الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ من الارشيف)
يُعتبر محمود عزب من أبرع المقلّدين في مصر لتمتّعه بإمكانيات مميزة في تقمّص الشخصية وتجسيدها، حتى تخال نفسك أمام الشخص المعني نفسه وليس المقلّد. وهو إلى جانب ذلك يُعدّ من النجوم الذين تعرّضوا للغبن وجرى التعتيم عليهم لأنّ تقليده كان لاذعا ويمسّ برجال النظام. معه كان هذا اللقاء الذي اجريته معه أبان الثورة في مصر وتنحي الرئيس مبارك ونشرته في مجلة ” قمر” واليوم أنشره في خانة الارشيف وفي أول الحوار قال:
-لقد ظُلمت جدا، علما أنني أتعب على المواضيع التي أطرحها، وأعمد إلى التجديد والتنويع في الأفكار والشخصيات. ففي العام 2008 قدّمت برنامجا اسمه “كوميك شو” قلدت فيه الداعية عمرو خالد، وذلك طبعا ضمن الاطار المسموح به، إضافة إلى المحامي مرتضى منصور الذي اعترض وثار، والكابتن ممدوح فرج، وغيرهم. بعدها، تمّت استضافتي في برنامج “البيت بيتك” وقلت إنّ باستطاعتي تقديم برنامج أقلد فيه الوزراء والنواب، وإذا بهم يتصلون بي من قناة الحياة ويطلبون مني تنفيذه، وقال لي أسامة الشيخ: يجب أن يقدَّم على تلفزيون مصري لأنّه يتناول الحكومة المصرية والوزراء وأعضاء مجلس الشعب وسوف يكون بمشاركة القناة. وبالفعل أسمينا البرنامج “حكومة شو” وبدأنا بتصميم شخصيات زكريا عزمي، أحمد نظيف، فاروق حسني أحمد عز، وطلبوا مني التركيز على الماكياج، لكني تعمّقت في المضمون ودخلت في السياسات، وهو أمر طبيعي يتبعه المقلدون، وصوّرنا معظم الحلقات، وفجأة توقف كل شيء”.
*تمّ ذلك في عهد حكومة أحمد نظيف الذي سبق أن انتقدته في أغنية عبر مسرحية “يمامة بيضا”؟
-بالفعل، وهي للشاعر جمال بخيت ومن بطولتي إلى جانب علي الحجار. يومها غنّيت “نظيف نظيف لطيف لطيف” وكان ذلك عام 2006، وإذا بالرقابة ترسل في طلبي وتتمنّى علي أن أزيل الشنب الأبيض الذي يتميز به نظيف. كما تعمّدت أن أكون في المسرحية طويل القامة فاستعنت بساقين خشبيين، وعلى الرغم من ذلك، ظلّ الجمهور يدرك أنّ أحمد نظيف هو المقصود بأغنيتيّ “البلاعة” و”نظيف نظيف”. وبالعودة إلى برنامجي “حكومة شو” انتقدت أمورا شديدة الحساسية، مثل مشاهدة أحمد نظيف مباراة في كرة القدم بين أنغولا ومصر أثناء غرق العبّارة التي كانت تنقل الشباب المهاجر، وقد نُشر هذا الأمر على صفحات الانترنت. أيضا، انتقدت وزير التربية والتعليم أحمد عز وبيعه الحديد بسعر باهظ، وصفوت الشريف وحرق مجلس الشورى، وزكريا عزمي الذي يصدر القرارات، ووزير الداخلية حبيب العادلي الذي كنت أعتقد أنه كان بإمكانه أن يؤذيني. وبالتالي، أردت من الوزراء أن يبرهنوا أنّهم مع الحرية، ولاحقا علمت أنّ رئيس التلفزيون والاذاعة سامي الشريف كان معارضا، والحمدلله أنه استقال و”أراحنا منه”. لكنني لا أنكر أنّ أسامة الشيخ المتّهم اليوم بالفساد المالي في ماسبيرو كان يشجّع على عرض هذا البرنامج، وعندما حصلت الثورة التقيت باللواء في القوات المسلحة طارق المهدي وطلب مني أن أضغط على الاعلام حتى يعرض العمل. وهكذا، بدأت أتحرّك إعلاميا وعلمت أنه سوف يُعرض قبل شهرين ثمّ قبل شهر إلى أن تأجّل. “طب ليه؟”، السبب أنّ رئيسة القنوات المتخصصة هالة حشيش اعترضت على بثّه في رمضان لأنها إنسانة جاهلة، مع العلم أنني كنت بعد برنامج “حكومة شو” كنت أنوي أن أقدم برنامجا آخرا هو “اضحكوا يا ثورة” على وقع أغنية “ارحل ارحل” حيث كنت سأجسد في هذا العمل أربعين شخصية بدءا من حسني مبارك وعمر سليمان، والفنانين المعارضين والمؤيدين للنظام مثل تامر حسني وهو يبكي، وطلعت زكريا وهو “يتفزلك”، وسماح أنور “الجاهلة” وغادة عبد الرازق التي نادت الرئيس المخلوع بـ”بابا” وهو “مش كده خالص لان الاب لا يقتل أولاده”، فهل تغافلت عن موقعة الجمل؟ إذن هو “باباها” وحدها لأنه يسرق تموين الشعب ويوزع الاموال على ستة من أعوانه ويصدّر الغاز لاس>رائيل. هل نسيت أنّ مصر أصبحت في حالة يرثى لها من الفقر والجهل بسبب سوء التعليم؟ أيُعقل أن تنال وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي الشهادة الابتدائية فقط لأنها مقرّبة من سوزان مبارك وتتولى مثل هذا المنصب؟ هل تجاهلوا نجيب محفوظ وأحمد زويل حاملي نوبل؟!أنا في صدد تقديم أعمال أطال فيها شخصيتيّ القذافي وعبدالله صالح وغيرهم، باستثناء الشخصيات اللبنانية ففي لبنان “ما شاء الله يوجد بارعون في هذا المجال وترفع لهم القبعة”.
