الأربعاء , أكتوبر 30 2024

سينما صُبح تاريخ زيَّن مدينة عاليه.. هل ستعود لتفتح أبوابها قريباً؟

تقرير /هشام فارس

سينما صُبح.. واحدة من اشهر المحطات التي أُشتهرت في عروس المصايف عاليه في حقبة الأربعينات، ولا زالت حتى يومنا هذا محط أحاديث أهل المنطقة وجوارها، كيف لا وهي التي احتضنت في زواياها ذكريات أهل الجبل وعُشاق تلك الفترة، عداك عن أهم الشخصيات السياسية والإجتماعية والفنية التي كانت تحط في هذا الفندق الجميل الذي بات اليوم يُعد من أهم المحطات التاريخية في عاليه

في زيارة خاطفة وجميلة لصاحب الفندق عزات صبح، والذي ورث وأخوته هذه الأمانة الثمينة من حيث التاريخ والذاكرة عن والدهم المرحوم نجيب صُبح، كان لنا معه حديث سريع حول تاريخ الفندق وأهم المحطات التي مر بها.

يقول عزات أن والده سافر إلى الأرجنتين لمدة ٢٥ سنة متواصلة لم يزر بها لبنان أبداً، ثم عاد عام ١٩٢٤ تقريباً وقرر بناء الفندق. آنذاك كانت الوسائل بدائية، فاستغرق بناء الفندق سنوات عدة. بعدها وتحديداً عام ١٩٣٨ اندلعت الحرب العالمية الثانية فعمّت الفوضى في دول العالم، و بقي أوتيل صبح في لبنان مستمراً في استقبال زواره، لكن بصعوبة كبيرة خاصة بعد إنهيار القرش في تلك الأثناء.

كان أوتيل صُبح في تلك الحقبة يستقبل أهم رواده من شخصيات سياسية بارزة كرئيس جمهورية سوريا آنذاك، والعديد من الوزراء والنواب والوجوه الفنية البارزة أيضاً، فهو كان من أرقى وأشهر الفنادق في عاليه إلى جانب أوتيل جبيلي، أوتيل البحار، أوتيل شاهين، بيسين عاليه، وغيرهم.

يُضيف صبح أن فكرة سينما صبح انبثقت من عمر الثانية عشر، حيث كنا أولاد عمي وأنا نراقب كيف يتم تشغيل ماكينات السينما والتي كانت تُشغَّل يدوياً في تلك الحقبة (في الأربعينيات) فأحببتها وتعلمتها، وبدأت أشغل أفلام السينما في سينما ريكس وذلك في أوائل الأربعينات، بعدها انتقلت لتشغيل الأفلام في سينما طانيوس، وفي عمر الثامنة عشر قمت بمساعدة والدي بفتح سينما صبح داخل الفندق وذلك في عام ١٩٤٩ الى حين اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في أواسط السبعينات حينها أقفل الأوتيل كليا بعد تعرضه للقصف. يضيف عزات: لكنني لم أتوقف هنا بل استمريت في متابعة شغفي في هذا المجال وقمت بتشغيل صالات سينما في منطقة الحمرا/ بيروت تعاونتُ فيها مع السيد أحمد سنان والد المنتج جمال سنان، ومع شركة الصباح قديماً.

اليوم سينما صُبح عائدة لكن طبعاً ليس بالمفهوم الحرفي للسينما، لكن عزات صبح أراد أن يجمع من جديد عشاق الزمن الجميل، في صالة السينما القديمة نفسها، مع شاشة جديدة وأفلام قديمة أحبها الجمهور، بجو دافىء وجميل. حاز مؤخراً على بوستر اعلانات جميع الافلام القديمة وبدأ بتجهيز الصالة التي سيتم افتتاحها في نهاية العام تقريباً>

في ختام الحديث كانت وصية السيد عزات، ذاك الرجل التسعيني الذي يحمل بين تجاعيد وجهه تعب السنين والأيام وإنجازات تاريخية ستبقى في البال، وصيته أن يستمروا أولاده بالمسيرة الطويلة التي بدأ بها جدهم ووالدهم، وأن يعودوا يوماً في المستقبل ويقوموا بإحياء أوتيل صبح الذي خلّد التاريخ اسمه لمئة عام.

من أسرة elmaw2a3.net أطيب التمنيات بالعمر المديد للسيد عزات وعودة جميلة لأوتيل صُبح التاريخي، عسى أن نعود عاليه ويعود لبنان كما كان في السابق وأفضل

شاهد أيضاً

 قمر تفتح قلبها: “من دموع الخسارة إلى عشق النصر الذي لا ينتهي”

حوار /ماهر عبدالوهاب تنسيق/محمد الخليفة عشقت النصر منذ عمر التاسعة، حيث كان حب هذا الكيان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *