متابعة/ حسانة سليم
من منا لا يتذكر مسلسل “الضوء الشارد” وأحداثه التي مر عليها نحو 22 عاما.. الشخصيات الصعيدية التي تعلقنا بها في طفولتنا وباتت جزءا من ذكرياتنا.”رفيع” وشقيقه “فارس” بدأت الحلقات الأولى من المسلسل بإلقاء الضوء عليهما واختلاف شخصياتهما.. “رفيع” الابن الأكبر لسلطان العزايزي الذي اختار أن يتولى أملاك أبيه بعد رحيله ورعاية أسرته في قنا وعلى الجانب الآخر هناك “فارس” الابن المدلل لوالدته وشقيقه الأكبر وكان يعيش في القاهرة لاستكمال دراسته وارتبط بفتاة في الجامعة من صديقاته جسدتها الفنانة جيلان إبراهيم قبل أن يلتقي بمنى زكي ويتزوجها رغم معارضة أهله من الزواج من ابنة ميكانيكي.كانت مشاركة جيلان إبراهيم في “الضوء الشارد” ختاما لمشوارها الفني الذي لم يتعد الـ3 أعمال لتلقى حتفها بعد عرض المسلسل بأشهر قليلة فما حدث لها وكيف وقعت حادثة مقتلها؟
المثير في الأمر أن هذه الفنانة اختفت تماما بعد تألقها في ” الضؤ الشارد”، وما لا يعلمه الكثيرون أن جيلان رحلت بعد عرض المسلسل بأشهر قليلة بطريقة بشعة على يد زوجها ضابط الشرطة، الذي قام بإطلاق الرصاص عليها، وبرر زوجها ما فعله في تحقيقات النيابة بسبب غيرته الشديدة عليها، بينما أكد أهل جيلان أن زوجها كان مدمنا للمخدرات..اسمها الكامل جيلان إبراهيم فؤاد زكى، بدأت حياتها الفنية وهي بعمر 16 سنة في مسلسل “تزوج وابتسم للحياة”، في سنة 1988، ثم غابت عن الساحة الفنية لاستكمال دراستها وعادت بعد 9 سنوات في فيلم “هروب مع سبق الإصرار”، في سنة 1997، من بطوة يوسف شعبان، ويبدو أن يوسف شعبان هو بوابة عبورها للدراما مرة آخرى، حيث رشحها لأبو عميرة في دور جيلان في سنة 1998، درست جيلان القانون وكانت تقوم بتحضير ماجستير ودكتوراه عن الإدمان وكيفية تحويل المدمن لعضو فاعل في المجتمع بالدعم النفسي.. كانت جيلان إبراهيم متزوجة من خالد محمد رضا ضابط الشرطة وبدأت حياتهما مستقرة إلا أن زوجها بدأ يتغير معها فكان دائم الاعتداء عليها ومن المفارقات أنه كان مدمن يتعاطى المخدرات لكن الفنانة التي قتلت على يد زوجها الضابط لم تستطيع أن تكمل دراستها في قضايا المدمنين فقد أنهى زوجها الضابط حياتها في سن مبكرة.
في 28 من مارس/ اذار من عام 2000 والذي يتوافق مع يوم ميلاد زوجها وبعد سهرة طويلة مع أصدقائه للاحتفال بعيد ميلاده، غادر أصدقائه المنزل وهو مخمورًا وتحت تأثير جرعة كبيرة من المخدرات، وفي الليلة ذاتها سمعها تتحدث في التليفون تحكي لواحدة من صديقاتها عن اعتدائها الدائم عليها وعصبيته المفرطة، وطلبت اسم أدوية مهدئة له واستمع للمكالمة التي أثارت غضبه، ودخل عليها غرفتها ليعتدي عليها كما جرت العادة لكن هذه المرة بآلة حادة في انحاء متفرقة من جسدها أدت إلى مقتلها.
غرقت جيلان في دمائها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وقال زوجها إنها وقعت في البانيو ما أدى إلى مصرعها لكن المحكمة استندت إلى أدلة بأن المتهم خالد ضابط الشرطة مدمن كوكايين وأنه شخصية غير متزنة وشهادة والدها والجيران الذين أدلوا بشهادتهم أنه كان دائم الاعتداء عليها والعسكري الذي أدلى بشهادته عندما طلب منه أن يمسح الدماء معه في حمام المنزل الذي قتلت فيه جيلان وتركها زوجها في البانيو حتى تصفت دماؤها.