كتب/ زاهي حميّد
موسم تلو الآخر وسنة بعد سنة تستمرّ خطوات الإعلامية داليا كريم ثابتة في طريق العطاء والعمل الإنساني لتثبت أن كل إنسان من موقعه يمكنه أن يكون صاحب دور فعّال في المساهمة قدر المستطاع إجتماعياً وإنسانياً. هذا ما بدأت به داليا وما تستمرّ عليه بعد سنوات عديدة من تقديم برنامجها “داليا والتجديد”..
هذا البرنامج الذي كان بمثابة باب الفرج للكثير من الحالات التي عانت الأمرّين من فقر ومرض وعوز.. السيدة إليانا ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة في مسيرة برنامج “داليا والتجديد”؛ وهي الأم لثلاثة أولاد والتي أضناها الوضع الإقتصادي المرير وجعلها غير قادرة على تحسين مستوى معيشتها وتأمين الأساسيات لأولادها مما جعلها بحالة نفسية سيئة بعد أن فقدت الأمل، فغرفة النوم عبارة عن فراش تحته أحجار لعدم توفر الأسرة، وشتاءً تصبح الغرف كالبحيرة بسبب التشققات الموجودة في الأسقف وعدم جهوزية المنزل…. كل هذا جعل من داليا وفريقها بأتم الجهوزية للتصرف..
وفعلاً بدأت ورشة العمل حيث تم دعم الأسقف بعوازل وتجهيز مطبخ كامل في المنزل وشراء فرشات وأسرة وترميم ما هو بحاحة ودهن المنزل بالكامل، كما تم تقديم الملابس الجديدة للأم والأولاد…كل هذا لم يستغرق سوى أسبوع عادت بعده إليانا وعائلتها إلى منزلهم الذي أصبح بحلة جديدة ولائق لعيش العائلة ولاستقبال الضيوف؛ وهو الأمر الذي كان يشكل عائقا بالنسبة لإليانا التي كانت تمتنع عن استقبال الزوار في منزلها والان بعد ترميمه تقول أنها سعيدة كونها ستستطيع استقبال أصدقائها بعد أن كانت تخجل سابقاً أن تدعوهم إلى منزلها…
إضافة إلى تحسين المنزل أرادت داليا كريم ان تقدّم شيئاً خاصاً لإليانا بهدف إسعادها أكثر ودعمها نفسياً؛ فاصطحبتها الى عيادة الدكتور أسامة عياد وخضعت لبعض اللمسات التجميلية إضافة إلى تنظيف البشرة والإهتمام بالوجه والشعر واتباع نظام غذائي معين، كل هذا، بالإضافة إلى حلّة المنزل الجديدة جعل من إليانا تشعر وكأنها إنسانة جديدة وسعيدة بكل التحسينات التي طرأت عليها وعلى حياة أولادها خصوصاً بعد الفرحة التي رأتها في أعينهم..
لم نتفاجأ بالخطوات الكثيرة والمساعدة التي قدمتها داليا بالنسبة لإليانا وعائلتها؛ فمرات كثيرة وعبر سنوات عديدة واكبنا الأعمال التي قامت بها داليا مع عائلات كثيرة ومنهم مشاهير وممثلين عملت على تحسين أوضاعهم مع فريق عملها، والجميل في داليا أنها تعمل أحياناً كثيرة بيدها وتنزل إلى الورش مع العمال لتشرف على كافة التفاصيل بنفسها مرتدية أبسط الثياب وشعارها دائما “فسحة الأمل” التي تعطيها لكل من استطاعت مساعدته وهي لديها نقطة ضعف على الأطفال الضعفاء حيث نراها تهتم بهم وتحتضنهم وتقبلهم كما تحاول التخفيف على كل من قست عليه الحياة…
في وقت كثر الظلام وعمّ الفقر والظلم على من لا يمتلك القوة مازلنا نتفاءل بوجود من هم مثل داليا، سائرين دائماً على درب الخير والعطاء ويعملون بجهد لمساعدة من هو بحاجة ونتمنى الإستمرارية لداليا والتجديد لمساعدة الكم الأكبر ممن قست عليهم الحياة ولم يجدوا من يطبطب عليهم سوى داليا.