متابعة/ حسانة سليم
في مثل هذا الاسبوع عام 2019 الفنان الكبير فاروق الفيشاوي بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يناهز الـ 67 عاما.. وترك الفيشاوي ميراثا كبيرا للفن المصري، بمشاركته في نحو 148 فيلما سينمائيا و71 مسلسلا و14 مسرحية.. والمفارقة ان الفيشاوي رحل عن عالمنا من دون ان يحقق حلمه بتجسيد شخصية المطران كابوتشي التي كان يُحضر لها..
من هو كابوتشي؟
وكان كابوتشي، المطران لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965 وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وعمل سراً على دعم المقاومة..وبدأت فكرة تقديم فيلما عن حياة المطران كابوتشي في نهاية أوائل الثمانينات ،خلال الزيارة التي قام بها إلى مصر بعد 4 سنوات قضاها معتقلا بالسجون الإسرائيلية،وكان أول من عرض عليه المشروع هو مخرج الأفلام التسجيلية حسام علي،وعقد معه جلسة استمرت أربعة ساعات قام أثناءها بتسجيل قصة كفاحه البطولية ودعمه للمقاومة الفلسطينية..وبدأ حلم تقديم الفيلم، وتجسيد شخصية المطران، يداعب خيال الفنان الراحل، عام 2005، خلال تواجد المخرج العالمي مصطفى العقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ عادت مفاوضات حول إنتاج العمل بالتعاون مع المنتج ممدوح الليثي وجهاز السينما.. بعد رحيل العقاد وممدوح الليثي ومحسن زايد، تمسك النجم فاروق الفيشاوي أماله في تقديم الفيلم، وعقد عدة جلسات مع المخرج عمر عبد العزيز لإحياء المشروع،وحاول مع جهات مصرية وعربية المشاركة في تمويله،لكن مع ارتفاع الميزانية والحاجة إلى تصويره في أكثر من بلد، وقفت دون خروج العمل للنور.. والمفارقة هنا أن الفنان الراحل الذي رحل قبل تحقيق حلمه في تقديم فيلم “المطران كابوتشي” تأكيدا على دعمه للقضية الفلسطينية،كان قد حقق حرص عام 2010 على المشاركة في مسلسل “أنا القدس”،الذي يرصد مأساة الشعب الفلسطيني في القدس..
رفض الكيماوي
وقاوم الفيشاوي السرطان بكل قوته منذ إعلانه عنه، عبر منصة مهرجان الإسكندرية السينمائي، وكان يظهر دائمًا بكل رضا وتحدٍ لهذا المرض..وخلال آخر حوار أجراه كشف خلاله عن سبب عدم تلقيه العلاج الكيميائي، مؤكدًا أنه خضع لعلاج حديث وقال: ” هو علاج جديد تماما ظهر سنة 2017 وبقى موجود في العالم كله ، واخترعوه اتنين دكاترة واحد ياباني و واحد أمريكاني والاتنين حصلوا جايزة نوبل 2018 .. هو مش متعب على الإطلاق”..وكشف عن استيائه الشديد من البرامج والمذيعين، الذين يظهروا مصابي السرطان في غاية المرض والضعف، وقال: “أنا ضد أنهم يطلعوا الأطفال المرضى بالسرطان بهذا الشكل القميء، قاتل الله هذه البرامج، قاتل الله هؤلاء المذعيين، اللي معندهمش قلب ولا نخوة ولا إنسانية، ممكن يجيبوا الأطفال الأصحاء اللي اتعالجوا، مش عشان أتعاطف معاك أو مع المريض، إنك تجيبهولي بالشكل ده، لا ده إنت تجيبوا بعد ما خف وتعافى تمامَا، عشان تديني أمل، دي من ضمن الأشياء اللي خلتني أعلن إن أنا مريض بالسرطان عشان عايز الحاجات دي تختفي تماما عشان بيتاجروا بآلام الناس ومرضهم عشان يلموا شوية فلوس”.
وتوفى الفنان الكبير فاروق الفيشاوي يوم 25 يوليو/ تموز عام 2019 ،عقب دخوله غيبوبة كبدية