السبت , يوليو 6 2024

علوم عودة: “هكذا وُلدت جمعية “حقي أورث” وهذا ما أنجزته مع النساء الوريثات”

كتب/ هشام فارس

تجتاحُ مجتمعاتنا العربية وتحديداً لبنان، العديد من العوائق المجتمعية والقانونية، التي تقف أمام المرأة على عتبة المساواة، حيث تُستثنى من حقها في الكثير من الأشياء أبرزها الحق في الميراث. فهي مُجندة في خدمة عائلتها حتى الرمق الأخير، لكنها تغيب عن الألسن حين يبدأ الحديث عن الميراث او توزيع الحصص الشرعية بعد وفاة الأهل، فينتشر المثل القائل: “العصب ولا القصب” بمعنى الذكر ولا الأنثى، حفاظاً على الممتلكات ضمن العائلة حصراً، خوفاً من تسلل الدخيلين عليها.


“حقي أورث” هي الجمعية الأولى في الوطن العربي التي تُعنى بهذه الأمور، أسستها الدكتورة علوم عودة بعد معاناتها وأخواتها الإناث مع إخوانها الذكور، فهي وُلدت من رحم معاناة حقيقية تُترجم واقعنا المتخلف والأليم. في حديث سريع مع د. عودة أخبرتنا عن إنطلاق الفكرة من مواقع التواصل الإجتماعي وتطورها وصولاً إلى جمعية تحت علم وخبر من وزارة الداخلية. تقول علوم عودة أن الفكرة بدأت منذ الطفولة حيث كانت تشهد على مشاكل عائلية عديدة بسبب الميراث، فكانت دائماً تطمح عندما تكبر للدفاع عن حقوق المظلومات والمحرومات من حقهم الميراثي، وفي العام ٢٠١٨ وبعد وقوع مشكلة كبيرة مع إحدى جاراتها بدأت بكتابة منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث اعتقد الأقارب والجيران أنها تتحدث عن والدها، فاكتشفت أن الأخير كان قد قام ببيع وشراء صوري مع إخوتها الذكور بشكل سري ومن هنا بدأت المعركة الواقعية والإفتراضية على حدٍ سواء.


ومن الواقع الإفتراضي تطورت الفكرة إلى تأسيس جمعية تُعنى بهذه الشؤون تحت علم وخبر رقم ٢٩٦ – آذار ٢٠٢١ وهدف هذه الجمعية لا ينحصر في التوعية والدفاع عن حقوق النسوة الميراثية قط، بل يتعداه إلى تمكينها إقتصادياً من خلال تسويق منتجاتها الحرفية والغذائية عبر صفحة “شغل دياتي”في كافة المناطق اللبنانية، بالإضافة لتوعية النساء على قوانين الإرث ودهاليزها. كما تقوم الجمعية بإنتاج مسرحيات توعوية عن الإرث بتمويل حالياً من صندوق المرأة للسلام، وقبله من السفارة الكندية وعدد من المشاريع التي تُعتبر كثيرة نسبةً لعُمر الجمعية القصير.
وفي سؤالنا عن التغيير الذي أحدثته الجمعية هل انحصر فقط في الندوات التوعوية أم أحدث تغيير على أرض الواقع؟ تُجيب د. علوم: “طبعاً لمسنا تغييراً على أرض الواقع، ففي ضيعتي الخُضُر/ قضاء بعلبك بدأ الفتيات يناقشن هذه المواضيع مع أهاليهن” فبحسب قولها التدريبات التي يتلقينها من الجمعية تجعلهم قادرين في وقت قصير جداً على التعامل مع المشكلة، كما خلقت هذه الخطوة خوف لدى الأُسر من فضح قصصهم العائلية على صفحة “حقي أورث” والتي يتفاعل على منشوراتها عدد كبير من المتابعين.
وفي خطوة فريدة من نوعها تقوم الجمعية بتقديم إستشارات قانونية مجانية من قبل مُحامين لنساء محرومات او يتصارعن من أجل حقوقهم الميراثية كي يتسنَّ لهم سلك الطريق الصحيح قانونياً.


تعمل اليوم جمعية “حقي أورث” على قانون في مجلس النواب يُعدل بالقانون الذي اعتبرته عودة يخالف القرآن الكريم حتى، والذي يقضي بتوريث الرجل ممتلكات زوجته عند وفاتها لكنه يمنع توريث الزوجة ممتلكات زوجها عند وفاته، بالإضافة لثغرات عديدة تتعلق بقوانين الإرث.
من موقع “elmaw2a3.net” ألف تحية لجبروت إمرأة تُحارب مجتمع ذكوري بأكمله، ولجمعية هي الأولى في الوطن العربي تُعنى بهذه الشؤون وبالنسوة التي لا حول لهن ولا قوة.

شاهد أيضاً

13 يوليو ختام اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم

أعلنت إدارة مهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية برئاسة مدير التصوير السينمائي محمود عبد السميع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *