كتب/ حسن نشار
ولد في بيروت في ٢٧ ديسمبر – كانون الأول ١٩٣٩ .. توفي في ٣ أيار – مايو ٢٠٢٣ عن ٨٤ عاماً ..لم يكن يعلم أن حادث السير الذي تعرض له وإصابته بكسر في يده سيشكل انطلاقته الحقيقية في عالم الفن وبالتحديد في اروقة الإذاعة الكويتية عام ١٩٦٠ حينها دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام وكان في العشرين من عمره .. فجمعته الصدفة يومها بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود مع زميل له يدعى مرسي الحريري .. وهو ملحن مصري كفيف ..في منتصف عام ١٩٦٢ وصلت إلى الكويت فرقة “الأنوار” اللبنانية ضمن جولة فنية كانت تقوم بها .. وكانت تتألف من عدة مطربين لبنانيين بينهم وديع الصافي وسعاد الهاشم وزكي ناصيف وتوفيق الباشا ..بعدها أصبح إيلي عضواً في فرقة كورال تضمه إلى شمعة ونقولا الديك ..
عام ١٩٦٣ عَلِمَ شويري ان هناك تحضيرات تجري في الكواليس لإحياء مهرجان بعلبك بإشراف الموسيقي روميو لحود .. فقصده في مكتبه ومن هناك اصطحبه لحود معه في نزهة بسيارته إلى الاشرفية مركز سكن شويري واعداً اياه بإعطائه دوراً صغيراً في مسرحية “الشلال” .. في تلك الاثناء كان الأخوان عاصي ومنصور الرحباني يبحثان عن وجوه فنية جديدة .. فأعجبا بأداء إيلي على المسرح .. وهكذا بدأ رحلته مع الفن الأصيل معتبراً ان هذه الفرصة خولته التعرف موهبته. فشارك مع الرحابنة ووصفه الإعلامي الراحل سعيد فريحة مؤسس دار الصياد بأنه ايقونة في معبر الرحابنة ..
عام ١٩٦٦ تزوج إيلي شويري من عايدة ابي عاد ورزق منها ثلاث بنات .. نيكول وكارول وسيلينا .. واثر خلاف مع الرحابنة انفصل شويري عنهم ولجأ إلى وسيلة مسموعة ليخرج ما في اعماقه من مشاعر واحاسيس ساورته بعد اندلاع الحرب عام ١٩٧٥ وقدم بالتعاون مع الصحافي الراحل سامي غميقة برنامج “يا الله” .. وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحاً عبر اثير اذاعة “صوت لبنان” ..
وذاع صيته وأرسلت الحكومة السورية في طلبه واخذ يحيي حفلة تلو الأخرى فتحسنت حالته المادية بعدما كان يعاني من وضع معيشي متردٍ ..وكان إيلي شويري اوجد شهرة أكثر من فنان .. وبينهم داليدا رحمة فكتب لها مسرحية “قاووش الافراح” وغنت له “يا بلح زغلولي” التي صارت على كل شفة ولسان ..وكذلك غنت له ماجدة الرومي “سقط القناع .. مين النا غيرك .. ما زال العمر حرامي” ..منذ بداياته الفنية ترجم شويري عشقه لبلده بالأناشيد التي صارت على كل لسان أبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي ١٩٧٥ و ١٩٩٠ ومنها “بكتب اسمك يا بلادي” التي ألفها ولحنها عام ١٩٧٣ وغناها أول مرة المطرب اللبناني “جوزيف عازار” ومن ثم ترددت على لسان العديد من الفنانين العرب ومنهم الممثل السوري دريد لحام ..
من أعماله البارزة نذكر أغنيتا “صف العسكر .. يا أهل الأرض” بصوته وأغنية “تعلا وتتعمر يا دار” التي غنتها صباح و”أيام اللولو” بصوت صباح وسميرة توفيق وغيرها الكثير من الأغاني ..هذا وشارك شويري مع الأخوين رحباني في أكثر من ٢٥ عملاً حيث أسندا إليه دور “فضلو” في مسرحية “بياع الخواتم” عام ١٩٦٤ وفي الشريط السينمائي الذي وقعه يوسف شاهين في العام التالي ..
وتوالت الأعمال فعمل في كل المسرحيات التي وقعها الرحابنة وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية من “دواليب الهوا” مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها .. “أيام فخر الدين .. هالة والملك .. الشخص .. ناطورة المفاتيح .. صح النوم .. ميس الريم” ..وقف إلى جانب صباح على الخشبة في مسرحية “ست الكل .. حلوة كتير” ..كتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل “زرعنا تلالك يا بلادي .. بلدي .. أنت وأنا يا ليل .. من يوم من يومين .. يا بحر يا دوار” .. وغيرها الكثير الكثير ..جال العالم بأعماله ونجاحاته وموهبته وحصد الكثير الكثير من شهادات التقدير والجوائز والتكريمات والأوسمة خلال مشواره الفني .. نذكر منها وسام الأرز الوطني من رتبة “كومندر” الذي منحه إياه الرئيس “ميشال عون” ..شارك في مسلسل “من يوم ليوم” ..من أغانيه نذكر .. و”حده الزمن .. رقصت الحلوين على عودي .. يا ناس حبوا الناس .. زمن الطرشان .. معتر يا بلدنا .. صف العسكر .. سامع صوتك يا بلادي .. بيلبقلك شو ما عملتي .. وصلوا الحلوين .. التفتي .. عزابي .. يا جارتنا” .. وغيرها الكثير الكثير ..أسرة elmaw2a3.net تتقدم من أسرة الراحل الكبير “إيلي شويري” بأصدق التعازي .. برحيله خسر لبنان والشرق فناناً لن يعوّض أثرى المكتبات الموسيقية والفنية اللبنانية والعربية بأهم الأعمال .