الموقع – مجلة الكترونية فنية شاملة elmaw2a3
كتب/ محمد زكي (القاهرة)
صرحت السندريللا سعاد حسنى فى مذكراتها من انها التقت بنزار قباني واخبرته بعلاقتي بعبد الحليم، وكيف ان صفوت الشريف يبتزها ويتعرض لها،و قرر نزار ان يكتب قصيدة تضم حكاية قصة حبها الخالدة مع حليم بعدما انفعل اي نزار وتجاوب مع احداثها وتطوراتها..كتب الكلمات.. وعرضها على حليم ، فأنبهر بها العندليب الاسمر ..وطلب من نزار تغيير بيت واحد بها الذي كان سيفتح عليه النار هو وسعاد ..وهو البيت الذي يقول “فحبيبة قلبك ياولدي ..نائمة في قصر مرصود ..والقصر كبر ياولدي ..وكلاب تحرسه وجنود”..فخاف حليم من جملة وكلاب تحرسه وجنود .. فقد كان هذا البيت يوحي بالخطر الذي سوف يتعرضان له من النظام السياسي وتحديداً من صفوت الشريف الذي كان يبتز السندريللا وقتها، ولايعلمان ماذا يمكن أن يلحق بهما بسبب هذا البيت من الشعر.
وظلت كلمات هذه القصيدة عند الملحن المبدع محمد الموجي لمدة عامين حتي شاءت الاقدار وتحولت إلى لحن رائع وغناها حليم في عيد الربيع عام 1976 اي قبل وفاته بعام واحد ..وهي الاغنية والقصيدة التي بسببها منع نزار قباني من دخول مصر لفترة طويلة ..لان الاجهزة الامنية اعتبرت هذه القصيدة تحديا سافرا لها.. لم تكن كلماتها علي هوى ومزاج النظام والاجهزة الامنية انذاك وخصوصاً صفوت الشريف ..حاولت هذه الاجهزه اجهاض وإفشال الاغنية بشتي الطرق ولم تفلح ..ارسلوا بلطجية ..دفعوا لها اجورا خيالية لافشالها يوم ان غناها حليم ..فقد اعتلوا المسرح للتشويش والفشل ..ولكن تمت الاغنية ولاقت نجاحا منقطع النظير.. وتتابع سعاد حسني من ان حليم لم يمكث طويلا ..فقد تطورت حالته الصحية ..ودخل على اثرها مستشفى كنجر كولدج بلندن وقبل دخوله الى غرفة العمليات للمرة الاخيرة ..كتب بخط يده جزءا صغيرا من قارئة الفنجان في ورقة وجدوها ضمن متعلقاته وهي “برغم الجو الماطر والاعصار . الحب سيبقى ياولدي احلى الاقدار”. .وكأنه يعلن لسعاد قبل ان يموت انه مات وهو يعشقها ..وانها كانت المرأة الوحيدة في حياته ..واوصى حليم نزار انه لو مات لابد ان يكتب قصتهما معا عندما يسجل نزار مذكراته ..وطمأن نزار حليم وهو على فراش الموت ووعده بانه سيعيش ليكتب بنفسه قصة حب وعشق سعاد و حليم” ..(وتضيف سعاد ) :”لقد اخلف نزار وعده لحليم مرتين الاولى عندما وعده انه سيعيش والثانية عندما مات ولم يسجل مذكراته ..وكان قدري ان احكي انا قصتنا …فأنا ..قارئة الفنجان “.
