كتب/ زاهي حميّد
مع كثرة الأعمال الفنية وخصوصاً خلال شهر رمضان حيث تتسابق الفضائيات والمنصات-حديثاً- على عرض المسلسلات العربية، أصبح التميّز صعب نسبةً للكم الهائل من الاعمال والنجوم.. الممثلة اللبنانية القديرة ليليان نمري نجحت في الوصول إلى هذا التّميّز، فقد لفتت الأنظار من المشهد الأول لها في الجزء الثاني من مسلسل “للموت” حيث “تقمّصت” شخصية صعبة وبعيدة كل البعد عنها.. فمن يتابع ليليان في حديثها ومقابلاتها يلتمس خفة دمها وطيبة قلبها وإنسانيتها العالية؛ فكيف استطاعت من خلال “حكيمة” (شخصيتها في المسلسل) أن تقنعنا بقسوتها وانعدام ضميرها وإجرامها؟ حيث تسيطر على الأطفال المتسولين وتأخذ مالهم، تبيع الأطفال والنساء دون أن يرفّ لها جفن..
الجواب هو أنّها في مكانها الصحّيح أي أنها ممثلة حقيقية، تمتلك أدواتها وخبرتها التي توظّفها في جميع أدوارها كوميدية كانت أم تراجيدية، وهنا تظهر جدّية الموهبة وقوّة الممثّل الذي يستطيع إظهار القدرات المخبأة داخله ويفاجئ بها جمهوره مع تنوّع الشخصيات التي يلعبها..فليليان نمري التي استطاعت إقناعنا بكلّ هذا الشرّ تمتلك من القدرة الفنية الكثير الذي يجعلها تُقدِم على خوض تجربة “حكيمة” بشجاعة لأنها تجربة صعبة، فكثير من الفنانين يحاولون تجنب أدوار الشرّ المطلق ويخافون من تأثّر الجمهور بها ولكن الجمهور يعرف أن يفصل بين الدور الذي يلعبه الممثل وبين شخصيته الحقيقية، وإن كان الممثل محبوباً من الجمهور قد يصل إلى معادلة مهمة ونادرة وهي عدم نفور الجمهور منه مهما كانت الشخصية التي يلعبها شريرة.. وهذا ما هو متوقّع أن يحصل مع “حكيمة” التي ننتظر معرفة حقيقتها والظروف التي جعلتها بهذه القسوة وما سوف تقدم عليه من “مصائب” جديدة، و المصير الذي سوف تواجهه مع تطوّر الأحداث في حلقات المسلسل.