حوار/ ايناس الشامي
هي أسطورة الأدوار الصعبة، سطّرت تاريخًا فنيًا طويلًا تخطّى ال200 عمل فني تنوّع ما بين الدراما والمسرح والسينما،سحرت متابعيها بكل دور جسدته.. تعاملت مع كبار عالم الفن، مثقفة ومفعمة بالحياة،ذكية باختيار أدوارها.. ومن أشهر أعمالها مسلسل “ثورة الفلاحين”، “جوليا”، “أول نظرة”،”مريانا” والكثير الكثير غيرهم.. إنها الممثلة اللبنانية القديرة نوال كامل، حيث كان معها هذا اللقاء..
*كيف تتحدثين عن مشاركتك في مسلسل “ع أمل”؟
-سررت بهذه المشاركة واستمتعت كثيرا بالعمل حيث طغى حس التعاون والصداقة بين جميع أفراد العمل كما وتعرفت على وجوه جديدة، افرح كثيرا عندما اترجم نص نادين جابر امام الكاميرا هي كاتبة مميزة وحكيمة دائما نصوصها جميلة وتتعمق في الشخصيات وهذا ما يسعدني كثيرا كممثّلة،بالإضافة إلى الممثلة ماغي بو غصن الرائعة، بشخصيتها اللذيذة والمفعمة بالطاقة والإيجابية انها ليست المرة الأولى التي اتعاون بها مع ماغي فكانت التجربة الأولى في مسلسل “مريانا” انها ممثلة ناجحة جدا وموهوبة،وأيضا المخرج رامي حنا حيث كانت المرة الأولى التي اتعامل بها معه واتمنى ان تتكرر هذه التجربة، فهو انسان هادئ وحساس مبتسم دائما وهذا ما يميزه،بالإضافة إلى الممثلين عمار شلق، طلال الجردي، إيلي متري، حسن حمدان، مصطفى السقا، ماريلين نعمان، ريان حركة وسيرينا الشامي التي أبدعت بدورها وهي المرة الأولى بالتعاون سويا، وجميع أفراد العمل والحمدلله كان العمل رائعا ونال نسبة مشاهدة عالية..
* واكبتِ خلال مسيرتك كممثّلة أكثر من جيل فني، كيف تقارنين بين فنّ اليوم وفن الأمس في ظل الانفتاح والتطور والتقدم الذي تعيشه الدراما اللبنانية؟
-واكبت أجيال كثيرة وهذا غنى لي وخبرة من الأجيال السابقة، ولشخصيتي كإنسانة وآدائي كممثّلة..
الفرق بين الاثنين هو تقني، فقد أصبحنا في عصر التطور إن من ناحية الصورة والكاميرا وايضا بالمواضيع المطروحة في النصوص، أما عن الممثلين والفرق بين الأجيال أرى أن الممثل هو ممثل يستطيع مواكبة أي عصر و يقدم ما لديه من موهبة من خلال النص المكتوب بالاضافة إلى أهمية المخرج أيضا،اي عمل يقدم للجمهور هو عمل جماعي دون استثناء هدفهم الوحيد إنجاح هذا العمل..
* إذا عُرض عليكِ نص لسيرة ذاتية عن شخصية مهمة كي تؤدي دورها، من هي تلك الشخصية التي تفضلينها؟
-لا يوجد شخصية محددة، إنما احب ان اؤدي أي شخصية مرّت عبر الزمن وكانت مثيرة للجدل ولديها غموض في حياتها، او أثرت على العالم سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا..حتى لو كانت ممثلة او فنانة او راقصة فهذا جيد بالنسبة لي كي استخدم مواهبي كرقص وآداء تمثيلي بشخصية واحدة..
* ما هو الدور الأقرب إلى قلب نوال كامل؟
-جميع الأدوار التي لعبتها كانت قريبة لقلبي، إنما دور “سهيلة” في مسلسل خمسة ونص كان رائعا ومميزا، وايضا دور في مسلسل سلسلة الحب جنون “خماسية الماز” وهو مسلسل قصير أحببت هذا الدور كثيرا حيث عملوا على تغيير شكلي، وايضا دور شهيرة في مسلسل للموت بالإضافة لدور “رجاء” بمسلسل ع أمل..
* هل ترين أن الدراما اللبنانية بحاجة إلى ثورة كي تنهض؟
الدراما هي فريق وليس فقط ممثل او مخرج، هي سلسلة متعاونة من ممثلين ومخرجين وشركات إنتاج وتقنيين وكتّاب وتسويق جيد، نحن بحاجة لشركات الإنتاج ان يؤمنوا أكثر بقدرات ومؤهلات الممثل اللبناني وان تطرح مواضيع تحاكي الإنسان اللبناني ومعاناته ومصاعبه وفرحه أيضا،على شركات الإنتاج ان تكثّف أعمال لبنانية محلية وبالمقابل أعمال مشتركة، لم نعد نذكر الدولة اللبنانية واين هي من الدعم للممثل اللبناني لأنها غائبة تماما لذا فالاعتماد أصبح على شركات الإنتاج ولن ننسى أن التلفزيونات لها دور أيضا إنما تعاني من مشاكل اقتصادية في الوقت الحالي، ورغم كل هذه الظروف الا اننا ثابتين وما زلنا نقدم دراما،كل الأمر يحتاج إلى ارادة وتصميم كي نستمر لما لا ما دام لدينا كفاءات ومؤهلات ان كان من ممثلين ومخرجين وكتّاب وغيرهم..
* هل صدف ولعبت دوراً لم تحبينه؟
-بالطبع، احيانا الممثل يبدأ بدوره ويستمتع به إنما لم يكن الكاتب قد انهى كتابة النص بعد، ثم يتفاجئ الممثل بتكملة النص إنما ليس كما كان في البداية، وهذا لا يريح الممثل ابدا..
* ما رأيك بالأعمال التركية المعرّبة التي تسيطر اليوم على المشهد الدرامي وهل أنت مع فكرة تعريب التركية؟
-لكل بلد عاداته وتقاليده، فالمواضيع التركية المطروحة لا تشبه كثيرا المواضيع اللبنانية، فلبنان له بصمته الخاصة هو بلد مختلط من جميع الاديان والطوائف والاحزاب والطبقات ومختلف عن بعض الدول العربية وحتى تركيا، فمهما حاولوا تعريب الأعمال التركية لن تكن قريبة للبنانية، لدينا كتّاب يستطيعون كتابة نصوص جميلة ورائعة فلما نلجأ للتعريب، فكرة التعريب متعبة جدا ان من خلال الكتابة او حتى اختيار الممثلين، برأيي الخاص انها موجة لا ندري ان كانت ستستمر ام تنطفئ..
أنا افضل ان يكون النص لبناني فلدينا خصوصيات كثيرة ونحن مميزون دائما واعمالنا تستطيع ان تتماشى مع جميع الدول العربية، اتمنى ان تُكتب مواضيع جميلة ونصوص رائعة وتكون أعمال لبنانية أم مشتركة بعيدا عن التعريب التركي او غيره..
*كلمة أخيرة؟
-رغم كل ما يمر به لبنان وما نعيشه من مصاعب وحروب ان كانت اقتصادية واجتماعية وثقافية او حتى الانفجارات والاغتيالات إلا اننا ما زلنا نحب الحياة وطموحين للإبداع والإنجازات وتقديم الكثير وسنبقى نحب لأن الحب يولّد السلام..