ظل هذا الميول يكبر بداخله ويترسخ بنفسه على مر السنين ، إلى أن توصل إلى خطوة الذهاب لدراسة الطب بالخارج ، في دولة تكون فيها دراسة هذه المادة متقدمة . وكان أهم شرط في اختيار بلد الدراسة هو إمكانية اندماجه في المجتمع بسهولة .. ويقول عن بداية دراسته للطب:” بالرغم من أن العديد من اللبنانيين والسوريين يفضلون بلداناً أخرى ، الا اني اخترت اسبانيا لأننا نحن العرب نحس بقرب هذا البلد إلى قلوبنا ، خصوصاً فيما يتعلق بأوجه الشبه الاجتماعية وعلى مستوى العلاقات ولأنه كان لي صديقاً يعيش في غرناطة . كنت قد درست اللغتين الألمانية والإنكليزية ، وكانت تلك فرصة لكي أتعلم لغة جديدة . وبالفعل حصلت على منحة لدراسة الطب في ألمانيا ، إلا أنه نظراً لحرب الستة أيام في 1967 انقطعت العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد . وعلى إثر ذلك بدأت فكرة ذهابي إلى اسبانيا تتأكد شيئاً فشيئاً . كان هدفي هو دراسة مادة الطب والعودة لبلدي فيما بعد لممارسة هذه المهنة هناك . قدمت إلى برشلونة على متن سفينة تركية عام 1970 ، وكانت الكلمة الوحيدة التي أعرفها هي كلمة الطب . كان علي أن أجتاز عقبتين تتمثلان في اللغتين الإسبانية والكتلانية”..
(ويتابع):”تمكنت خلال أشهر قلائل من اكتساب مستوى لا بأس به في اللغة الإسبانية ومكنني ذلك من اجتياز مباراة اللغة للدخول إلى الجامعة ، وكنت واحداً من خمسة وعشرين مرشحاً اختيروا لدراسة الطب في كلية الطب التابعة لجامعة برشلونة . تمكنت بفضل رغبتي في الدراسة وكسب العلم وقدرتي على الاستيعاب من الحصول على شهادة الليسانس في الطب والجراحة عام 1977 . وبعد ذلك تسجلت في مستشفى بيلفيتجي لدراسة التخصص . وكان أستاذي هو الدكتور نارسيس سيراياك ميلا ، رئيس مصلحة الأمراض البولية . ثم قررت أن أصبح أخصائياً في الأمراض البولية ، وهو تخصص متكامل يشمل الطب الداخلي والجراحة .”
في برشلونة تمكن من ممارسة مهنة الطب وتخصص في أحد فروعه الأكثر حيوية ، ويتعلق الأمر بأمراض الجهاز البولي وأمراض الجهاز التناسلي الذكري والأمراض الجنسية ، ويعلق: ” عندما كنت مقيماً بمستشفى بيلفيتجي ، تعرفت على الدكتور فرانثيسكو بيدوص كازالس الذي يعتبر أستاذاً في هذا التخصص . كان بالنسبة لي مرجعاً بحكم طريقته في العمل وإجراء العمليات وعلاج المرضى . كنت أشغل آنذاك في عيادة صاباديل ، حيث عمقت معارفي في التقنيات الجراحية . وبعد ذلك ذهبت لأشتغل كطبيب عام في مدينة الروبي . كانت تلك سنوات عصيبة لأني كنت مرغماً على العمل الشاق لإعالة أسرتي . وبعد هذه الفترة تمكنت من الحصول على منصب أخصائي في أمراض الجهاز البولي بأحدى المستوصفات ، ثم فتحت عيادة خاصة .”..
مارس الجراحة في عيادة لاكريو في مدينة صاباديل وفي عيادة تريس طوريس في بربشلونة ، جنباً إلى جنب مع الدكتور رامون سيراطي ، رئيس قسم أمراض الجهاز البولي . وهو الآن يمارس الجراحة في عيادة برشلونة ومستشفى برشلونة.. وتمكن الدكتور محمد وفيق الوتار من مد جذوره في كتلونيا وممكن من تحقيق حلمه المتمثل في أن يصبح طبيباً عالمياً. ومع ذلك لم ينس أصله ولا عائلته أو أصدقائه في دمشق ولبنان ، إذ يزورهم من حين لآخر، كما انه يحرص في كل حواراته واطلالاته الاعلامية ان يشكر ويتوجه بالتحيه للاهل والاصدقاء اذ يقول دائماً:” توجه دوماً بخالص شكري وامتناني واحترامي إلى والديّ المرحومين، وإلى عائلتي، وأيضاً إلى أساتذتي البروفسور نارسيس سيرالبيه ميلا والدكتور بيدوس، والبروفسور جاك فاسمان والدكتور رونالد براج ، وإلى الذين تعاونوا معي الدكتور دينيس منتيس والدكتور نورمان سوهن والدكتور جورج كرم والدكتور شيير والدكتور نرسيس كردونر والدكتور بيلالتا والدكتور انريك بيفري والدكتور فيرناندث والدكتور جييمون والدكتور فونتسار خيل والدكتور رويث كاستانيه والدكتور انريك تاراغو والدكتور رامون سيراتي والدكتور رويث مارثيلان. وإلى المساعدين السيد باردو والسيد باكو ريوخو والآنسة استير، والسيد فارس ش لبي، وعائلة مالدونادو وعائلة إيبانيث”..
دكتور وفيق الوتار من أشهر أطباء معالجة العقم وسرطان البروستات على مُستوى العالم، وكان سبباً في جعل الكثير من الرجال يرزقون بأطفال من دون اللجؤ الى حقن مجهري او عمليات التلقيح، وذلك من خلال ادويته التي اخترعها والتي تحمل علامات مسجلة بوزارات الصحة العالمية بأسمه..وانتشر نجاح مفعول تلك الادوية في شتى دول أوروبا،ويؤكد الدكتور الوتار من ان شعاره بالحياة ” الطب للجميع” ومن هنا فهو كإنسان أولا وكطبيب ثانيا يرفض إغلاق باباً للأمل لعلاج الفقراء، و يعتبر نفسه طاقة نور لتخفيف أوجاع وآلام كل من يقصده ويعتبر هذا الامر من أعظم المكاسب.