حوار/ندى عماد خليل(الجزء الثاني)
لم أجر مرة مقابلة مع احد الا وحرصت ان اكون امينة في نقل اجاباته بدقة لان الهدف الأهم من اجراء اي مقابلة،خصوصاً المكتوبة منها، إفساح المجال امام من نحاوره ليعبر عن نفسه ويوصل افكاره وما يجول في رأسه بطريقة تشبهه وخاصة به. كيف الحال ان كانت من احاورها هذه المرة إعلامية مخضرمة ، لها باع طويل في مجال الصحافة الفنية، وصاحبة موقع “elmaw2a3.net”. حواري اليوم مع إبتسام غنيم لا يخلو من الجرأة وتسمية الاشياء بإسمائها، هي التي عاصرت اهم الفنانين في لبنان ومصر والوطن العربي كله، وقدمت الدعم والمساندة لكثر في بداياتهم، وحافظة اسرار العديد منهم. تناولت في حواري معها جوانب متعددة منها ما له علاقة بحياتها المهنية، ومنها ما له علاقة بحياتها الشخصية والعائلية، فأتى شاملاً ومتشعباً وطويلاً، لذلك سنقمسه الى عدة اقسام، في ما يلي القسم الثاني منه:
* موقعك موجه لفئات معينة من الجمهور ام فيه من التنويع ما يرضي جميع الناس؟
-موقعي فني اجتماعي ثقافي وبعيد عن السياسة، لا اتعاطى السياسة ولا انتمي لفئة معينة.فيه الكثير من الخانات مثل خانات الخفايا والخبايا والمذكرات، وفي خانة ارشيف انشر مقالاتي وحواراتي التي اجريتها قبل سنوات مع الكبار.
موت العقاد صدمني وكرم النجار كان صدوقاً وشهدت انطلاقة ” ستديو الفن مصر”
* اخبريني اكثر عن بداياتك، اول مقابلة اول ايفنت اول برنامج اعددته الخ…
-اول مقابلة كانت مع الشحرورة صباح التي انبهرت بها عندما رأيتها لاول مرة. زرتها في منزلها بالحازمية وتكلمنا بامور كثيرة، وفي اليوم الثالي كان لي لقاء مع الشيخ سيد مكاوي الذي بهرني بخفة ظلة اما اللقاءات التي كانت لا تنقطع فكانت بيني والمخرج العالمي مصطفى العقاد رحمه الله وكنا نتواصل بالهاتف بين لبنان وامريكا ونلتقي بمهرجان القاهرة وكان يخصني بكل الحوارت كما كانت تربطني به صداقة وطيدة واستشهاده آلمني، ووليد توفيق وسعاد محمد رحمها الله وابنتها نهاد فتوح حبيبة قلبي التي سجلت الكثير من محطات جياتها قبل وبعد اعتزالها الفن، وزرت المخرج انطوان ريمي وخصني بمحطات عن حياة زوجته الاميرة هند ابي اللمع، وايضا كان لي ببدايتي لقاء مطول مع منى كريم وزودتني بحياة والدتها منولوجيست لبنان الاولى فريال كريم، ايضا حاورت نور الهدى وعادل امام وسعيد صالح الذي في سنواته الاخيرة كنت ازوره وانا على صداقة مع زوجته، والكاتب كرم النجار رحمه الله كان صديقي الصدوق اما المخرج سمير سيف فموته كان صدمة لي خصوصا انه كان صديقا غاليا على المستوى الشخصي بالاضافة الى انه علامة بتاريخ السينما وهو من قدم لعادل امام اجمل اعماله.. وسيمون اسمر كان لي معه عدة لقاءات بمصر حيث شهدت انطلاقة ” استديو الفن مصر”،اما المخرج الذي احزنني وضعه فكان رفيق حجار التقيته بمصر وكان يشكو ويريد ان يعود الى لبنان الذي هرب منه لان احدى الجهات المسؤولة كانت قد هددته بالقتل، وفي نهاية الحوار قال لي ” سلميلي على كل فنانين لبنان ويارب ارجع وموت بلبنان” وبعدها بفترة بسيطة مات وكان يحضر لفيلم سينمائي.. (وتتابع) اما الاعداد فقدمت واعديت برنامج ” كايرو سبوتس” لقناة هي، “انا والعسل” بجزئية، وبعض من حلقات ” ساعة بقرب الحبيب” ” ولمن يجرؤ” كنت ازودهم بارشيفي لكني لم اكن اتقاضى مقابلا ماديا لان سيمون اسمر حينها كان على خلاف مع مجلة “نادين” وقال لي يومها ارشيفك غني سأستعين به واقول اسمك بكل حلقة “بس ما تزعلي مني ما بقدر اشتغل معك بالمصاري لاني متخانق مع مجلتك”.. سكت وبالفعل كان ارشيفي وحواراتي عصب الحلقات.. ايضا اعددت خمس حلقات للاعلامية بسمة وهبة لبرنامجها “اللعب مع الكبار” وحلقات كثيرة لعدد من المحطات الفضائية منها ” واو تي في” و” هاي تي في”، وبرنامجي ” رايتنغ رمضان ولو تحلم”، وبعض حلقات برنامج” اتنين بـ اتنين” لمجدي الجلاد ووائل الابراشي، بالاضافة الى حلقات عن المخرج يوسف شاهين والاعلامي الكبير وجدي الحكيم الذي كانت تجمعني بع صداقة قوية رحمه الله.
*كانت تجمعك صداقة ايضا بالمخرج خالد يوسف..
-هو حبيب قلبي واخي واهم مخرج في العالم العربي، اعرفة منذ ايام الاستاذ يوسف شاهين واقدره واجله كثيرا.. مخرج مثقف ويحب الفن والفنانين اما زوجته الفنانة التشكيلية شاليمار فهي غاليتي ولطالما ساعدتني وساندتني،هي انسانة شفافة وطيبة ومتواضعة وتعرف الناس الحقيقيين من المتفذلكين .. ذكية جدا جدا ومثقفة كثيراً وانا احبها لانها صريحة وعفوية.. وهنا انوه اني سجلت العديد من الحوارات بمكتب خالد يوسف مع الكثير من الفنانين منهم خالد صالح وحسن الرداد وغادة عبد الرازق وحورية فرغلي وجمانة مراد وعمرو سعد وهيثم احمد زكي ورمسيس مرزوق وغيرهم كثر.
نضال الاحمدية تعرف تفاصيل حياتي وهذه نصيحتها لي؟
* اسعدك ان الاعلامية نضال الاحمدية نشرت صورة لك على الانستغرام وعلقت تحتها: “ابتسام اشرف الصحفيات قاطبة”!
-نعم صحيح. وانا رديت عليها بمجموعة قلوب. نضال تعرفني منذ كان عمري 18 سنة تعرف كل تفاصيل حياتي واهلي وسليلتي و”ياما كنت احمل طفلها روني الله يحميه” عندما كان صغيراً، وعندما تزوجت وانجبت ابني عمر “ياما كانت تحمله”، بل واقامت له عيد ميلاد لعامه الاول بمجلة “نادين” والصور لا تزال معي.. بيننا خبز وملح وتعرف انني امتهنت الصحافة لاني اعشق الكتابة ولا تهمني الحرتقات والبروزة ولا حتى المال وتعرف بالمقابل من كان يغار مني ويبين لي العكس.. هي اذكى مني بكثير كانت تقول لي :” انتبهي ما كتير توثقي” بس كنت “هبلة ايه هبلة “وصدق دموع التماسيح.. هي وصفتني بأشرف الصحافيات لانها تعرف جيدا سلوكي، وانني لم أجنِ ثروة من الاعلام ولم تكن لي علاقات سرية او “زواريب غير شكل”، يعني شهادة مدام نضال تكفي.. بينما بالمقابل هناك مذيعة صارت اعلامية كانت تزورنا “بنادين” لنكتب لها خبر او ننشرلا صورة مع فنان فجأة صارت ذات “شنه ورنه” ، ومرة طلبت مني ان اتعاون معها واذ بالسر كانت متفقة مع احد العاملين عندها لافتعال خلاف معي وبالفعل حصل الخلاف وارسلت لها فويس اني لا اريد العمل معها، فقالت :” وانا احترم رغبتك”،و بعد اسبوع فريق عملها اخبرني انه لا يوجد كاميرات بمكتبها وانها من اوعزت للمستكتب ان يفتعل معي الخلاف لانها كانت غيرانه من مواضيعي، كما انها حاولت ان تسحب مني بعض اسرار الفنانين الذين كانت تدعي انها صديقتهم لكني كنت اتجاهل اسئلتها، والمفارقة انها اختلفت مع شاب صحفي يصغرها بسنوات عده امطرها بوابل من الشتائم في عقر مكتبها من دون ان تنبس بكلمة لانه كان على دراية بخزعبلاتها..
*تتحدثين عن الاعلامية نضال الاحمدية بكثير من الحب؟
-بيننا ” عشرة عمر وخبز وملح” ووالدتها رحمها الله كانت غالية على قلبي واحبها جداً ورحيلها آلمني، واخوتها “حبايب قلبي” طارق العزيز ، ودكتور طليع الجراح الماهر في التجميل، والمهندسة ضياء، والمهندسة جميلة وطبعا خالدة ” حبيبة قلبي الغالية”.. يعني اعرفهم من 30 سنة هل يُعقل ان اتغافل عن ذكرهم.
موقف محرج مع اعلامية بجهنم الحمرا
*هل حدث معك يوماً موقف محرج أومخيف؟
-اكيد مرة كنت في مصر وطلبت مني اعلامية لبنانية التعاون معها كانت حينها موجودة بمصر فاتفقت معها على البعض التفاصيل وانتهى الامر وما هي الا ساعات حتى اتصلت بي ودعتني للعشاء، حاولت الاعتذار لكنها اصرت واتت واخذتني الى مطعم فخم، ولاحظت انها تحتسي الشاي بكثرة ويصيبها الدوار فعلمت انها تشرب الخمر بكوب من الشاي، لم اهتم واذ بها تتصل بأشخاص وتدعوهم لموافاتها الى المكان، هنا اصريت على العودة وهي بدورها اصرت على ابقائي واحتد الكلام بيننا .. وعدت الى الاوتيل وانا ارتعد من الخوف واتصلت باشخاص لهم نفوذهم بمصر وببعض اقربائي فطمأنوني من انها بانت على حقيقتها بفعل المشروب وفي اليوم التالي تجاهلت الكلام معها.. وعندما عدت الى بيروت اتصلت بي وقالت لي بالحرف الواحد:” شوفي حبيبتي انا بحترمك وانت شاطرة وذكية والحياة عرض وطلب واعتبري انو ما طلبت منك شي ومنبلش صفحة جديدة مع بعض لانو اسمك كبير وبهمني” وكان ردي:” شوفي حبيبتي وانا بحترم صراحتك بس في متل شعبي بقول بعدو لحبكن وقربو لإكرهكن ، بعتذر ما بقدر اتعاون معك” وانتهى الامر وهي اليوم في جهنم الحمرا.
فنانة طيرت مواطنتها بالسحر واسرار الكبار كشف قاتل سوزان تميم
*نشرتِ في موقعك مواضيع اثارت جدلا كبيرا، منها ملف السحر والشعوذة!
-صحيح.نشرته على عدة حلقات بعد ان قمت بعدة لقاءات مع اشخاص تعرضوا للسحر واخرين يعملون به.. بالاضافة الى كتاب عاصروا شخصيات بارزة اعتمدت في حياتها على السحر.. كما ان هناك من يمثل دور الساحر او العرافة والتنبؤات تكون ملغومة ومسربة.. اما الطامة الكبرى ان معظم هؤلاء من الفئة العليا وسادة المجتمع ونجوم في عالم الفن والأضواء يعمدون إلى تغليف حياتهم بحالة مبهرة وهي في الحقيقة شعوذة وطلاسم سحرية..
*ما تقولينه خطير!
-لكنه حقيقي. هناك مطربة معروفة في الوطن العربي اعتزلت الغناء قبل عدة سنوات، بعد ان تحولت إلى ضحية عقب سيطرة المردة والجن عليها من قبل مشعوذ شهير، والفنانة اعترفت بنفسها كيف اعتزلت حياة الأضواء وكيف ان هذا المشعوذ تمكّن من تغيير حياتها بايعاز من مطربة شهيرة اخرى كانت حينها مغمورة وتنافسها على عرش النجومية، ولم تجد وسيلة لأزاحتها من الطريق الا بلجوئها الى السحر
*ماذا عن مقالتك عن مقتل سوزان تميم؟
-المقالة كانت شرحا لكتاب ” اسرار الكبار”الذي بَرَّأ رجل الاعمال هشام طلعت من مقتلها، الكتاب الخطير الذي كتبة مصطفى الشيخ، ونشر فيه أسماء الشخصيات المتورطة بقتلها ( وانا تحفظت عن نشرها واكتفيت بالاشارة من خلال الرموز اليها) الكاتب في الوقت عينه اشار إلى أن الأخير أراد الإنتقام منها بتوريطها بقضية مخدرات، لانها غررت به بعد ان نجح من تمكينها من دفع كل مستحقاتها المالية لزوجها السابق #عادل معتوق،حتى تتخلص من احتكاره الفني لها وتستأنف نشاطها من جديد، ويشير الكاتب من انه حسب الروايات التي إنتشرت قبل مقتلها اي سوزان، كانت قد بدأت تشعر ان هشام يمثل معوقاً لحريتها وكانت تريد أن تتنفس وتتخذ قراراتها بنفسها، فكان ان هربت منه إلى لندن، وهناك تقدمت والعزاوي ببلاغ ضد هشام للشرطة البريطانية كون العزاوي العراقي الأصل يحمل الجنسية الانكليزية، وقالا في بلاغهما ان هشام يتتبع حركات سوزان في العاصمة البريطانية!! ويشير الكاتب الى إن أفراد أسرة الراحلة نفوا حدوث مثل هذا الامر، وان البلاغ حُفظ لعدم وجود الادلة !!! ورغم ان الادلة لم تكن كافية، لكن يبدو ان هواجس سوزان من انها ستلقى حتفها كانت كبيرة، فكان ان سافرت الى دبي وعندما إستشعرت إنها ستموت لا محال كتبت وصيتها، وهنا تساءل الكاتب ” ترى على يد من كُتبت الوصية؟؟؟” والسؤال الذي طرحه الكاتب خطير ومهم لسبب ان لغة التدين كانت غالبة في مضمون الرسالة، كما طلبت من ورثتها ان يحجوا عنها ويسيروا على الصراط المستقيم، وان تتحول ملكية ما تملك الى والدتها وشقيقها فقط.
*من برأيك قتل سوزان اذن؟
-في الصفحة التي حملت رقم 79 يقول الكاتب ان #هشام_طلعت وفق أقوال مقربين من الأخير، انه كان يعرف مستثمرين بالقطاع العقاري وان بداية معرفته بالشخصية العربية الثرية كانت نقطة تحول بحياته، لأن طلعت تعاون مع مستثمرين أثرياء عرب من نفس بلد الثري المشهور، مما جعله -اي هشام – يقيم إستثمارات بالخليج ودولة عربية اخرى، فيدخل بخلافات مع الشخصية المشهورة
*هل التقيت بسوزان؟
-كانت جارتي بيت اهلها في منطقتي نفسها، لكنني لم التق بها الا في مجلة “نادين” حين كانت على خلاف مع المنتج عادل معتوق وبعدها هربت الى سوريا ومنها الى مصر
*اخبرتني ان في جعبتك الكثير من الاسرار والاعترافات بلسان المشاهير، هل يمكن ان تخرج الى العلن؟
-قلت لك قبل ان اقول كل شيء سأتحدث عن اغلاطي فكلنا عورات وللناس السن.. سأبدأ بنفسي وبعدها اقول كل شيء لا سيما الاعترافات التي اغلبها تحولت لقصص واقعية كتبتها.. (تبتسم وتقول) لدي ارشيف بمثابة “كارثة “اعرضه لمن يدفع بالفريش اكثر.. انا صريحة “ومش مضطرة من اليوم ورايح بروز ودافع واشفق على حدا”، لسبب ان كمية الغل والكره والاذى الذين تعرضت لهم جعلوني مباشرة وصريحة، اقول كلمتي وامشِ لأن ربنا رب قلوب وهو الذي خلقني بقلب لين جعلني ملطشة للتوافه، لكن هؤلاء السفهاء كسبوا شهرة الدنيا وخسرو آخرتها.. والرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال عن اصحاب القلوب اللينه ان النار تُحرم على كل قريب هين لين سهل.
“قمر” احلى مرحلة مهنية في حياتي و”الجرس” اعطتني الحرية لاكتب
*عملت في عدة مجلات قبل ان تصبحي صاحبة ” الموقع” حدثيني عن تلك التجارب؟
-كما أسلفت الذكر بالحلقة الاولى هو بعد تقديم استقالتي من ” نادين” عملت في اليوم التالي في مجلة “قمر” عشت اجمل خمس سنوات مع فريق العمل من الكبير لاصغر موظف، كانوا بمنتهى الذوق ويقدرون الكفاءات ولا يسمحون لاي نوع من الحرتقات ان تحصل، لا زلت اذكر بالخير الاستاذ بسام عبدلله واستاذ حسام عبدلله وداني وماغي وايفانا مارشليان وكوزيت، بعد اقفال “قمر” تسلمت ادارة التحرير في موقع” هلا ماغازين” ايضاً كانت مرحلة جميلة جداً لكنها لم تطل لانهم سافروا واقفلوا مجلتهم الالكترونية، فعدت للعزيزة الاعلامية نضال الاحمدية وكتبت لفترة ليست بالقصيرة بالجرس الورقية والالكترونية، وبعدها سافرت الى مصر حيث كان لي تكريماً هناك وعقب عودتي اتخذت قراراً وهو ان يكون لي موقعي الخاص وهكذا كان.
*كانت لك تجارب بصحف عربية؟
-صحيح كتبت ببدايتي الى جانب عملي في ” نادين” بالمجالس الكويتية وكنت سعيدة جداً بالتعاون مع استاذ علي سعد، ومن بعدها بسنوات عرض علي تسلم ادارة احدى المجلات التي اصدرت منها ثلاثة اعداد ثم تركتهم لان الجو لم يروق لي، واقفلت من بعدي المجلة.. العمل بالاعلام يعتمد على مزاج وراحة ونفسية الكاتب الصحفي الذي من المستحيل ان يكتب ويتعاون مع معقدين.
(يتبع)