الأحد , نوفمبر 10 2024

مادلين طبر:” انا ممثلة من الناس وللناس وفخورة بوقوفي امام عمر الشريف وفاتن حمامة”

حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

مادلين طبر نجمة ممثلة فخورة بالجماهيرية الكبيرة التي احرزتها بهوليوود الشرق مصر، وسعيدة جداً بعملها الجديد “الضاهر” الذي تجسد فيه شخصية معقدة وصعبة، وفي هذا اللقاء الذي اجريته معها قبل سنوات(واعيد نشره مجددا اليوم) تحدثت عن جديدها والاعمال التي تابعتها ووجهت بعض الرسائل للنجوم.

 *برعت جداً بشخصية الساحرة “اماهير” بمسلسل “الف ليلة وليلة” ومع ذلك احبها الاولاد رغم شرها؟

-عندما تعرض علي شخصية من اختراع الكاتب اتعمق بمساحة الدورالتي تسمح لي من ان اضيف لها مساحة اكبر من مكنوناتي، يعني بالامكان ان اجسد ادواراً لاشخاص اعرفهم بالواقع، ومن هنا تجدين اني استطعت في شخصية “اماهير” الاسطورية في مسلسل “الف ليلة وليلة” أن أتحرر من كل تقاليد الاداء والاطار المحاط بالتمثيل وشطحت بجنوني، ومن هنا قد تكون هناك بالواقع اية امرأة شبيه لي أو بالعكس لديها هذا الشطحان وعدم التقليدية بالتصرفات،(وتتابع) وعلى فكرة الاطفال احبوا القوة في “اماهير” لان الطفل بطبعه يكره الضعيف والجبان، وكثراً ما التقي بالاطفال بالشارع فينادونني “اماهير الساحرة” واسعد جداً بحبهم للشخصية ولي على السواء.

*ماذا عن “الشاه والسلطان”؟

-يتناول شخصية العثماني الجديد، مع كل اسقاطاته ودور العرب في هذه المعمعة والتجاذب، واجسد فيه دورالسلطانة”جلبهار”، وهي شخصية تاريخية موجودة ضمن بضع اسطر بالتاريخ، لكن بالعمل نحن نتطرق لجد سليمان الذي شاهدناه بمسلسل “حريم السلطان”، والصراعات بمسلسلنا هي من وحي خيال الكاتب والمنتج محسن العلي، وقد مثلت الشخصية بحب شديد وكافة فريق العمل كان موفقاً، وحتى ضيوف الشرف كانوا بمثابة الابطال والنجوم، ومع ذلك زعلت لانه لم يعرض في رمضان المنصرم وسيعرض انشألله في الماراتون الرمضاني المقبل.

مادلين بدور الساحرة اماهير

*ماذا عن مسلسل “الضاهر” الذي بدأت تصويره مؤخراً؟

– ذهلت بنص “الضاهر” الذي كتبه الفنان تامر عبد المنعم، وهو بهذا العمل يريد توصيل رسالة ذكية وهادئة ورصينة وهي ان تقبل الآخر هو نجاح مطلق أُمة، بينما التعصب والدخول في دهاليز الديانة الواحدة وما يتتبعها من أصولية تؤدي الى نهاية مطلق أُمة ناجحة، وتبدأ احداث العمل منذ الستينات حيث كان في مصر كل الاديان ثم خلط ما بين الماضي والحاضر بالفلاش باك، ويجسد الفنان حسن يوسف شخصية اليهودي من زمن الابيض الاسود وتتوالى الاحداث من خلال ابنته نور التي تعود الى مصر بزمن الالوان، وشخصيتي تكمن بالزمن الحديث وهي محورية واساسية حيث اقدم دور والدة المحامي الذي يقدم دوره تامر عبد المنعم وعلاقتي به فيها الكثير من التسلط والعشق، بينما علاقته معي مختلفة تماماً ومن خلال تلك العلاقة يولع فتيل الدراما، ولن اتحدث اكثر عن تفاصيل العمل كي لا أحرق الاحداث التي ستتابعونها عقب العرض.

العمر لا يعنيني ولعبت كل الادوار!!

*احببت شخصية الام التي تعاني من عقدة”اوديب”؟

– جداً وتعاطفت معها ببعض المواقف، لسبب انه لا يوجد شيء ابيض او اسود بالمطلق، المطلق هو غبي، ولكل فعل ردة فعل، ولكل سبب مسببات، وقد اختارني كل من تامر عبد المنعم والاستاذ المنتج ياسر زايد لتلك الشخصية المعقدة، ولا انكر اني في اول الامر خفت من تلك الشخصية لكني عدت وتعمقت بأبعادها وغصت بها.

مادلين بدور السلطانة جلبهار

*لازلت تعانين من التوتر قبل تصوير مطلق شخصية رغم رحلتك الطويلة مع الفن؟

– اتوتر جداً، ومؤخراً كنت في مهرجان ابو ظبي حيث كُرمت هناك، وما ان عدت الى مصر وعرضت عليّ تلك الشخصية وخفت حتى قال لي تامر عبد المنعم:” تخافين من ان تقدمي دور امي؟” فقلت له اني سبق وجسدت دور امهات كل النجوم مثل داليا البحيري، محمد نجاتي، كنده علوش وغيرهم لكن في “الضاهر” شخصية الام صعبة ومعقدة فقال لي:” ومن هنا نحن مصرون على ان تقدمي تلك الشخصية لانك ستساهمين بأرتفاع ايقاع المسلسل”، فسعدت بكلامه وشعرت انه والمخرج يتحدياني واستفزا بداخلي الممثلة الجيدة لايمانهما بي فتشجعت ووافقت،(وتضيف) كان بالامكان الاستسهال باختيار ممثلات جيدات من حيث العمر وتجاربهن لكنهم ارادوا ان يقدموا شخصية الام التي لا تزال شابة ولديها عقدة.

*تجاملين بأجرك مقابل الادوار الجيدة؟

– اطلاقاً بل اتمسك بقراري لاني اولا واخيرا صاحبة تاريخ وخبرة كبيرة، ولا حاجة لي للمنتجين الفقراء.

*بدايتك بمصر كانت مع الكبار واليوم تقفين امام الشباب وتشدين من ازرهم الى اي مدى انت متصالح مع نفسك وقادرة على مزج الاجيال من خلال خبرتك؟

-العمر لا يعنيني، ولعبت كل الادوار العاشقة والمجنونة والام والشاعرة والراقصة، والكل كان يتفاجأ ويسألونني لماذا تفعلين ذلك وكنت أرد بالقول ان هناك نجمات لسن ممثلات، وهناك ممثلة نجمة وايضاً يوجد الممثلة الغير نجمة، فأنا احرزت النجومية من خلال التمثيل ولا مانع عندي من لعب شخصية الجدة العجوز ايضاً، لكن من حين لآخر تأتيني شريحة ادوار كدور الام المعقدة في “الضاهر” فأسعى للبحث عن اعماق الشخصية وانقب عن تفاصيلها حتى استطيع ان امثل بكل طاقاتي امام النجم الذي امامي حتى لو كان من جيل الشباب حتى نستطيع ان نخرج بالعمل بأبهى صورة، وكلنا كنجوم علينا ان نمد ايدينا لبعض لنعبر بالفن الى اماكن اجمل واجمل، ومرة لم تنتابني عقدة العمل مع الشباب بدليل ان فيلم “ريكلام” كان فيه مجموعة من الشباب، كما شاركت كل النجمات والنجوم الشباب بالاعمال الدرامية بروح جميلة، كما هو الحال عندما وقفت امام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بمسلسل”وجه القمر” وعمر الشريف في “حنان وحنين” وغيرهما من الكبار.

النجمة مادلين طبر

* رثيت نور الشريف بكلمات معبرة واكدت ان النجم اللبناني شوقي متى هو من عرفك عليه؟

– صحيح، واؤكد ان شوقي متى له فضل عليّ وعلى السينما اللبنانية وعلينا ان نعترف بذلك كلنا، كونه اي شوقي متى باع ارضه في الجبل وتحديداً عاليه وبعض املاكه في وقت لم يكن احداً ليجرؤ ان يغامر بقرش، وكانت حينها السينما اللبنانية لا تقدم سوى عمل او اثنين بالكاد، ومن يريد ان يؤرخ تاريخ السينما اللبنانية ليس باستطاعته ان يتغافل عن اسم شوقي متى الذي ساهم بنهوض السينما، رغم انه كان حينها مؤهلاً ان يكون احد اهم نجوم مصر لاسيما بعد دوره الخطير بفيلم “قطة على نار” امام نور الشريف واخراج الدكتور سمير سيف، واذكر اني كنت قد شاركت ببطولة “الانفجار” للمخرج اللبناني رفيق حجار رحمه الله الذي له فضل عليّ بدخولي عالم التمثيل ومن بعدها طلبني شوقي للمشاركة ببطولة “لعبة النساء” ومن هنا توطدت الصداقة بيني وشوقي الذي طلبت منه ان يعرفني على النجم نور الشريف، وكنت حينها لا زلت اقدم برنامج “استديو الفن” رغم اعتذار الكبير سيمون اسمر بسبب الظروف الامنية حينذاك، وقررت وبلال الكبي ان نستكمل الحلقات التي تخرج منها عدد كبير من النجوم، وعلمت حينها ان النجم نور الشريف بلبنان بصحبة شوقي متى فطلبت منه ان يقنعه ليحل ضيفاً في “استديو الفن” وان يعرفني عليه، وهكذا كان ونور يومها قال لي “عليك الحضور الى مصر فأنت مشروع نجمة تمثيل”، وبعد سنوات اتيت الى مصر وكانت اقصى امنياتي التمثيل مع نور الشريف لكن لم تأت الفرصة المناسبة، رحمه الله كا من اهم النجوم على الاطلاق.

*لكنك بالمقابل ضحيت بالبطولة امام يحيى الفخراني بمسلسل”عباس الابيض باليوم الاسود” لتحلي ضيفة شرف امام محمود عبد العزيز بمسلسل “محمود المصري”؟

-فعلاً، الدكتور يحيى الفخراني سبق ان مثلت معه في “زيزينيا” للكاتب الكبير اسامة انور عكاشة، وكان من اهم اعمالي على الاطلاق، وعندما عرض عليّ الوقوف امام محمود عبد العزيز كضيفة شرف سعدت جداً لانه ممثل عملاق ولم يسبق لي ان مثلت معه، وكان علي ان اضحي بأحد من العملين حتى استطيع التصوير، فكان ان ضحيت بمسلسل النجم يحيى الفخراني ووقفت امام محمود عبد العزيز بثلاث حلقات فقط لكنها اكسبتني خبر وثقلاً فنياً اذ كانت شخصية محورية واساسية، بالاضافة الى ان التمثيل مع محمود رحمه الله كان يُعد سبقاً فنياً لابد ان اكسبه.

مادلين ومحمود عبد العزيز

*ماذا تابعت من الدراما هذا العام؟

– تابعت عدد من الاعمال اهمها”افراح القبة” لانه يحمل توقيع نجيب محفوظ والرواية صعبة للغاية والمخرج محمد ياسين والسيناريست نشوى زايد حولاها لمسلسل مبهر، العمل الثاني “غراند اوتيل”، “مأمون وشركاه” لحبيب قلبي الزعيم عادل امام،”ونوس” للدكتور يحيى الفخراني الذي ارسلت له رسالة قلت له فيها ان ابنه المخرج شادي الفخراني خلق له مناخاً رائعاً كما ان ادوار كل من نبيل الحلفاوي وحنان مطاوع وهالة صدقي وكلهم بصراحة كانوا مفاجأة للجميع من حيث الاداء لاسيما النجم اللبناني الشاب نيكولا معوض الذي اهنأه من كل قلبي على الشخصية التي جسدها بتلقائية، اما لبنانياً فتابعت مسلسل “ياريت” حيث برعت ماغي ابوغصن بالاداء ودور الوسيم وسام حنا كان مذهلاً وتُرفع له القبعة خصوصاً انه لا يخاف ان يشوه نفسه من اجل مطلق دور، واهنأ ماغي التي لا اعرف لماذا تتعرض لحملة هجوم رغم موهبتها، ثم لماذا علينا ان نعيش على مشاهدة اعمال لبعض الفنانات فقط وضد التنويع؟ ليفتحوا المجال لهذه الممثلة الموهوبة ومن المعيب محاربتها لمجرد انها زوجة منتج وهذا لا يُعيبها بل يرفع من شأنها خصوصاً انها ممثلة جيدة وقدمت مشاهداً صعبة للغاية، (وتتابع) شاهدت لماغي عدة اعمال هي جميلة و”كتير مهضومة” بالكوميدي، وناعمة جداً بالادوار الرومانسية ولا ينقصها سوى الوقوف امام نجوم لهم تاريخ بالفن حتى تكتسب من عصارة خبرتهم اكثر واكثر، وانا كما اسلفت الذكر مع تمازج الاجيال وضد ان يقف الشباب كلهم بعمل واحد وكذلك الامر بالنسبة للمخضرمين، الغمز بين الاجيال يولد عملاً قوياً ويُكسب شريحة من كافة المشاهدين يعني مثلاً ان يقف معهم سميرة بارودي وجهاد الاطرش وشوقي متى وغيرهم وهذه نصيحتي لماغي (تضحك وتقول) وانا على استعداد لاقدم دور امها او عمتها اذا احبت وهكذا اكون قد خضت الدراما اللبنانية لاول مرة.

اشطح بجنوني ولا انسى دعم شوقي متى

*لماذا انت غائبة عن الدراما اللبنانية؟

-الحق على المنتجين وليس عليّ

*لماذا اعتذرت عن لجنة تحكيم برامج مواهب الاطفال؟

-كان من اخراج الاردني سامر الخضر وكان في اللجنة انا والموسيقار حلمي بكر والنجم الممثل احمد راتب، وكنا سنختبر الاطفال بكافة المواهب ثم الغي الموضوع برمته.

مادلين طبر والاعلامية ابتسام غنيم

*ما رأيك بلجان التحكيم ببرامج الهواة بشكل عام؟

-لا احب ان اقيم احداً، لكن بشكل عام الاغلبية لا تستطيع ان تقييم المواهب لاسباب انها ليست اكاديمية او غير مثقفة وموجودة باللجنة لانها ناجحة بمجالها لكن هذا لا يمنحها حق التقييم، ولا تنسي ان تلك البرامج مقتبسة عن برامج اجنبية، ولن ادخل في لعبة الاسماء كي لا اختلف مع احد.

*تابعت سينما اللبنانية؟

– بصراحة لا، الا من خلال المهرجانات التي اتواجد بها واشاهد الاعمال اللبنانية المذهلة، وهنا اوجه تحية كبيرة لفيلم “عجلات الحرب” للمخرج رامي قديح وكنت اريد ان امنحه جائزة لكن لم استطع اذ جُيرت الجائزة لفيلم مغربي، و”عجلات الحرب” هو احد اجمل الافلام القصيرة التي شاهدتها والمخرج رائع للغاية، والسينما اللبنانية تُقدم اجمل الاعمال بالمهرجانات.

*اشتقت للاعمال اللبنانية؟

-جداً لكن عليّ ان اقدم شيئاً يليق بخبرتي وتاريخي.

*هذا العام فقدنا نجوما كثر واغلبهم تربطك بهم صداقة؟

– فعلا وتأثرت اكثر مما تتخيلين خصوصاً اني تعاملت معهم كلهم، ومؤخراً كان في مصر الفنان الكبير جهاد الاطرش حيث كان يضع صوته على دبلجة عمل كرتوني عالمي بعنوان “بلال”، فالتقيت به وانتظرت الى ان انتهى من الدوبلاج وذهبنا للغداء ولاحظ كيف ان لي شعبية كبيرة في مصر من كل الفئات، وهنا قال لي جهاد العزيز”الان شعرت بمدى قوتك وجهدك ومثابرتك على النجاح والاستمرارية “، ومن هنا اؤكد لك اني انا من صنعت هذه الجماهيرية الشعبية وفخورة بها جداً ولا يهمني ان اكون نجمة شباك ولا باب ولا “طاقة” انا نجمة من الناس للناس.

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *