كتبت/ ابتسام غنيم(بيروت)
مشهد وداع حنان(رندى كعدي) لرفيق عمرها وزوجها عبدلله(احمد الزين)، بحلقة الامس من مسلسل ” للموت3″ كان من انضج المشاهد على الاطلاق.. فالكبير احمد الزين الذي جسد دور الرجل المصاب بالزهايمر ودائم السؤال عن امه، وتارة يُؤكد عن اعلان دولة لبنان الكبير، كان مُتقناً للشخصية الى ابعد الحدود ولم تفلت مفرداتها منه..
اما حنان التي فُجعت بأصابته بالذبحة القلبية كانت ردة فعلها مُبهرة بتجسيد معاني الخوف على زوجها وهي تقول له خلال نقله بالاسعاف الى المستشفى:” عبدلله ما تتركني.. انا امك واختك وحبيبتك ورفيقتك من 30 سنة.. انا حنان”.. جسدت القديرة رندى كعدي مشهداً خطيراً وصعباً يتطلب تركيزاً واحساساً عميقاً وعفوياً في آن، وبعيداً عن الصراخ او الاداء الحنجوري.. وفي مشهد المستشفى عندما يستفيق عبدلله ليسأل عن امه، تُقبل يده حنان ودموعها تنهمر، وفجأة يلفظ انفاسه وهو يقول ” حنان”.. صعقت الاخيرة وانهارت وبكت وقبلت يديه وودعته بكلمات تدمي القلب..
بأختصار سرقت رندى الكاميرا من دون تصنع ولا عويل ولا مبالغات ولا ” اوفرت بالانفعالات”، وكالعادة قدمت شخصية المرأة التي تبكي وترثي رفيق عُمرها بأداء كله بساطة وتواضعاً وخبرة في التمثيل الحقيقي.. وفي مشهد وداعه في المقبرة، كانت تمثل بنظراتها المنكسرة على عُمر غادرها بلحظة،كل ما فيها نطق من دون ان تقول كلمة، نظراتها، حركة يدها، جسدها الذي يرتجف من الحزن، الغصة التي بانت من اعماق قلبها وانعكست على تعابير وجهها، دموعها المحبوسة مع النفس، رندى كعدي مع كل لقطة تثبت انها ممثلة متمكنة تعرف كل شاردة وواردة بعالمها وخصوصية دورها، ماهرة بتقمص كل الحالات.. ما دام يوجد رندى كعدي في الدراما اللبنانية قهذا يُيشر انها اي الدراما بخير، رندى كعدي ممثلة تتقن حرفتها التي تنقص الكثيرات اللواتي يتصدرن الترند المُفبرك.