الجمعة , نوفمبر 22 2024

90 ألف جنيه و7 سنوات سجن.. ثمناً لقبلة واحدة على شفتي كاميليا ومن هو العوضي الذي اختلس بسببها؟

متابعة/ حسانة سليم

دفع 10 سنوات من حياته داخل السجن، بعدما اختلس 90 ألف جنيه ذلك ثمنا لقبلة واحدة على شفتي كاميليا، وخرج من السجن ليس في جيبه مليما واحدا.. إنه صالح العوضي الذي قام أمامها بدور البطولة في فيلم “ولدي”..في عدد 9 مايو/ ايار 1956، وعلى الصفحتين 16 و17، نجد موضوعا كتبه جليل البنداري تحت عنوان:” هذه القبلة كلفتني 90 ألف جنيه وعشر سنوات في السجن”.الموضوع كان حوارا مع صالح العوضي بعد خروجه من السجن (قضى 7 سنوات) ويحكي فيه قصته من البداية للنهاية.

لقد كان موظفا في شركة تأمين، وقد اعتاد أن يذهب من حلوان للمعادي مع زملائه في العمل للتنزه، وفي الأول من مايو عام 1947 لمح كاميليا واقفة على رصيف المحطة، فقام بقطف ورودا وأهداها لها، تعبيرا عن إعجابه الشديد بها، لكن الفنانة – حسب قوله – لم تهتم، ونظرت له من فوق لتحت وأعطت باقة الورد لوصيفتها. هو ما جعله يشعر بالإهانة (خاصة وأن زملاء العمل شهدوا الموقف).. “وشعرت أن لي ثأرا معها يجب أخذه من هذه الفنانة الساحرة المغرورة”.ولأنه موظف صغير فإن الأزمات المالية كانت كثيرة، وتكررت خناقاته مع زوجته الإيطالية (!).بعد عدة أيام قادته قدماه إلى صديق قديم له يعمل في وزارة المعارف، وهناك حكى له عن ظروفه المادية وأزماته، وكان عند ذلك الصديق “الحل السحري”.يقول العوضي: “سألني صديقي: انت قلبك جامد؟ قلت له: حديد، فقام بفتح درج مكتبه وأخرج استمارة 9 ع ح (عموم حسابات) وقام بكتابة بعض البيانات، ثم طلب مني أن أذهب بها إلى وزارة المالية وعندما يتأكد من بياناتك المدونة في الاستمارة سوف يحيلك للخزانة التي ستعطيك 18 رزمة، كل رزمة ألف جنيه”.

عملية اختلاس واضحة!

لم يتردد العوضي وبالفعل ذهب وحصل على المبلغ وتقاسمه مع صديقه، وتكررت العملية أكثر من مرة. كان ذلك الصديق هو المسؤول عن استلام أذونات الصرف التي تأتي من وزارة المالية وسوف يقوم بحرقها وبذلك يتم إعدام الدليل الوحيد الذي يدين صالح (فهو في كل الأحوال ليس موظفا رسميا في وزارة المعارف)..وعندما جرت الأموال في يد العوضي كان أول شيء فعله هو استئجار شقتين في عمارة الإيموبيليا، حيث تسكن كاميليا: سكن في واحدة والأخرى اتخذها مكتب لشركة سينما قام بتأسيسها..بسرعة البرق انتشر في الأوساط الفنية خبر ظهور “المليونير” صالح العوضي، وتهافت الجميع لزيارة مكتبه (خاصة وأنه كان سخيا في عقوده مع الفنانين).. وبعد عدة أيام أرسل لها دعوة لزيارته في مكتبه، وعرض عليها سيناريو فيلم “ولدي”، وزادها مائة جنيه عن أجرها المعروف (كانت تتقاضى 500 جنيه في الفيلم)، وأهداها سيارة كاديلاك ثمنها 2000 جنيه.. ولم يكن أمر الفيلم يهم “المنتج المليونير” في شيء، بل كان كل همه هو “القبلة” التي سيتبادلها مع البطلة في آخر الفيلم، وقد استغرقت دقيقة كاملة..

ظل العوضي وصديقه يختلسان أموال وزارة المعارف دون أن يكشف أمرهما، مع أن وزارة المالية أرسلت 165 خطابا للمعارف لبحث الأمر، وقد بلغت المبالغ المختلسة ما يزيد عن ربع مليون جنيه (وكان ذلك الصديق يحرق كل تلك الخطابات).حتى حدث أن عرف أحد أقرباء ذلك الصديق بالأمر، فأخذ يطلب منه مالا (ابتزاز) ولما لم يحصل على ما أراده كتب مذكرة قدمها للدكتور أحمد حسين (رئيس جمعية الفلاح والوزير والسفير فيما بعد) الذي سارع وقدمها لديوان المحاسبات والجهات القضائية..

المفارقة – كما جاء في التقرير الذي كتبه جليل البنداري في آخر ساعة – أنه أُلقي القبض على العوضي وهو يؤدي “اللقطة” (القبلة) التي فعل كل ذلك من أجل أن يحصل عليها وكلفته 90 ألف جنيه وعشر سنوات في السجن امضى منها سبع سنوات ثم خرج وظهر في الوسط الفني للمرة الثانية.وانهالت عليهحفلات التكريم وسهرات الليل، واعتقد لفيف من الفنانين والفنانات أنه أخفى 50 ألف جنيه تحت البلاطة، وأنه سوف يعود للظهور في المجتمع، لكنه خرج من السجن ولم يكن في جيبه مليما واحدا.

شاهد أيضاً

حكاية خطوبة لم تكتمل بين يسرا وسمير صبري

استطاعت يسرا منذ بدايتها الفنية، أن تسرق قلوب الجمهور وتكون من أجمل وأشطر ممثلا جيلها، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *