حوار/ ابتسام غنيم
هي من الشخصيات الغنية التي تكتشف فيها الجديد كلّ مرّة تقابلها. سيّدة تدرك قيمة ذاتها لكنها بعيدة كل البعد عن الغرور، محبّة للتجدّد وساعية للتطور في مجالها الإعلامي. معلّمة في فن الخطابة ومحاورة من الطراز الرّفيع…عن مشروعها الجديد، حياتها المهنية ونظرتها إلى العمل والحياة والنّاس أخبرتنا شانتال سرور في هذا الحوار الشّيّق.
*دائماً في حالة تطور وتقدم بعيداً عن الهمروجات؟
-صحيح، لاني من الشخصيات التي لا تحب ان تقف في مكان محدد، كما ارفض ان اكون محلك سر، اسعى لتطوير نفسي ليس كأعلامية بل لاني انسانه اهتم بالمهارات والتقدم بالمطلق.. انا كائناً اعيش لاتطور على كافة المستويات وليس بالحقل الاعلامي فقط، (تضحك وتقول) احب نفسي ولهذا لا استرخص بها شيئاً بل اصقلها بالمعرفة والخبرة، ولا اسمح لها ان تتواجد في مكان لا يٌشبهها لذا، اعيش حالة من التعزز والكمال على الدوام.
افهم ابعاد الشخصية واكيف اغوص بها واحركها
*تدربين فن الخطابة؟
-تعلمت فن الخطابة منذ سبع سنوات، ودائماً اضطلع على كل ما هو جديد، وفن الخطابة جزء من الاعلام، ومن هنا وسعت دائرة عملي اذ ارفض الحصرية، فكان لي محطات بالاقتصاد والسياسة كما في الفن سابقاً.. (وتتابع) لم اغير مسار عملي انا محاورة وادرب، لا سيما واني درست لغة الجسد، وهذا ما ساعدني جداً سواء يعملي او بحياتي الشخصية، فأنا اليوم افهم ابعاد الشخصيات وكيف اغوص بها واحركها واعرف من يكذب او ينافق وبالتالي من يشبهني، صرت ادقق بكل التفاصيل التي اكتسبتها بالخبرة والدراسة، علماً اني كنت التقط اشارات من الآخرين بفطرتي.
*في برامجك كنت تشرفين على الاعداد بنفسك؟
-صحيح، لاني انا المحاورة وعلي ان اضطلع على كل صغيرة وكبيرة، لاني لست ببغاناً احفظ السؤال والقيه على ضيفي، وبالتالي كنت ادرس شخصية ضيوفي واعرف متى يكذب او يحاول خداعي او يدعي العفة ،ومتى يكون صادقاً ومظلوماً.. كانت لي شخصيتي ومدرستي الحوارية التي لا يمكن ان احيد عنها، واقولها بكل ثقة اني اول من افتعل التريندات بالحوارات، اذ كنت استنبط من ضيوفي العبرة والخلاصة والانسانية، لا يهمني ان اقدم سكوباً فيه فضيحة لاننا “بني آدمين” نقع بالاخطاء، لكن الاهم كيف نقفز عنها ونتعالى عن المحاربات، يعني مثلاً لو استفضت شخصاً كان بالسجن اريد ان اعرف ماذا تعلم من تجربة السجن وماذا تغير به وماذا عن الاصلاح والتهذيب الذي وصل اليه؟ يهمني العبرة بالنهاية وهذا هو التريند من وجهة نظري اي الارتقاء..
هذه اهمية فهم لغة الجسد لدى المحاور
*يعني يهمك محاورة الانسان بصرف النظر عن مكانته؟
-بالظبط وبالطبع لابد ان اتطرق لصلب عمله، كيف نجح ومتى سقط؟ ماذا عن المعاناة التي عاشها؟ كيف انتصر على المرض مثلاً وما هي الخلاصة التي خرج بها من عصارة تجاربه..
*بالعودة الى لغة الجسد الهذه الدرجة مهمة بالعمل الحواري؟
– بالطبع فهي منتهى الاهمية تمثل مفتاحاً حقيقياً لقراءة ما يدور في داخل الضيف خصوصاً الذين يحاولون ضبط ايقاع الحركة، لإخفاء توترهم الداخلي والتمويه على امر ما، كما اركز على قراءة ملامح الوجه وحركات العين لفهم المشاعر والانفعالات.. في عملنا الاعلامي نلتقي بالكثير من الكاركتيرات لذا علينا ان نكون على دراية بفهم اعماقهم واحاسيسهم الحقيقية وان نكون حذرين كي لا ننخدع، والفتك ان احاور بعقلي وبقلبي لاننا اولاً واخيراً بشر.
*الاحساس بالتعاطف مع الآخر كثيراً ما يخذلنا؟
-هذا الاحساس يكون خلفه حدس مقحم، لكني شخصياً ولا مرة خذلني حدسي والحمدلله دائماً اركز على المنطق والعقل، وعندما استفتي قلبي وانفر هذا يعني ان حدسي بمحله واقراء جيداً مابين السطور..(وتضيف) اشعر بطاقة الضيف سواء كان هشاً او اكثر حماسة، وانا من خلال دراستي وخبرتي اعرف كيفية واستغلال عقلي للطاقة في شتى القطاعات، كما ان لكل ضيف مداخلة في كل محور، وبالتالي لاتفوتني للقواعد الإعلامية وهي التي تؤدي إلى الإبداع .
*مع الشمولية او التخصصية؟
-مع التنوع المفيد، واكره ان اتقوقع او اكون محدودة، دائماً اطلق العنان لتفكيري لاصل لكل شرائح الناس، انا لست موظفة اعمل واتقاضى راتباً في نهاية الشهر انا اعلامية وعملي يصب بالابداع .. وهنا لا يعني انه لزاماً عليّ ان اصل “للمكسيمو” ولكن ان اقدم اقصى امكانياتي لاكون سعيدة وفخورة بما اقدمه..
لا اضيع وقتي بالتوافه ويهمني المؤثرين
*في حواراتك كنت الاحظ انك لا تتدخلين بالشأن الشخصي؟
-ارفض ان اتدخل بحياة المقربين مني فكيف اسمح لنفسي ان اتدخل بحياة ضيوفي الا اذا كان هناك ضرورة لموضوع شائك، والفتك اني بالتالي لا اسمح لاحد بالتدخل بحياتي، كل منا له تفكيره وقدرته سواء مهنياً او شخصياً انا بطبعي متحفظة واكره التبلي واقحام عملي فيما لا يعنيني ولا يفيد المتلقي ” يعني بكره القلقة”.
*لهذا انت مقلة بالظهور؟
-يهمني التواجد مع اشخاص مؤثرين ومهمين بالحياة، لماذا علي ان اضيع وقتي بالتوافه؟.. زمان كان هناك مسؤلية ورقابة على المحطات والاذاعات اليوم في ظل انتشار المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي للاسف اختلط الحابل بالنابل، كثر يظهرون عبر التيك توك والمنصات ويعطون انفسهم القاباً مثل البلوغر والتيكتوكرز، وفيما خص رواد السوشيل ميديا الذي يدعون انهم من اهل الاعلام للاسف صاروا سفراء وقناصل وامراء الاعلام، يعني كله كذب وخداع، اين المدارس الاعلامية؟ الكل ينصب افخاخاً والكل يسعى للكسب المادي عبر تلك المنصات، علماً ان هناك من يقدم محتويات هادفة وراقيه وهؤلاء فقط احترمهم، (وتعلق) الدخلاء اصبحوا اكثر من ذي قبل واقصد بعهد الفضائيات، اليوم الكل واقصد من يصنفون انفسهم اعلاميون اين النصيحة التي يقدمونها؟ اين الفلسفة؟ اين العبرة؟ الكل تحول الى محللين وموعظين وهم لا يحملون اي تخصص لسبب انه لا يوجد لا رقيب ولا حسيب عليهم، وصار مصدر رزقهم تلك المنصات للاسف.. وفيما خص التصنيفات اسألك اليوم لو اطلقت على نفسي ملكة الاعلام هل هناك من يردعني؟ بالطبع لا لاننا صرنا بزمن الفلتان الاعلامي والكل يسوق لنفسه ويلعب بمخيلة الناس ويؤثر عليهم ويتسغلهم من خلال محتويات سخيفة وتحديات مسفة.. كم اتمنى ان تتغير الامور ويتم الغاء كل هذه المنصات او على الاقل عمل ” باند” لها اي ان لا يشاهدها الا القلة القليلة ويتم التركيز على المحتويات القيمة التي تتضمن تبرعات ومساعدات وقصص مؤثرة ترتقي بذهن المتلقي.
*شنتال مازلت كما اعهدك شخصية كلاسيكية؟
-صحيح، احب الاحاديث الحلوة والمفيدة احب كتابة الخواطر العذبة، احب قراءة القصص المهمة مثل كفاح الشعوب والصعود الى الشهرة، مسيرة نجاح لشخصية ما ، يعني يهمني البني آدم المليء بالخبرة والكفاح والشطارة والثقافة لا ان يكون مشهوراً بدعم ما، احب الشخصيات المثيرة للجدل التي استخلص منها العبرة المفيدة لي ولغيري، اسعى لاوظف خبرتي بالحياة بالمكان الصحيح ، وان لا ابخل بالنصيحة على احد، تجذبني البرامج التي بها حكم وتبادل خبرات لان الحياة هي بالاصل تبادل ثقافات وخبرات وتعامل انساني بحت.
عاشقة للكتابة واحمد ربي على نعمة الرضا
*ماذا عن الكتابة؟
-احضر لكتاب تعليمي “اون لاين” عن التواصل ولغة الجسد بالاعلام واهميته وايضاً فن الخطابة وسيكون اول كتاب لي ، انا اعشق الكلمة الحلوة والمهذبة واحب التحاور مع من انسجم معهم لان ذلك يزيد من قيمتي ويمنحني المتعة.
*وماذا عن التدريب؟
-اعطي كورسات لمؤثرين وسياسيين ورجال وسيدات اعمال عن كيفية استخدم المهارات وتوظيفها، كما اعلمهم كيفية القدرة على التعبير وإيصال المعنى بوضوح،السيطرة على القلق والتوتر المرتبط بالتحدث بشكل علني أمام الجمهور، التركيز عن المادة التي سيتحدثون عنها وتحدي المخاوف وعدم الخوف من لحظات الصمت او الخروج عن صلب الموضوع والتحكم بالصوت وتعزيز الحضور والوصول الى مرحلة التعامل مع الشأن العام.
*تعيشين تحديات مستمرة؟
-بالفعل حتى في تلك الورش اتحدى نفسي لينجح الذين اعلمهم واكون فخورة بهم وبأنجازاتي ، ايضاً اعيش تحدي الامومة مع ابنائي وتحدي الزوجة المثالية مع شريكي، وتحدي الابنة البارة مع والدتي .. كل هذه التحديات تزيدني احتراماً لذاتي وقيمة لنفسي.. ودائماً اضع نصب عيني نعمة الرضا ثم الرضا ثم الرضا واحمد ربي على النعم التي منحني اياها ومنها الطموح الذي لا ينضب والسعي نحو كل ما هو مفيد وقيم.