اشتهرت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة (التي تحل اليوم ذكرة ميلادها)بأدوارها في أفلام خلال خمسينيات وستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي، وتحولت عفوية الأداء التي اشتهرت بها إلى مدرسة فنية دون أن تخضع إلى المعايير التقليدية للبطلة في ذلك الوقت.. وفي حياة سيدة الشاشة العربية ثلاث رجال هم المخرج عز الدين ذو الفقار والنجم عمر الشريف والدكتور محمد عبد الوهاب..
تزوجت فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947 واستمر زواجهما حتى 1954 ولهما ابنة واحدة، ومر حبهما بقصة حب جارفة عاشها الثنائي ، بدأت مع ثاني عمل سينمائي جمع بينهما، وهو فيلم “خلود”، وكان العمل الوحيد الذي شارك فيه عز ممثلا إلى جانب إخراجه، وذلك عقب عامين من لقائهما الأول في فيلم أبو زيد الهلالي، لتعد من أشهر القصص الرومانسية التي عرفها الوسط الفني.وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية، روى ذو الفقار، قصة زواجه من فاتن حمامة “تزوجنا في مغامرة، كنا نعمل في فيلم خلود، وعُقِدَ القران في فيلا فؤاد الجزايرلي، وكان شهود العقد، جليل البنداري، وأنيس حامد.وأوضح أن “السبب في سرية الزواج، هو أن أهلها اعترضوا على إتمامه، ولكنه عاش مع سيدة الشاشة العربية، 6 سنوات، أنجب خلالها ابنته نادية، وكانت حياتهما مليئة بالسعادة والتناغم”..
وتزوجت من عمر الشريف من 1954 حتى 1974 ولهما ابن اسمه طارق الشريف، ونهاية الزواج كانت في هدوء يليق بحبيبين، سفر عمر الشريف للخارج للعمل بهوليود قابله رفض من فاتن حمامة للسفر معه وترك مصر، كان سبب الانفصال عام 1974، وظل الشريف يجهر بحبه بعد انفصالهما بسنوات عديدة، كان أخرها ، في حوار صحفي : «لم أحب أو أتزوج بعد فاتن حمامة فهي المرأة الوحيدة في حياتي وحبي الأول والأخير»..وتزوجت لاحقًا من الطبيب المصري عبد الوهاب محمود، حيث اختارت الفنانة الكبيرة الابتعاد والعيش في هدوء بعيًدا عن الأضواء ، حتى أنه لاتوجد صور لزوجها الاخير، وظلت سيدة الشاشة العربية تعيش في هدوء من زوجها إلى أن غيبها الموت لترحل عن عالمنا بجسدها، وتظل أعمالها خالدة في تاريخ السينما المصرية.
حكايتها مع عبد الناصر
وكان للفنانة القديرة فاتن حمامة موقف مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد أن علم أنها قررت السفر من مصر بسبب مضايقات من أحد الأجهزة الأمنية، فطلب من بعض المفكرين والمثقفين إبلاغها بضرورة العودة إلى وطنها، واصفا إياها بالثروة القومية.عبد الناصر لم يكتفي بذلك بل قام بمنحها وساما فخريا في بداية الستينيات، وبالرغم من ذلك لم تعود للقاهرة إلا بعد وفاته.
فاتن حمامة والرئيس السادات
وفي عهد الرئيس أنور السادات، قابلت فاتن حمامه الرئيس الراحل أكثر من مرة ومن بينها إلقائها شعراً باللغة العربية الفصحى على المسرح حيث ألقت الشعر بحضوره وعميد المسرح العربي يوسف وهبي، وزكي طليمات، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب..كما جمعت علاقة صداقة قوية بين فاتن حمامة والسيدة جيهان السادات، وكانا يتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات، كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة خلال سنوات ابتعاد سيدة الشاشة العربية عن الأضواء.وبعد عودتها لمصر قالت في تصريحاتها: “قبل شهور من عودتي اتصل بي يوسف إدريس وقال لي مش كفاية سفر بقى يا ست فاتن؟.. وأكد لي أن أم كلثوم ستساندني ولن يقترب مني أحد، فقلت له وهل تملك أن تصدر قانوناً بحرية السفر والتنقل، فقد كنا في ذلك الوقت لا نستطيع السفر إلا بتصريح مسبق من السلطات..! ومرت سنوات حيث توفي عبد الناصر وتصادف أنني كنت أستقل سيارة تاكسي فالتقيت بسيدة مصرية لا أعرفها صافحتني وعبرت لي عن مدى افتقاد الجمهور في مصر لي، وكانت كلمات هذه السيدة سبب عودتي دون قيد أو شرط، فعدت إلى بيتي وجمعت حقائبي، وكنت في المطار بعد ساعات عائدة لمصر من العام 1971”.
” اريد حلاً”
ومنذ عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم “إمبراطورية ميم” 1972، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي “أريد حلا” 1975 نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنح الزوج الحق الوحيد في انهاء العلاقة الزوجية، وبالتالي سمحت للزوجة بالخلع في وقت لاحق.