حوار/ جهاد ايوب
يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه فينا، ونصر أن نصادق البشر فنعيش معهم وحولهم بأشواك الفرح وتعب الحضور، وإن توافقنا مع الفن، وهو عملة نادرة يزرعها الله في قلة يختارها منا نسعد للتعب الذي يشاركنا الضوء…وضيف حلقة اليوم من ” ملف أنا والزمن والفن” المخرج المسرحي والكاتب القطري أحمد المفتاح، في الشعر قصيدته تلامس الاحساس، وفي المسرح صاحب رؤية ومجتهد ودائماً يؤمن بنظرية ” من المسرح ينطلق التغيير”، مهذب، ومتواضع وصديق صدوق، ونجده معنا في كل المناسبات ولا يعرف الغدر..
المتربصون بنا في كل زاوية وزقاق ونسيح في كل ردهات المكان والزمان!
* أين أنت ؟
– أنا ها هنا .. ما بين يوم وآخر .. أمضي هناك حيث يكمن النور .. وأسيح في ردهات المكان والزمان .. بحثاً عما يبحث في نفسي الحياة .. وإن كان على سبيل التواجد والوجود .. حتي لا يغزونا التأكسد .. والجمود .. كما يرغب في ذلك البعض من المتربصين بنا في كل زاوية وزقاق ..
* أين مكانك في الساحة؟
– موجود ما بين حين وآخر طالما سنحت الفرص التي أصبحت نادرة وأصبحت الساحة لأناس معينين .. ووجوه بعينها .. وإن كانت مساحتها كبيرة .. إلا أنها لا تتسع إلا لهم .. ولمن يقدم لهم فروض الولاء والطاعة .. للأسف الشديد
* أين أعمالك المنافسة؟
– أعمالي موجودة وتقدم نفسها للجمهور المتذوق لما نقدمه .. ولكن المنافسة للأسف راح زمانها .. حتى وصلنا لمستوى من الاعمال يخلو من كل عناصر المنافسة المادية أو حتى المعنوية ..
* أين طلباتك الإعلامية؟
– موجودة على مكتب المسؤول منذ زمن .. ومنذ فترة لم تجد لها مكاناً على المكتب المسؤول الذي وضعها في درج المكتب حتى غزاها النسيان .. !
* أين أنت من الوسط الفني؟
– ما زلنا نناضل ونكافح في صراع متجدد مع عقليات طاردة لكل من يشك لمجرد الشك أنه ربما كان يعارضه .. او يختلف معه في وجهات النظر ..
* أين أنت من الصداقة والأخلاص؟
– الحمد لله أحب الأصدقاء، واتعاون معهم في كل عمل ومجال .. أما الإخلاص فهي عملية قلبية .. ولا أدعي أنني مخلص لكن نيتي في كل وقت صافية، وقلبي مفتوح مع الجميع ..
* أين أنت من أنت؟
– في عراك دائم ما بيني وبينها .. أتوغل في ضميرها بحثاً عن أنت التي ذهبت ولم تعد .. أنت التي تخذلني أحياناً و أهرب منها أحياناً أخرى .. أنت التي أنساها وتنساني هناك في تلك البلاد وأعور بدونها .. ثم أجدها عائدة تبحث عني .. ولا تجدني كما كنت .. !
وصلنا إلى مستوى من الأعمال يخلو من كل عناصر المنافسة ونعيش التهميش!
* هل أنت راض على وجودك الفني؟
– راض الى حد ما .. رغم بعض التهميش والاقصاء .. والنسيان ..
* هل أنت منسجم مع مشوارك الشخصي والفني؟
– الانسجام صفتي وسمتي دائماً .. ولكن لكل منا طاقة وقدرة تحمل .. اتمنى ألا أصل لمرحلة الغضب والصراخ .. والتمرد .. والعصيان …!
* هل أنت تعيد تجربتك لو بدأت من جديد؟
– أعيد التجارب الجميلة المليئة بالانجازات،
وأعيد غيرها تلك التي كانت فيها عناصر الفشل لتقويمها وتعديل مساراتها وبث روح النجاح والتميز فيها .
* هل أنت الأكذب في عالمك؟
– يا ليتني أستطيع عمل ذلك .. لوصلت لما وصل إليه غيري .. من محترفي الكذب!
* هل أنت تغدر الصديق ولا تهتم؟
– لو كنت ذلك الشخص لم أجد لي صديقاً ولا رفيقاً يسندني …!
* هل أنت حققت أحلامك؟
– الحلم الذي أحلم به لم يتحقق بعد …لذلك لا زلت أحلم…
* هل استطعت أن تكون علامة فارقة في حياتك وفي فنك؟
– هذا السؤال يوجه إلى الجمهور الذي أتشرف به وبرأيه بعد كل عمل أقوم به .
* هل أنت أنت؟
– أنا في كثير من الأحيان لست أنا، واتمنى أن أكون أنا أنا …!
الفرص نادرة والساحة لمن يقدم الطاعة ووجوه بعينها ولا تتسع إلا لهم!
* من تتمنى أن لا يكرر تجربتك؟
– أبنائي ..لا أحب أن يكرروا تعبي وقلقي وكل ما شاهدته من صعاب …!
* من ساعدك في الحياة وفي الفن؟
– سؤال يعيدك إلى الذاكرة الطفولة…كثر ساعدوني، وجميلهم علر رأسي وفي وجداني وقلبي.
* من ساعدت في الحياة وفي الفن؟
– ساعدت من قدم لي خدمة وساعدني .. وحتى الذي لم يساعدني ساعدته…ولن أبوح بأي إسم كما أنت ترغب!
* من صادقته وندمت على صداقته؟
– الكاذب المنافق .. والمتسلق، وما أكثرهم…نعم ندمت على صداقة هذه النمطية من الناس!
* من الشخص الذي تتمنى أن تكون هو؟
– بدون تردد أتمنى أن أكون الشيخ علي الطنطاوي .
* من الذي صفعك ولا تسامحه؟
– الذي كان يستغل طيبتي لمصالحه الشخصية!
* من أنت؟
– أنا أنا بكل وضوحي وصراحتي وقصيدتي وأعمالي…أنا أحمد المفتاح لا أحب الخصام، ولكن أحب وضوح الصورة!