الجمعة , نوفمبر 22 2024

حصرياً المخرج بهيج حجيج: “مشهد ازالة المبنى الاثري كان صدفة واين الدعم لافلامنا الهادفة التي نجول بها بالمهرجانات؟”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة/ ارشيف)

حين يمتلك الإنسان موهبة فنيّة ويدعّمها بالعلم والثقافة تكون نتيجة أعماله مميّزة ومحترفة تماماً كأعمال المخرج اللبناني وكاتب السيناريو الذي درس الفلسفة والمسرح في الجامعة اللبنانية وتابع دراسة السينما في باريس… بهيج حجيج المخرج اللبناني صاحب أعمال أبرزها  “الخط الأخضر”، “بيروت”، حوار الأنقاض”، “زنار النار “، “المخطوفون”، الذي حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي من حوض المتوسط  عام 1998 وفيلم “شتي يا دني” الذي حصد جوائز عدة منها أفضل إخراج في مهرجان وهران وأفضل فيلم روائي في مهرجان أبو ظبي…اليوم حجيج شارك بفيلمه الجديد “غود مورنينغ” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث كان لنا معه هذا الحوار الشيّق والحصري.. قبل ثلاث سنوات واليوم نُعيد نشره لأهميته في خانة الارشيف.

*ماذا تقول لنا عن مشاركة فيلمك “غود مورنينغ ” بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

-أفتخر بتلك المشاركة كثيراً، ويومها كلمني الناقد ونائب المدير الفني للمهرجان احمد شوقي وأرسل لي الدعوة لمشاركة الفيلم بالمهرجان ضمن مسابقة افاق السينما العربية وسعيد جداً بهذه الدعوة.

*هو بمنافسة مع فيلم ” غداء العيد”؟

-صحيح، لكن بالمقابل يوجد عدة افلام لبنانية اخرى خارج مسابقة الآفاق.

*كنت مؤخراً بمهرجان الرباط؟

-صحيح، وعرض “غود مورنينغ” هناك وحصل على جائزتين، الاولى عن السيناريو والثانية عن جائزة افضل تمثيل.

*افلامنا اللبنانية باتت تنال جوائزاً من مختلف المهرجانات الدولية والعالمية، لكنها للأسف يتم التغطية عليها بلبنان ؟

*الفيلم الهادف بلبنان يُعاني من أزمة، بينما الفيلم التجاري لا يعاني من اية مشكلة الا انها بالتالي لا تؤسس لتراث سينمائي، الافلام الباقية كالتي أقدمها وزملائي للأسف تعاني من انعدام الدعم، اليوم مطلق سينما جدية حتى في اوروبا ما لم تلقى المساعدة من صندوق الدعم لن يراها احداً لسبب انها ليست افلام شباك تذاكر ولا للتسلية، احياناً ندمج الموضوع الجدي بأسلوب خفيف الظل لكن شرط ان لا نلغي المضمون الهادف، لذا افلامنا اللبنانية من الصعب ان تستمر ما لم تلقي الدعم اللازم، ومن الضروري  اقامة لجنة والاضطلاع على السيناريوهات القيمة وتقديم دعم جدي لها كما يحصل بتونس والجزائر والمغرب حيث يضعون للمخرج 500 الف دولار ليقدم عملاً راقياً، بينما في لبنان لايوجد مثل تلك الخطوات التي تسعى للارتقاء بالسينما، والمنتجون همهم ان يربحون من شباك التذاكر، من هنا اعمالنا بمثابة المغامرة وعندما اتحدث عن هذا الامر لا احصره بنفسي بل بزملائي ايضاً.

المخرج الكبير والاعلامية ابتسام غنيم

*ما الذي يدفعك لخوض مثل تلك المغامرة عبر اكثر من تجربة؟

-لاني فنان، والفنان لم يعمل سيظل بمنزله، لذا لزاماً علي التضحية بوقتي وجهدي ومالي الخاص، يعني بأفلامي الثلاثة ساهمت بأنتاجها، فبدلاً من ان اشتري سيارة بـ70 الف دولار افضل ان اسخر هذا المال لفيلم سينمائي يحمل توقيعي(يضحك ملياً ويقول) هذا هو الانتاج الذي اعتمد عليه مركباً، بفيلمي الاخير ساعدني صديقي سام لحود، وزميل لبناني فرنسي اسمه ديغول عيد ايضاً ساعدني بمبلغ صغير، ووضعت بعض ما عندي، كما ساعدني ميلاد طوق وكل العاملين حتى الفنانين بمبالغ معقولة ليخرج ” غود مورنينغ” الى النور.

*” غود مورنينغ” كان بمثابة طاقة امل بمضمونه؟

-طبعاً، لاني لا احب الرسائل المباشرة، احب ان اترك الحل لدى المتلقي الذي يشاهد الفيلم، اي ان يخرج من الفيلم وذهنه يدور حول الحل وان يصبح بينه وعملي احتكاكاً من خلال التفكير به، اضع الفكرة الاساسية اذ قدمت بالعمل فكرة الخوف من فقدان الذاكرة، وبالتالي فقدان الذاكرة الجماعية التي بتنا نفقدها، يعني اليوم مثلاً يرون بناية تراثية قديمة يعمدون الى ازالتها، والمقصود هو مسح الذاكرة من خلال المبنى الاثري علماً ان الغرب يحافظون على مثل تلك التراثيات وعلى تلك الذاكرة التي هي تعزز حاضرنا.. من هنا فيلمي كان عن الذاكرة الجماعية.

*لكنه يحمل اسقاطات سياسية؟

-طبعاً، وطرحت ايضاً الافكار المشرذمة مثل ” تهديم المباني وتشويه صورة شاعر”، كيف يتحدث الشباب الذين بلا ثقافة وانا لا الومهم، بل الوم الجو الذي نعيشه(ويضيف) شاهدت على اليوتيوب حلقة لزافين مع بعض الشباب، يختبر فيها دقة معلوماتهم، تخيلي انهم لا يعرفون جبران خليل جبران، ولا كميل شمعون، وقالو ان سامي الصلح كان رئيس جمهورية لبنان، ” بصراحة شي بشيب شعر الراس”.

*المشاهد اللبناني هل سيفهم رسائلك المبطنة في ” غود مورنينغ” ؟

-طبعاً، وكل من شاهد الفيلم من متذوقي السينما احبوه ووصلتهم الفكرة ودخل الفيلم الى قلوبهم وعقولهم، كون العمل يحوي على لمسة انسانية لها علاقة بالحياة والمسنين والموت، اذ ليس معناه اذا وصل الانسان الى سن الشيخوخة علينا ان نضعه على الرف.

*قدمت غمز بين الاجيال بالفيلم؟

-فعلاً، قدمت ثلاث شرائح عمرية وهم الكبار بالسن المتمثلة في الجنرال والطبيب، وفئة منتصف العمر المتمثلة بالصحفي سليم، وفئة الشباب المتمثلة في الويتر غنوة.

*بالعودة الى الانتاج قال لي منتج مهم انه يضطر من خلال شركته لانتاج افلام تجارية وبمكسبها يقدم قبالتها عملا نخبوياً؟

-عظيم، المنتج عندما يؤمن بعمل يسعى بأي شكل ليموله، لكننا بلبنان للاسف لا يساعدون الفيلم الجدي حتى لو كان المنتج قد قدم 10 اعمال تجارية وكسب منها الملايين نجده يرفض ان يضع 100 الف دولار بفيلم هادف.

 

*تشكو من قلة الدعم، وبالامس انتقد المخرج لوسيان بو رجيلي المنع التي بات يطال بعض الافلام اللبنانية؟

-معك حق، وقد يأت دور المنع على افلامي يوماً ما او تتعرض لمقص الرقيب، وما يحصل يضر بصناعة السينما اللبنانية، وقد تناقشنا بهذا الامر مراراً، وطالبنا بالتصنيف بدلاً من المنع او حذف المشاهد، انا ضد المنع والحذف من مشاهد الفيلم تماماً.. (ويضيف) المضحك انه بعد عرضه بالسينما او عقب تعرضه لمقص الرقيب، لن يعرض على اليوتيوب وبالمهرجانات الدولية كاملاً؟ الفيلم لم يعد مرتبطاً فقط بالسينما بل صار بمتناول السوشيل ميديا واليوتيوب.. اتمنى من الرقابة ان تعدل بالقانون لصالح الفنانين لاننا بلبنان معروفون بحرية التعبير وهذا ما تميزنا به طوال الوقت وعلينا ان نحافظ على هذا التميّز.

*ندوة ” غود مورنينغ” ضمن فعاليات المهرجان كانت شيفة؟

-صحيح، وطُرِحت اسئلة ذكية جداً، والبعض اعطى رأيه بالفيلم واحببت الاراء كونها تحتوي على قراءات متعددة للفيلم.

*استخدمت النكت المصرية بالفيلم؟

-لطالما كانت بيروت هي القاهرة الثانية وهناك جيل بالكامل تربى على الاعمال والاغنيات المصرية، ومصر لطالما كانت هوليوود الشرق ومطلق فنان يبحث عن الشهرة والانتشار يقصد مصر.

*مشهد ازالة المبى الاثري..

-(يضحك ويقول) اخرجته بالصدفة.

*لا أصدق؟

-صدقيني ولدت الفكرة عندي أبان تصوير الفيلم.

*الافلام التي جذبتك بالمهرجان؟

-احببت الفيلم التونسي ” فتوى” المعالجة كانت ذكية، وشاهدت فيلم ” اجا ” كان جميلاً جداً، ايضاً شاهدت فيلم “لعزيزة” المغربي واحببته جداً.

*هي قصة حياة المخرج ووالدته؟

-صحيح وقد التقيت به للمخرج، وهناك البعض ممن اعتبر ان الفيلم ليس ناجحاً، لكني دافعت عنه لانه يدخل القلب والمشاعر والعقل.. السينما المودرن تتكلم عن الامور الشخصية وهو شيء جميل اي ان يعبر الواحد منا عن شيء عاشه.

*يوسف شاهين لطالما تطرق لحياته الشخصية؟

-بالفعل، وايضاً فلليني بالسينما العالمية اهتم بتلك النقطة بأسلوب فانتازي مذهل، المخرج الذي يستخرج بعض الامور من ذاته يكون فناناً عميقاً.

*هل تستخرج من ذاتك ؟

-طبعاً لكن بأسلوب مُبطن، لاني ضد الأنا لكن يوماً ما قد انجز فيلماً عن الأنا.

*هل تفكر بأخراج فيلم بطاقم عمل مصري كامل؟

– لدي مشروع قيد الدراسة ولن اتحدث عنه الآن، لانه مازال فكرة أولوية وسيكون مفاجأة للجميع.

شاهد أيضاً

صاحب ” حلو الفن” فرنسوا حلو لامال فقيه:” يطلقون على انفسهم القاب، واغلب اصحاب المدونات لا علاقة لهم بالكتابة والصحافة”

“ما ارتهن ولا يوم لجهة معينة، أو استسلم , وساير الدارج، أسلوبو ماييشبه حدًا حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *