقات.وبالكاد تمكنت العائلة من الحصول على موافقة بصرفِ مبلغ مالي، لكنهُ لا يغطي عشرة بالمئة من قيمة فواتير المشافي، ومع ذلك لم يتمْ صرف المبلغ، حيث اقتضى الأمر الحصول على توقيع الطبيب المعتمد لدى النقابة الذي رفض التوجه إلى المشفى من أجل معاينة المريض، الذي كان بالكاد يتحرك

وبعد صراع مع المرض وتجاهل من نقابة الفنانين لحالته إضافة لمنعه من السفر لتلقي العلاج خارج سوريا. في الرابع عشر من شهر أيار عام 2014 ودعت مدينة دمشق الفنان رياض شحرور جنازة لم يشارك فيها فنان واحد على الإطلاق، رغم ما قدمه الراحل من أعمال مسرحية وفنية أدخلت البهجة إلى قلب كل سوري..

دفع حياته ثمناً لمواقفه

وبينت المصادر أن الخوف منع النجوم من المشاركة حتى في مراسم دفن الراحل التي لم يحضرها أحد، حيث تم التعامل مع الراحل بهذه الطريقة كونه كان رجلا صاحب موقف، لم يحابي في تاريخ حياته مسؤولا، حتى أن المنزل الذي أهداه إياه #حافظ_ الأسد مَنحه على الفور لفنان آخر رافضا أن يكون مواطنا مميزا.وأكد أن شحرور تعرضَ خلال حياته لمحاولتي #اغتيال بسبب انتقادات وجهها إلى حزب البعث، وذلك في ستينيات القرن الماضي، ولم يذكر الراحل بعد وفاته ولم يكرّم لتبقى ذكراه خالدة في قلوب جمهورِه الذي أحبه دون سؤال.

شاهد أيضاً

مي سكاف طالبت بالحرية فأعتقلت وإتُهمت بالارهاب وفُصلت من النقابة، ولُف جثمانها بعلم الثورة السورية

تعتبر الممثلة السورية #مي_ سكاف إحدى أشهر المعارضات لنظام الأسد، في الوسط الفني السوري، وتعرضت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *