كتبت// ابتسام غنيم
في حالة احتفالية وضمن أجواء الفرح والتمني بالنجاح أقيم ليل امس في جونية – مطعم دار كرم – حفل إعلان شركة SRS Production للإنتاج السينمائي والتلفزيوني حيث تخلل ذلك تكريم عدد من الزملاء الإعلاميين ونقابات الفن في لبنان والكبيران الراحلان شرنو وعلياء نمري، وانطلق حفل التكريم بالإعلامي الناقد والأديب جهاد أيوب، وذلك تقديراً لصدقه وأمانته واحترامه لجهوده وجهود غيره، ولإنجازاته المتميزة في المجال الإعلامي والنقد وتقديم البرامج والأدب والتشكيل.
وبحضر نخبة من الوجوه الفنية والإعلامية والشعراء سلّمت الممثلة القديرة ليليان نمري درع التكريم إلى جهاد أيوب سبقته بكلمة موجزة عن قيمته النقدية والإعلامية، ولكنها افاضت عن مميزاته الإنسانية…وهذا ما جعلني أكتب الآن عن جهاد أيوب المقل في مشاركاته مع إحترامي لمن كُرم إلى جانبه من زملاء وفنانين .
عرفته منذ زمن أيام مجلة ” نادين”، كان حالماً بتنفيذ مشروعه واغلبنا في حينه كان لديه أحلامه، ورغم صغر سنه كانت تربطه صداقات مع كبارنا من الفنانين والمثقفين، والأهم لا أنسى ملامحه العطوف وصدق كلامه المصحوب بتصرفاته وتنفيذ أقواله…
لا اختلاف أن الزميل أيوب حقق الكثير من أحلامه وبنجاح حتى تفوق وتميز وهو اليوم علامة إعلامية مشرقة، وكان ولا يزال صديق الفنانين في لبنان وعلى رأسهم السيدة الأسطورة صباح، وهنا وجب التفرد بمقالة مستقلة، فهذا الوفاء أصبح نادراً، وفي الحفل المذكور تناسى أحدهم اسم صباح فانبرى أيوب رافضاً هذا الخلل، وطلب تحية لكبيرتنا العربية اللبنانية- المصرية صباح، لا بل غنى لها زي العسل، وهو ليس مغنياً”، ولا ننسى الهرم وديع الصافي وملحم بركات وجوزيف عازار وعاصي ومنصور والياس الرحباني وإحسان المنذر ….وأيضاً معارفه وصداقاته المتينة في جمهورية الفن مصر العربية من نور الشريف إلى يوسف شاهين وفاروق الفيشاوي وسمير غانم وعادل إمام ورجاء الجداوي و….،
وفي الخليج حيث عمل هناك في الإعلام تربطه علاقات متينة من الكبير الراحل عبد الحسين عبد الرضا والشيخة الشاعرة سعاد الصباح والأديبة ليلى عسيران والقديرة حياة الفهد والمخرج الكبير فؤاد الشطي، والفنان المميز غانم السليطي وصلاح الملا وداوود حسين و…وفي سوريا هو صديق الجميع، وهو شاهد على انطلاقة نجومية الحاليين من الجيل الوسطي والشبابي، ويكفيه صداقته لفنان الشعب رفيق سبيعي ومنى واصف ونبيلة النابلسي والمذيعة الذهبية هيام حموي، وسلاف فواخرجي وأمال عرفة وشكران مرتجى وائل رمضان….لا مجال لذكرهم الآن!
جهاد أيوب يستحق التكريم منفرداً لمشواره الطويل جداً في الكتابة الورقية والأدب والتشكيل وتقديم البرامج، ونجاحه في كل ما ذكرته، أما في عالم النقد فهو مرجعنا، والصافي الهادف المباشر دون مراوغة، ولا يجامل على حساب الحقيقة، ومع إن الحقيقة تؤلم وتُبعد الأصحاب، إلا أن اللافت بالناقد جهاد أيوب ذاك الإعجاب والاحترام لمن ينتقدهم بالسلب وبالإيجاب وهذه لا تحصل إلا نادراً في بلادنا!
أذكر في شهر رمضان يبتعد أيوب الناقد عن المشاركة والكتابة النقدية إلا من خلال الملاحظات العابرة، وهذه بعضهم يسرقها ليوسعها ويضع عليها اسمه التزويري، ويرفض أيوب اعطاء الرأي النقدي، وإذا طلبنا منه ذلك لا يحقق طلبنا رغم علمه اننا نقدره ونحترم جهوده…أيوب لا يطل عبر الإعلام إلا بعد 15 حلقة من العرض، وبعدها يكتب نقداً كلنا نتعلم منه …
والأهم من كل ذلك، إيمان جهاد بالإنسان فيه، ويساند من يحتاج المساندة، ويقف إلى جانب الزملاء بصدق ووفاء، ويسأل، وإن قصر أخطأ يسارع بالاعتذار فوراً، ولا ينغر، ولكنه مغرور إذا احدهم تطاول على غيره من الزملاء…ولا يستغيب، ولا يتجاهل الزملاء كما يفعل غيره في الاحتفالات، ولا يُركب الجرة على ابريق الماء بحجة كثرة الفهم، ولا يفتعل إلغاء أي زميل كبيراً كان أو صغيراً…وبرنامجه التلفزيوني خير دليل على ذلك…
هذا ما يجعلني، وأنا من يعرف الكثير من هنا وهناك، هذا ما يجعلني أخصص له تحيتي هذه لكون التكريم يكبر به، ومن كُرم من الزملاء عليهم بالفخر والسعادة لأنهم كرموا مع وبحضرة قامة كبيرة مثل جهاد أيوب، هو ذاكرة لبنانية ومصرية وسورية وخليجية خاصة كويتية وسعوديه وقطرية…
لا اجامل إذا قلت بعض القليل مما أعرف عن الزميل أيوب، وافتخر بأنني تلمست احترامه لعائلات وأولاد الزملاء بعاطفة نفتقدها اليوم ومنذ زمن!
اعاود مباركتي للفنانين الذين كُرموا ولبعض الزملاء في مهنة المتاعب، ولأصحاب شركة ( SRS ) لهذه اللفتة والانطلاقة في زمن الصعوبات العربية والعالمية خاصة السادة صونيا عباس ورولا داغر وسيمون فارس والمحامي طوني جعجع.
وأخيراً شكراً لمقدمة الحفل الفنانة منال طحان على ما بذلته من جهود لإنجاح الحفل السهرة.