الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

بالصور.. المخرج غاري غاربتيان ونجوم ” كلنا فدائيون” حرقهم الموساد كيف وأين؟

تحقيق/ ابتسام غنيم

في أواخر الستينات وبعيد نكسة 67 تصاعد العمل الفدائي وتحولت بيروت في ظل الحضور الفلسطيني المسلح فيها ووجود شريحة واسعة من اللبنانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية خاصة في الأوساط القومية واليسارية، تحولت إلى مركز ثقافي وفكري داعم للكفاح المسلح، وشكلت السينما جانباً هاماً من هذه الحالة، فظهر عدد من الأفلام التي تمجد بطولات الفدائيين الفلسطينيين مثل “الفلسطيني الثائر” و”الطريق
إلى القدس” و “أجراس العودة” وغيرها من الأفلام ..
المخرج غاري غاربتيان
ومن تلك الأفلام فيلم “كلنا فدائيون” الذي انتج عام 1968 وله قصة مؤلمة فخلال تصوير المشهد الأخير من الفيلم ليلة السبت – الأحد  الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 1968 في استريو “البورغاتوار” بمنطقة الحازمية ببيروت..
جنازة المخرج
وكان مشهد تفجير يقوم به فدائي فلسطيني انتقاماً لرفاقه الذين قتلتهم قوات الاحتلال، وكان من المفترض أن المكان الذي يتم تفجيره هو بار في تل أبيب يدعى “بار استير”، أمر المخرج غاري غاربتيان بتفجير المفرقعات المزيفة وبدء التصوير، لكن الانفجار الذي وقع كان حقيقياً!!
اللوكيشن تحول الى حطام
الاستديو بعد الانفجار
وكما تبين لاحقاً فقد قام أحدهم باستبدال المتفجرات المزيفة بأخرى حقيقية، أدت لتدمير موقع التصوير واستشهاد عشرين شخصاً من بينهم المنتج الكبير أدمون نحاس (أحد مؤسسي استديو نحاس الشهير في مصر)، مخرج العمل غاري غاربيتيان، الممثل الشاب سامي عطار، الممثلة الشابة منى سليم، المصور سركيس غوغونيان، صاحب الاستريو جورج غصن وابنة أخته كوليت ناصيف عبد الساتر (16 عاماً)..
بطلة الفيلم احترقت
وفاة بطل الفيلم
بعيد الحادث أجرى الأمن العام اللبناني تحقيقاته والتي رافقتها تسريبات إعلامية عديدة نشرتها الصحافة اللبنانية وقتها وأشار بعضها إلى احتمال تورط بعض الإيطاليين الذي كانوا مساهمين في إنتاج الفيلم والذين بينت التحقيقات أنهم كانوا ينوون بيع نسخة منه إلى إسرائيل..
مشهد عقب التفجير
جثث الابطال
كما روت التسريبات أن انفجاراً آخر كان قد وقع سابقاً خلال تصوير الفيلم لكن الممثلين نجوا منه بأعجوبة، في النهاية لم تكشف تحقيقات الأمن العام حقيقة ما حدث في استريو “البورغاتوار” ومع مرور السنين طوى النسيان الملف مثل كثير من االحوادث الأمنية التي شهدها لبنان وظلت ملابساتها غامضة حتى يومنا هذا.
فريق العمل قبل قتلهم
في عددها رقم 664 الصادر يوم 14 أكتوبر تشرين الأول 1968 نقلت مجلة “الشبكة” اللبنانية عن الفنانة الشابة منى سليم التي كانت ما تزال تصارع الموت على فراشها في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت وقد تشوه جسدها الذي تحول إلى كتلة من الجروح والحروق، تساؤلها بكل مرارة : “هل أصبحنا كلنا فدائيين !”.
الممثلون صاروا جثثاً
ماذا كتبت الصحف حينها؟
أما المخرج غاري غربيتيان وهو أرمني الأصل عراقي المولد، ولد في بغداد عام 1935 ودرس الإخراج في الولايات المتحدة، وعمل مخرجاً في تلفزيون لبنان منذ تأسيسه عام 1959، فقد أشارت التحقيقات إلى أنه كان قادراً على النجاة بنفسه من الحريق، إلا أنه أبى أن يغادر الاستريو إلا بعد أن يساعد كل رفاقه المصابين، فكانت النتيجة أن مات اختناقاً..
وقد كان غاري يحضر قبل وفاته لفيلم آخر عن العمل الفدائي يحمل عنوان “ياشا مصطفى”، وياشا كلمة أرمنية معانا عاش في حين أن مصطفى هو إسم الفدائي الذي تدور حوله قصة الفيلم.. وفي اجدى حواراتي مع المخرج الكبير الراحل رفيق حجار سألته اذا كا كان الموساد قد قتل غاري غاربتيان فرد بالقول (وكنا حينها في مصر):” الحادث الذي تعرض له غاري مفتعل بالتأكيد وضعي تحتها اكثر من خط، لقد كان مخرجاً مهماً للغاية، وصدقيني أنا لو لم أُهاجر من لبنان لربما قُتلت مثلاُ”..
واكدت الفنانة الراحلة ليلى كرم في احدى جلساتها مع بعض الاصدقاء والادباء من ان الحادث كان مُدبراً وان المتفجرات كانت حقيقية والهدف منها فتل كل فريق عمل فيلم ” كلنا فدائيون” الذي يتناول القضية الفلسطينية ضد العدو الغاشم وان الموساد كان وراء الحادث الاليم.

شاهد أيضاً

رامي صبري عن ويجز:” لا يتقن الكلام”، ويجز يرد:” ما بتفهمش في الراب وانت رقم 19″

تصدرا اسم الثنائي الفني #رامي_ صبري و#ويجز التريند خلال الساعات الماضية بعد تصاعد الأزمة بينهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *