حوار/ابتسام غنيم(القاهرة)
تنطبق عليه كلمة اعلامي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لانه مثقفاً ويعشق الصحافة المكتوبة، ويعرف كيف يدير دفة الحوارات لتحقيق السكوب بعيداً عن الفضائح، هو راقياً في كلامه، واخلاقه رفيعة ويقدر الكبار والمصداقية هي شعاره، ولا يبخل بخبرته لكل من يطلب المساعدة منه، عمل في التصوير ومن ثم في التحرير وساهم بنجاح عدد كبير من الفنانين وهو اليوم يشغل منصب مدير العلاقات العامة بمحطة” باحة العرب الفضائية” abcالتي ستبث من مصر.. انه الاعلامي السعودي فهد بن عُفي الذي التقيته بالقاهرة وكان معه هذا اللقاء.
*منور مصر..
-” مصر منورة بأهلها، وشرف لي أن التقي بك في أم الدنيا”.
*نعهدك مثابراً ومكافحاً وتملك شغفاً كبيراً للصحافة؟
-صحيح، الاعلام عشقي، منذ كنت بالمدرسة والصحافة كانت هاجسي حيث كنت أشارك بالاذاعة المدرسية منذ طفولتي، اذ كنت أملك الجراءة، وسرعة البديهة، بالاضافة الى اني كنت منفتحاً على الآخر وأعرف كيف أكتسب صداقات جميلة، والحمدلله نجحت في تحقيق ذاتي على مر السنوات،(ويتابع) في البداية كنت أهوى التصوير، الصورة تعني لي الكثير، وعيني تلتقط الاشياء الجميلة و”السكوب”، وكان أن تعلمت التصوير في جمعية “الثقافة والفنون” في جدة، ولا زلت أتندر بالموقف الجميل الذي حصل معي حينذاك، وهو عندما كان الفنان والموسيقار الكبير سراج عمر رحمه الله مديراً للجامعة، حيث دخلت يومها الى مكتبه، وقلت له اني أحب فنه وأتابعه وأن أقصى أمنياتي أن أتعلم التصوير، وعلى الفور رأيته يكتب على ورقة وأعطاني اياها وقال لي :” لقد تم تسجيلك بالجامغة”، وقتها لم أكن أعرف كم تبلغ قيمة الرسوم، وانا من عائلة مستورة والحمدلله، واذ به يقول لي أن تسجيلي بالجامعة هدية منه لي، طبعاً هذا الموقف أفرح قلبي للغاية،(ويضيف) لم أكن أملك كاميرا بروفاشينل، اذ كان عندي كاميرا عادية جداً، بينما زملائي الطلاب كانوا يحملون أغلى الكاميرات وأحدثها، وعندما كنت أصور كنت التقط الصورة على خجل، واذ برئيس بيت الفتوغرافي المصور عيسى عنقاوي وهو من كبير المصورين، به يقول لي:” تعا ليش مستخبي؟”، فسكتت لاني كنت مُحرجاً ولا أملك أمكانيات زملائي، فطلب مني أن يرى الصور التي التقطها، وعندما رآها أندهش وقال لي:” هل هذا التصوير بالكاميرا العادية؟ أقسم بالله انت سيكون لك شأن بالاعلام تابع مسيرتك.”، (ويعلق) وبالفعل كنت أعمل بالتصوير بمجلة النادي الرياضية التابعة لجريدة عكاظ، وحصل أن تغيب المحرر، فكان أن أجريت الحوار والتقطت الصور، فأعجب رئيس التحرير بالموضوع والصور على السواء وتم تعيني على الفور مُحرراً رسمياً بالمجلة، وبعد فترة تركت التصوير وتفرغت للكتابة،(ويتابع) وانتقلت بعدها لجريدة عكاظ، وعملت بكل أقسام الصحافة المحلية والرياضية والفنية والاجتماعية، بأستثناء قسمين مُحال أن أكتب بهما وهما ” السياسة والدين”، بعدها انتقلت الى مجلة روتانا وكل حواراتي كانت أغلفة، بعدها ليالينا، ثم في صدى الملاعب، واليوم أكتب في شبكة الاعلام السعودي وجريدة الانباء العربي، كما توليت قسم مدير العلاقات العامة في تلفزيون ” باحة العرب الفضائية” بمصر الذي سيبصر النور قريباً.
*لماذا لم تُعد وتقدم برنامجاً خاصاً بك؟
-للأسف أهملت هذا الأمر سابقاً، لكن اليوم صرت أركز على هذا الموضوع لانه يهمني جداً، وقريباً سيكون لي برنامجي الخاص على السوشيل ميديا.
*السوشيل ميديا سبقت التلفزيون؟
-التلفزيون له هيبته، ولن يفقد بريقه، لكن السوشيل ميديا أسرع، وانا كتجربة أولى لي أريد أن ألمس مدى تفاعل الجمهور معي من خلال تواصلي معهم عبر السوشيل ميديا.
*رغم مشوارك الاعلامي لا تزال تخاف الجمهور؟
-طبعاً، الناس يعرفونني كصحفي وليس كمقدم برنامجِ ما، لذا أريد أن أختبر نفسي بنفسي، للنجاح عدة قمم لكن للفشل هاوية واحدة، وانا أتعمد أن أصعد خطواتي بتأني لأني أريدها ثابتة.
*تخاف مواجهة الكاميرا؟
-بالعكس أحبها كثيراً وهي تحبني، وأحد الفلاسفة قال “اذا احبتك الكاميرا تُعطيك النجاح والقبول”، وأنا بطبعي أحب الكاميرا وأطل لايف عبر السوشيل ميديا، لكن فيما يتعلق بشاشة التلفزيون أتريث هذه الخطوة، وانشالله خير..(ويضيف) أريد أن أقول شيئاً، الحمدلله أن بداياتي من الجيل الذي تعب وتعلم الصح وكيفية كتابة الخبر ونقل المصداقية بحرفية والبحث عن المعلومة بدقة.
*اقزاماً تعمشقوا على المهنة؟
-صحيح، وكثرت الالقاب، زمان عندما كنت أعمل بالاعلام الرياضي كنت التقط الصور في المباراة وأحمضها وأكتب وانشر مع نهاية المباراة، كل هذا التعب لاجل تعزيز مصداقيتي كصحفي، للأسف اليوم ضجت الساحة بأعلاميين وصحفيين يكتبون ما هب ودب، وكثرت المواقع الالكترونية وتفشت الاخبار الكاذبة بلا حسيب أو رقيب، ولا يسعني سوى أن أقول رحمه الله المصداقية الاعلامية، وما يثير الدهشة أن كثر يعتبرون أنفسهم صحفيون وهم أبعد ما يكونون عن هذه الصفة لانهم لا يراعون مشاعر الآخرين بنقل الاخبار الكاذبة.
*ما مضمون البرنامج الذي تريد تقديمه؟
-أحب البرامج الاجتماعية ومناقشة المشاكل.
*وماذا عن البرامج الفنية؟
-أشعر انها أستهلكت وأكثر الافكار باتت مُكررة، وللأسف الفنان في الماضي كان يُحب أن يطل بالبرامج، لكن بعد فترة تحول الموضوع الى ماديات.. لذا أفضل أن يكون برنامجي اجتماعياً وقد أستضيف من خلاله بعض المواهب الجديدة.
*البرنامج الذي يجذبك؟
-أحب برنامج منى الشاذلي، اسلوبها جميل بالحوار، وهي انسانة راقية جداً، وايضاً وائل الابراشي رحمه الله كانت برامجه قيمة، وأحب نيشان ايضاً اسلوبه جميل، وزاهي وهبي شاعراً ومحاوراً راقياً.
*من مطربك المفضل؟
-محمد عبده حبيب قلبي أطال الله بعمره، وتربطني به صداقة جميلة وهو بمقام الوالد،(ويتابع) هو انسان متواضع ويملك خفة دم رائعة وفناناً كبيراً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأحب ابو بكر سالم رحمه الله وأعتبره مدرسة، ومن مصر أحب صوت شيرين جداً، ومن الشابات يوجد مي مصطفى تملك احساساً رائعاً وايضاً شيماء شريف وليت الاضواء تُسلط عليهما أكثر لانهما تستأهلان ذلك.
*ماذا عن برامج الهواة؟
-أين النجوم الذين تخرجوا منها؟ هناك ” ستار اكاديمي” قدم رنا سماحة هي متعددة المواهب، وأبارك لها من خلال منبرك بمولودها الجديد.
*عملت مع عدد من الفنانين برأيك الى أي مدى أهمية المستشار الاعلامي في حياة الفنان؟
– اؤمن بضرورة ادارة عمل الفنان، وأحترم الفنان الذي يكون لديه مستشاراً اعلامياً، وبالتالي مديراً لاعماله الفنية، ليكون هو مُتفرغاً لفنه ..(ويعلق) انه يكون الصحفي مستشاراً أعلامياً معناه أن بين يديه أمانة عليه أن يحافظ على ألقها، للأسف اليوم ” كل واحد عمل صفحة على القيسبوك او الانستغرام صار اعلامياً”، وكلمة اعلامي لا تنطبق على أيِ كان، لان الصحافة المكتوبة مختلفة عن المرئية والاخيرة مختلفة عن المسموعة، ” للأسف كل من هب ودب صار أعلامي مش معقول”.. ويوجد فنانون كثر حاربوا انفسهم وتناسوا أن الاعلام سلاحاً ذو حدين، وانا أحترم الاعلامي الذي يقدر نفسه والآخرين على السواء، وبالتالي الفنان الذي يعرف مع من يتحاور ويسجل لقاءات،.
*هل لديك استعداداً لتسخر خبرتك لموهبة حقيقية وواعدة؟
-بالعكس أسعد عندما أساهم بنجاح موهبة حقيقية، وأفرح كثيراً عندما تربطني مودة بفنانِ ما بعيداً عن العمل والحوارات.
*الوسط يعاني من قلة الوفاء؟
-(يضحك ويقول) وضعت أصبعك على الجرح، للاسف الشديد يوجد فنانين اكتشفتهم وساعدتهم كثيراً وعندما لمع نجمهم ” ما عادوا يردوا على التلفون”.
*ربما لانك تعرف ماضيهم وأسرارهم؟
-لا أعرف ولا يسعني سوى أن اتمنى لهم التوفيق والخير، وأفرح لهم وأصفق لهم.
*قابلتهم؟
-طبعاً التقينا و”يكفيني انهم ما قدروا يحطو عينن بعيني”، بطبعي شخصية عاطفية وأحب وأساعد من قلبي لكنهم تنكروا للمعروف، وبالمناسبة هن مطربات وبعض المطربين.
*الشخصية العربية تعاني من انفصام على عكس الاجانب؟
-صحيح، لكن الساحة لا تخلو من الطيبين، وأشكر من رب العالمين انه منحني نعمة الحب لكل الناس، ووالدي رباني على المحبة والمودة، ووالدتي أطال الله بعمرها زودتني بنعمة الرضا، كما لا أنسى فضل شقيقي خالد عليّ، (ويتابع) “وين الغلط اذا ساعدنا الناس؟ اليوم كلمتني مطربة وقالتلي نفسي أغني للجمهور”، على الفور تواصلت مع احد الملحنين الكبار وحققنا أمنيتها.. حب الناس أهم كنز نملكه.
*ما حكاية مسلسل ” الاختيار” معك؟
-هذا العمل ساهم بتغييّر مجرى حياتي المهنية، عندما شاهدته أعجبني جداً، وعلى الفور قمت بأجراء حوارات مع شيوخ القبائل في سيناء، ومع النجم أمير كرارة والمخرج بيتر ميمي، ومع الكاتب، ونشر التحقيق في شبكة الاعلام السعودية وحقق ضجة كبيرة، وطلبوني في اذاعة ” صوت العرب” وسجلوا معي لقاءً، “الاختيار” عملاً فيه رسالة مهمة ورسالته هي علينا أن نختار الاختيار الصحيح بحياتنا، أما أن نكون ناجحون وأبطالاً أو فاشلون وكارهون.. ومن بعدها صرت أربط حواراتي الرياضية مع الفنانين وحققت قاعدة جماهيرية، ومن هنا أيقنت أن اختياري للصحافة الفنية كان صائباً مع كل حبي للصحافة الرياضية.
*متابع جيد للاعمال الفنية؟
-أكيد
*ماذا عن “سيلفي” لناصر القصبي؟
-عملاً مهماً جداً، والفنان عبد المجيد الرهيدي فناناً قديراً وهو صديقاً محبباً لقلبي جداً وعلى تواصل دائم، والفنان ناصر القصبي مبدعاً للغاية، وأتمنى أن تعود الصداقة بينه وعبدلله السدحان أقوى من زمان ليقدما لنا ” طاش ما طاش” ويمتعاننا وقريباً قد يجمعهما عملاً برعاية تركي آل شيخ شفاه الله..الكيميا التي بين ناصر وعبدلله تماماً مثلما كانت بين النجمين عادل امام وسعيد صالح.
*لمن تقراء؟
-أُحب الدكتورة الراقية وفاء ابو هادي، شهادتي بها مجروحة وانا أُحييها عبر منبرك، وطبعاً عبده الخال استاذي في عُكاظ، جبران خليل جبران، ونجيب محفوظ، والكاتبة السودانية رشا بشارة التي أهدتني رواياتها من الامارات الى مصر.
*ومن الاعلاميين؟
-أحب جداً أستاذي عميد الصحافة علي فقندش، كان مديري وأقدره جداً وهو مدرسة وأتمنى أن يُكرم قريباً لمشواره المبدع بالاعلام.