الأربعاء , أكتوبر 30 2024

المخرج اكرم قاووق:” المحسوبيات تسود لبنان، وعمار وطلال والسا وماريلين تفوقوا على ماغي، وشوشو ببالي وبوجه جديد”

حوار/ ابتسام غنيم

اكرم قاووق اسم اشهر من نار على علم في عالم الاخراج، فهو من قدم اهم واجمل الكليبات في التسعينات بالاضافة الى السهرات المتنوعة والبرامج الحوارية والوثائقية، وهو الى جانب هذا يُدرس الاخراج اليوم في جامعه Lebanese International University لصاحبها وزير الدفاع السابق عبد الرحيم مراد.. واكرم من المخرجين الذين يتمتعون بحس مرهف وتواضع جم وصراحة متناهية كما انه يقدر الكبار كما يشجع الشباب، ومعه الحوارات تكون شيقة ومليئة بالاسرار لذا قررت ان اجري معه دردشة سريعة قبل سفره الى الاراضي المقدسة حيث سيؤدي فريضة الحج على ان يكون لنا حواراً مطولاً بعد عودته بالسلامة

اكرم قاووق وابو سليم

*بداية ابارك لك سفرك الى الاراضي لمقدسة لتأدية فريضة الحج..

-“الله يبارك بعمرك ومش ناسيكي بالدعاء لك ولكل اللي بحبن”

*بعد عودتك من الحج هل يُمكن ان تغير من نمط عملك كمخرج؟

-الكل يسألني هذا السؤال واستغرب لاني منذ عملي بالاخراج والفن، مرة لم اخرج عن حدودي، واحترم عقل المشاهد وحياء الجمهور، وحتى في الكليبات التي اخرجتها وعددها فوق ال300 كليب كنت اراعي الضوابط خصوصا ان شركتا روتانا والـart كانت تطلبان مني ان يكون الكليب بلا خلاعة ولا رقص وبالتالي ممنوع التلامس، فكنت اقدم الحب والغرام بأسلوب شيك يخدم القصة ويُقنع المشاهد .. مع الوقت تغيرت المعايير وللاسف صار هناك كليبات لا اخلاقية من حيثيات كثيرة، لكني بقيت على نفس المنوال ومؤخراً اخرجت كليبات للاطفال وكليبات وطنية.

المخرج اكرم قاووق والسيد علي فضل لله

*قدمت العديد من البرامج المتنوعة والوثائقية هل ببالك قصص القرآن، خصوصاً انها باتت تلاقي رواجاً كبيراً؟

-النية موجودة عندي، وهذا الامر بيد الجهات المنتجة، وبالتالي عندما اريد ان اقدم عملاً دينياً يجب ان يكون هناك مرجعية دينية لتشرف عليه كي لا نقع بأية غلطة وان نشتغل على الافكار بدقة شديدة..(ويضيف) مؤخراً ضمتني جلسة مع السيد علي فضل لله ابن المرجعية محمد حسين فضل لله، وتناقشنا بالامر وكيف عليّ ان اسخر تجربتي بعمل قيم في قناة ” الايمان”، وانشألله سوف نبت بالموضوع عقب عودتي من الحج..(ويعلق) اريد ان اقدم عملاً يخدم المجتمع بقالب ديني واخلاقي وان تكون الفكرة قوية وسلسلة ويقبل عليها كل الاجيال بمعنى ان يكون موجهاً لكل الناس.. ومثل تلك الاعمال يجب ان تكون محبوكة بشكل بعيد عن السائد والنمطية اي بقالب جديد لانه بصراحة عيني على الشباب الذين يتلهون بالتيك توك ويعتبرونه كل شيء في حياتهم، علماً انه يوجد محتويات جيدة للغاية على التيك توك لكن بالمقابل هناك اشياء مرفوضة تفرض نفسها بقوة من خلال هذا التطبيق.

المخرج اكرم قاووق والوزير السابق عبد الرحيم مراد

*كيف تعلق كمخرج على شادن فقيه التي سخرت من الاسلام في الساتند اب كوميدي؟

-البعض يعتبر انه اذا سلك طريق خالف تعُرف سيصبح من المشاهير، للأسف اخذت من ديننا الحنيف سخرية كي تضحك الناس فأنقلب السحر على الساحر.. الفنان الحقيقي لا يسخر من اي دين وعليه ان يصون لسانه .. (ويعلق) لم اشاهد المعنية بالامر ولا اتابعها اصلاً ولا اعرفها، انا من متابعي بيار شماسيان الذي يقدم النكته بكثير من الرقي وحتى عندما يجسد دور المرأة يكون راقيا، وهناك فادي رعيدي بشخصية فادية شراقة مرة لم يستخدم الجن/س او السخرية من الدين ليشتهر، وطوني ابو جودة بارعاً بالتقليد، ” يعني الفنان الحقيقي مش مضطر يعمل ايحاء ليشتهر”، (ويعلق) قبل سنوات قدم عادل كرم شخصية ابو رياض وكان بغاية الهضامة واحبه الكبار والصغار ولم يلجأ للأسفاف.

*وما رأيك بشخصيتي مجدي ووجدي التي جسدها مع عباس شاهين؟

-بصراحة ” ما كان الها لزوم ابداً” التطرق للش/ذوذ لا يجعل الممثل مشهوراً .

*احببت عادل بالتمثيل؟

-عادل استطاع ان يخرج من تقديم الاسكتشات منذ ان مثل بفيلم مع نادين لبكي وهذه شطارة وخطوة تحسب له، هذا العام شاهدته بمسلسل ” نقطة انتهى” وقد حافظ على كاراكتير الشخصية طوال الحلقات.

*اعلم انك رفضت الاخراج الدامي في بداياتك؟

-صحيح، كنت حينها بمحطة” المستقبل” وعرض علي اخراج ثلاث اعمال درامية لكن النصوص لم تعجبني، وكان تركيزي على الكليبات والبرامج الوثاقية والسهرات التلفزيونية ، اعترف اني ندمت وكان عليّ ان اتناقش معهم واعدل بالنصوص واركز على الدراما، خصوصاً اننا بزمن تغيرت فيه كل المعايير..

اكرم قاووق وجورج شلهوب وجهاد الاطرش

*اليوم المنتج والبطل او البطلة يقدمون الرؤية الفنية التي تناسبهم؟

-بالظبط ، الدور يُفصل ويُكتب للمحسوبين على المنتج وعلى المخرج ان ينفذ، بينما يوسف شاهين مثلاً كان يقدم الوجوه الجديدة ويحولهم الى ابطال مثل روبي وخالد النبوي وهاني سلامة ومصطفى شعبان واحمد وفيق وكثر غيرهم، وانا مع المغامرة بتقديم وجوة فنية جديدة اولاً بغية اثراء الساحة الفنية وبالتالي للتنوع واعطاء فرص لضخ دماء جديدة بالفن.

*يعني المحسوبيات تسود الوسط الفني اللبناني؟

-المحسوبيات في لبنان سادت كل القطاعات، للأسف لم يعد هناك اعجاباً بالفعل بل بردات الفعل المفبركة.. بينما في مصر دائما هناك تنوع وايضاً في سوريا.

*قدمت اعمالاً عن ” شوشو” و” تاكسي ابو سليم” لماذا لم تكمل السلسلة لهؤلاء الكبار؟

-قدمت هذان العملان عبر شاشة الـnbn ، وبعدها لم تراكمت الازمات لكن العمالقة الخالدون ببالي وحتماً سأقدم اعمالاً عنهم.

*هل يمكن ان تقدم حياة شوشو بعمل درامي ؟

-اكيد، شوشو كان سابقاً لعصره ويحمل بداخله افكاراً مباشرة، وكان رائداً بالمسرح والكوميديا،نهض بالمسرح الوطني وكان ناقداً سياسيا، كما قدم اعمالاً رائعة للاطفال، حياته فيها الكثير من الدراما الى جانب الضحكة وسيكون عملاً متفرداً لا سيما وان شوشو خاض معاركاً مع الدولة بسبب اغنية” شحادين يا بلدنا” ولطالما تعرض مسرحه للاقفال، ورغم ان السلطات اللبنانية حاربته الا ان زعماء لبنانيون كثر كانوا يحبونه وايضاً ممثلون من العالم العربي

*من ببالك تقديم شخصيته؟

-لو كان ابنه خضر حياً كان الانسب لتقديم دور والده، ايضاً لو كان هذا العمل مطروحاً قبل سنوات هناك سعد حمدان وجورج خباز، لكن اليوم ارى ان يقدم وجهاً جديداً شخصية شوشو سيكون فيه الكثير من المصداقية.. (ويضيف) شوشو تركيبة استثنائية شكلاً ومضموناً،فصوته التهكمي الطفولي وشاربيه الطويلين وجسده النحيل، بالاضافة الى المضامين التي كان يقدمها جعلت منه حالة فنية خاصة،  لذا ارى ان يكون وجهاً جديداً والمكياج سيضفي المزيد من المصداقية.. شوشو مات بشبابة وبعز تألقه، مات فقيراً ومديوناً لكنه بالمقابل صاحب تجربة فريدة في تاريخ لبنان الفني .

المطربة نجاح سلام والفنان اسعد والمخرج قاووق خلال اخراج كليب ” يا زمان الوفا”

*ماتعليقك على الاعمال التي عرضت في رمضان؟

-تابعت البعض منها وليس كلها، احببت مسلسل ” تاج” انتاج ضخم للغاية وعمل مميز وفيه احترافية عالية من كافة الحيثيات،” 2024″ ليس بقوة الجزء الاول”2020″ ونادين كانت تمثل ولن تتقمص الشخصية، ” نقطة انتهى” للمبدع عابد فهد كان جميلاً، “ع امل” احببت اداء عمار شلق وصدقت شره المطلق، وطلال الجردي تعاطفت مع وضعه كونه مغلوب على امره، والسا زغيب تحدت نفسها بالدور ونجحت، وماريلين نعمان رائعة بالتمثيل والغناء وتلقائية جداً بينما مهيار خضور لم يعجبني تمثيله وماغي بو غصن شعرت انها تمثل بكل لحظة ولم تكن عفوية للاسف.

*هذا الاسبوع ودع لبنان الشاعر محمد ماضي، والنجم فؤاد شرف الدين والملحن منعم فريحة؟

-للاسف العمالقة يرحلون ويتركون فراغاً كبيراً، هؤلاء عاشوا بزمن كله صفاء وانسانية وثقافة وفن حقيقي وصداقة حقة.. اذكر ببدايتي ان الفنان فؤاد شرف الدين رحمه الله طلبني، وكان يعمل بفيلمين ومسلسل لابنته الممثلة جمانه، وصورت له مشاهد ” الميكينغ اوف” كواليس التصوير وكان سعيداً جداً، واصبحنا اصدقاء وشجعني كثيراً، وظلت صداقتنا طوال تلك السنوات نتهاتف ونتدحث عن اعمال نريد ان نقدمها سوياً وعن الكاميرات.. للاسف في لبنان شركات الانتاج لا تستفيد من خبرة النجوم الكبار بحجة ” صاروا كبار بالعمر وبروحو بيجيبو شاب صغير وبيعملو رجال كبير بالمكياج طيب ليش؟” لماذا لا يستعينون بأبو سليم؟ اين عمالقة الفن الذهبي اصحاب الخبرة والريادة؟ في مصر كلما تقدم الفنان بالعمر كلما زاد عمله لان عمره وشكله مطلوبان، في الغرب مارلون براندو قدم مشهداً شرفياً  في” سوبر مان” وكان سميناً، وشون كونر الذي برع بشخصية جيمس بوند ظل يعمل حتى بعد تقدمه بالسن، وانطوني كوين ايضاً  لم يكن شاباً عندما قام ببطولة ” عمر المختار” والمخرج العالمي مصطفى العقاد لم ينتقي شاباً للدور بل اعطاه لانطوني لانه صاحب خبرة فنية وتجربة دسمة.. ليتنا نتعلم من اخطائنا ونأخذ من الغرب اجمل ما عندهم لصقل فننا اللبناني.

 

 

شاهد أيضاً

 قمر تفتح قلبها: “من دموع الخسارة إلى عشق النصر الذي لا ينتهي”

حوار /ماهر عبدالوهاب تنسيق/محمد الخليفة عشقت النصر منذ عمر التاسعة، حيث كان حب هذا الكيان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *