متابعة/ حسن الخواجة
كان لها مع القدر موعد ومع النهاية لقاء.. حضرت الى بيروت لوداع شقيقها، وفي اليوم الثاني طوت صفحة حياتها بنفسها.. انها الراقصة سامية سامي التي بدأت حياتها الفنية بمصر بعد ان غيرت اسمها من سامية احمد بدوي الى سامية سامي، هي ابنة شخصية معروفة احترفت الفن نكاية بوالدها الذي تخلى عنها ووالدتها، وكانت قد أفشت هذا السر لرفيقاتها بالفن مُستندة بكلامها بالوثائق والمستندات.. وعملت بملهى “الفونتانا” ثم في “الايف” الذي يملكه موريس سماحة وحققت نجاحاً كبيراً.
قتيل بسببها!!
في احدى الليالي وهي ترقص في ” الايف” دعاها احد المعجبين للرقص على طاولته، فتجاهلته، فثار من كان معه ورفعوا مسدساتهم، لكن رجال فرقة الـ 16 كانوا قد وصلوا بالوقت المناسب، ودارت معركة بينهم وأزلام المعجب إنتهت بمقتل شاب من طرابلس، وأُقفل حينها ” الايف” وتوقفت سامية عن العمل، ثم غادرت لبنان تاركة قلبها مع شاب لبناني احبته يدعى رياض وهاب!!
زواج بالقاهرة
وكلما طالت فترة البعاد كلما كانت تزداد حباً له، ودعته الى القاهرة، وهناك استطاعت أن تقنعه بالزواج، وعادت الى بيروت وهي تحمل لقب ” مدام وهاب”، لكن هذا الزواج كان عمره قصيراً، فأنتهى بالطلاق قبل انتهاء شهر العسل، ليتزوح رياض من المذيعة السابقة ليلى الانصاري (التي كانت تقيم في لندن)، وعادت سامية الى القاهرة لتبدأ كفاحها من جديد، واستطاعت بمدة زمنية قصيرة ان تصبح نجمة الرقص في ملهى ” رمسيس”.
برقية من بيروت
وفي يوم تلقت برقية من شقيقها الذي في بيروت يطلب منها الحضور بسرعة لانه سيجري عملية جراحية، وكان بحاجة الى سيولة مادية، ففسخت عقدها في ” رمسيس” وسافرت الى لبنان، وهناك وقعت عقداً في ملهى ” منصور”، كما وقعت بطولة اول فيلم لها مع المنتج عبد الرحمن الكيخيا، وببيروت قابلت شقيقها بمنزل طليقها في منطقة الرملة البيضاء ببناية ابن سينا الطابق الرابع، وذهبوا ثلاثتهم وسهروا في ” الفونتانا” وكانت سامية في احلى حالاتها، وفي اليوم التالي ودعت شقيقها الذي سافر الى لندن لإجراء العملية، وفي اليوم نفسه تناولت العشاء مع شاب سوري يُدعى جاك، ثم اوصلها الى فندق ” مبلكارت” وذهب ليُكمل سهرته بملهى ” منصور”، وعند الساعة الواحدة والنصف عند منتصف الليل أرسلت سامية بطلب جاك لتسهر معه في ملهى ” منصور”، فأرسل لها التاكسي وفي الطريق مر التاكسي من منطقة الرملة البيضاء فلاحظت سامية أن الانوار مُشعة في منزل طليقها، فطلبت من السائق ان يتوقف وعلى الفور صعدت الى بيت طليقها وهاب، ثم اطلت من الشرفة وطلبت من السائق ان يذهب، وبعد نصف ساعة سقطت من الشرفة الخلفية الى المنور الارضي، ونقلت على الففور الى المستشفى بسيارة كاديلاك رقمها 38505وكان معها رياض وهاب طليقها وشخص من آل عيسى، لكنها في الطريق كانت قد فارقت الحياة!!
كيف وقع الحادث؟
وتعددت الروايات حول وقوع الحادث، فهناك رواية تقول ان سامية وجدت بالشقة راقصة تدعى سمورة، والغيرة سببت لها الاقدام على الانتحار!! ورواية اخرى تقول ان طليقها كان مع السائق والطباخ فقط بالمنزل وان سامية طلبت ان تشرب “كاس عرق” فأحضره لها السائق، ثم خرجت الى الشرفة في الوقت الذي ظل فيه رياض بالصالون يقرأ مجلة، وعندما طالت غيبتها استفقدوها، فسمعوا أنينها وهي مضرجة بالدماء في المنور الارضي وهي تلفظ انفاسها، ورواية ثالثة تقول ان رياض تركها بالشقة وخرج فعاد ليصدم بالحادث المفجع!!
انتحار أم حادث مدبر؟
وعلى الفور باشر رجال الامن التحقيق مع جاك ورياض، فأكد الاول انه كان يسهر بملهى منصور وانه أرسل السائق ليحضرها، لكنها استوقفته بمنتصف الطريق وطلبت منه المغادرة واثبت ذلك بالشهود، اما طليقها فأكد ان الحادث وقع اثناء غيابه ولم يكن بالمنزل سوى الطباخ والسائق، وان لسامية عدة محاولات بالانتحار اذ سبق أن قطعت شرايين يدها في أحد فنادق الزيتونة، وعدة مرات أرادت القاء نفسها من الشرفة في احد فنادق الرملة البيضاء!!
وطلبت النيابة إطلاق سراح رياض وجاك، مع مواصلة التحقيق في قضية انتحار الراقصة سامية سامي لمعرفة كيفية سقوطها اذا ما كان انتحاراً او حادثاً مُدبراً أو قضاءً وقدراً.. ومرت السنوات، وطوت صفحة النسيان اسم لمع بعالم الرقص لفترة هو سامية سامي التي كانت مشروع نجمة بالسينما أيضاً لولا انتحارها الذي حتى اليوم بقي لغزاً.