حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)
مخرج مُبدع، تميز برؤيته الاخراجية المتفردة وبأسلوبه السهل الممتنع، قدم عدة اعمال درامية في لبنان، ومن بعدها حط رحاله بالقاهرة حيث صار اسمه مقروناً بأهم البرامج على الاطلاق منها ” شيخ الحارة”،” حبر سري”، آسفين ياريس”، ” سمر والرجال” وغيرها من البرامج التي شاهدناها عبر قناة “القاهرة والناس” والتي حملت توقيعه.. ميلاد ابي رعد المخرج المُبدع بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى يُحضر اليوم لبرنامجه ” العباقرة” الذي حقق نجاحاً ساحقاَ من كل فئات المجتمع المصري.. معه في مصر كان هذا اللقاء الحصري.
*لنبدأ بالحديث عن برنامجك ” العباقرة” الذي تُحضر له الآن بموسمه الجديد؟
-“العباقرة” سأباشر بالتحضير له للموسم الجديد، وسيكون مخصصاً للمدارس، واعتبر هذا البرنامج احد أجمل البرامج التي قدمتها في مسيرتي المهنية ، وكلي فخر بأن اكون قد انجزت عملاً ” يفرح القلب” ومُشرفاً، وله هدفاً نبيلاً وراقياً من حيث العلم والثقافة، وهؤلاء الشباب اليافع يصبحون مضرباً للامثال للذين أصغر منهم سناً..(يعني مثلاً عندما يكون محمد صلاح اسطورة الكرة العربية وفخر لنا جميعاً كعرب بالفتبول)، لذا من الجميل جداً ان يكون هؤلاء الذين على الشاشة لهم معجبون من الصغار المتابع، فيتمثلون ويقتدون بهم، تلقائياً سيحبون العلم ويجتهدون اكثر ليصبحوا ذو شأن في المستقبل.
*البرنامج ليس متعة وترفية بقدر أهمية وقوة رسالته؟
-بالطبع رسالتة جداً قوية وهدفها مباشر للارتقاء بالمتلقي الشباب، وكانت ساعة خير، عندما عرض علينا الروائي عصام يوسف الفكرة في قناة ” القاهرة والناس”، وكان كريم نور أول من وافق على هذا المشروع بعد دقيقة من الاضطلاع عليه، و بعد مشاهده دقيقه واحده من الفيديو الذي يشرح الفكره، أقفل كريم اللابتوب وقال لعصام ” مشروعك معانا”، واسميناه حينها ” مشروع الأولوية للتعليم” وهذا هو شعاره، وحتى هذه اللحظة مستمرون به بحب الناس وتشجيعهم، وصدقيني كل اصدقائي وكل من يعرفني ويلتقيني بالشارع يقول لي ” انا بشوف واحب برنامجك العباقرة”، هذا البرنامج موجه لكل شرائح الناس وكل الأُسر تجتمع لمشاهدته حيث يتنافسون مع بعض بالسؤال والاجابة فيما بينهم، والحمدلله هذا الامر يُشعرني اني انجزت علامة مهمة بحياتي.
*اليوم أُذيع اسم برنامجك امام رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي؟
-صحيح، وكنت في غاية السعادة، وشيء مفرح وعظيم ان يتبنى البنك الاهلي المصري مثل هذا المشروع، وكلبناني أن اكون مُشرفاً ومُخرجاً على هذا العمل شيء يُزيدني فخراً، وبالتالي يجعلني على يقين اكثر أن خياري كان صحيحاً يوماً ما بالقدوم والعمل في مصر.
*عينك كانت على أم الدنيا من زمان؟
-من منا لا يُحب مصر؟، من طفولتي وانا أُحب مصر والفضل لوالدتي التي كانت تعشق الاعمال المصرية، ومغرومة بأم كلثوم واسمهان وفريد الاطرش وغيرهم، من صُغري كنت أُواظب على حضور الاعمال المصرية التي تعرض وكنت انبهر، لذا عندما أتيت الى مصر لم اشعر بالغربة بل وكأني بلبنان، كونني أعرف اللهجة جيداً وكذلك الطبيعية البشرية المصرية و الافلام التي تعرفنا عليها من خلال متابعتنا لها، كما اسلفت الذكر(يضحك ويقول) الفضل لسهام والدتي العاشقة للفن المصري.
*مصر لطالما حضنت المواهب المبدعة مثل آسيا داغر في الانتاج، هنري بركات اخراج جرجي زيدان وروز اليوسف بالاعلام، وصباح ونور الهدى ونجاح سلام وغيرهم من اللبنانيين في الالفية الماضية؟
-بالظبط.. مصر أم الدنيا، ودائما تحتضن الذكي والذي يعمل بحب وفكر.
*لكن بدايتك كانت من لبنان؟
– عندما بدأت بالعمل كانت المهنة تفرض عليّ ان اعمل في بلدي، ولبنان فضله علينا وببدايتي من الطبيعي ان يكون نتاجي لوطني الذي هو جزء من فكري واحساسي.
“احلى بيوت راس بيروت” و”طالبين القرب” من أحب مسلسلاتك لقلوب كل شرائح الناس ما سر هذان العملان؟
-سأقول لك السر، كان الكاتب العظيم مروان نجار الذي اوجه له تحية كبيرة عبر موقعكم ، هو الذي رأى أن أقوم بالاخراج، يومها كنت أُحضر لبرنامج ” مرحبا حضارة”، و”كبارنا” الذي اتناول به كبار الشعراء والادباء مثل مي زيادة وجبران وميخائيل نعيمة وايليا ابو ماضي، ويومها كنت أعمل مساعد مخرج لمسلسل ” طالبين القرب”، فلفت نظر الكاتب مروان نجار، شاهد بي المخرج الواعد، واقترح عليّ ان اتابع اخراج المسلسل بعد استاذ فارس الحاج رحمه الله الذي كان قد بدأ حينها التحضير لعمل جديد.
*وحملت المسؤلية ووافقت؟
-لم اجازف لكني خفت، ودائماً اصف نفسي بأشجع جبان، وأي عرض اتلقاه أدرسه من كافة الزوايا والحيثيات لأعرف اذا كنت قادراً على قبوله والشروع بالعمل فيه، (ويضيف) من طفولتي أُشاهد الافلام والمسلسلات الاجنبية، وتحديداً المدرسة الفرنسية التي كنت أتعمق بطريقة تقطيعهم وحوار الجُمل، والموسيقى التصويرية المرافقة للحوار، كل هذه صارت جزاءً من تكوني الاخراجي، ومن هنا قدمت شخصية المخرج ميلاد ابي رعد في ” طالبين القرب”، لذا حصلت النقلة كما كتبت بعض الأقلام اللبنانية، كما كانت الحلقات فيها الكثير من الرسائل التي توعظ وتُحفز وتمنعك عن المخدرات والمقامرة والاغتصاب.. (ويضيف) وبالنسبة لـ” احلى بيوت من راس بيروت” كان من المفترض أن يكون مشروعاً عربياً، وتدور أحداثه حول عقار مهدداً بالخطر، اذ أن اقارب صاحبة العقار كانوا يريدون أن يأخذونه منها، وهي مُتمسكه به، فتقوم بتحويله الى بنسيون ليسكنه الطلاب المغتربون، وكل الطلبة سيكونون من عدة دول عربية ومن داخل غرفهم كنا سنتعرف على قصصهم وحكاياتهم المتنوعة، وقتها لم نستطع تحويله عربياً فأبقيناه لبنانياً، و”نجح كتير و كسر الدني”، بالشباب الصغار وليس المحترفون بالتمثيل، والحمدلله كان تمثيلهم تلقائياً وانا الوقت اسعفني لأعلمهم بعض الاشياء المتعلقة بالتمثيل والتدريب، وأعترف أن هذا العمل تكبدت من خلاله مجهوداً كبيراً ولم أستطع أن اتولى اخراج الموسم الثاني منه، لكني كنت أحلم أن يبقى هذا المسلسل ليومنا هذا، وهؤلاء الشباب الذين مثلوا معي لأصبحوا اليوم نجوماً.. لكن الظروف بلبنان لا شيء مضمون للأسف.
*كل شيء تغير بلبنان حتى الكبار مُغيبون من أهل الكتابة الدرامية؟
-السوق محصور ببعض الشركات القليلة المنتجة، وببعض محطات التلفزيون، أظن ربما بالغد القريب سنرى سكريبت مثلاً لمروان نجار،(ويتابع) من فترة سألني احدهم:”هل تحب ان تعود للدراما”،’فقلت:” القلب بمكان والعقل بمكان آخر”، حتماً أُحن لتقديم دراما لبنانية، لكن الظروف التي نعاني منها لا تسمح لي بذلك، وليس من المعقول أن اترك كل شيء هنا وأعود لأُنجز مسلسلاً في ظل تلك الظروف، اذ لا شيء مضمون في لبنان، فقد يتوقف العمل بأية لحظة، بالاضافة الى اني عندما استلم مهمة عمل درامي يجب أن أكون كلي مُتفرغ للعمل وأعيش حالته وتفاصيله حتى العمق، ما يُعزيني اني اقوم بالاشراف العام على بعض الاعمال الدرامية وانا سعيد جداً، وزوجتي حبيبتي مي التي تقوم بانتاجات في لبنان وناجحة جداً مثل ” بالقلب” و ” حادث قلب” اللذان كانا من انجح الاعمال.. للأسف وضع لبنان مؤلم وأزعل على الشباب المثقف والمتعلم والطموح.
*يوماً ما هل قد تنجز عملاً عن تلك الحقبة التي مر بها في هذين العامين وتتناول حال الشعب والأسر والفقر والعوز الذي وصلنا اليه بسبب التدهور والغلاء؟
-بصراحة “نعم ممكن قدم شي من قلب الوجع”، لكن ليس بوجود الحقبة السياسية الموجودة حالياً لانهم لن يسمحوا لي بأن أعرضه..هم يرون الحرية من وجهة نظر خاصة بهم فقط.
*كرمت كثيراً من مصر وايضاً من ” بياف ” في لبنان؟
-كرمت حوالي تسع مرات في مصر، وعندما كلمني دكتور ميشال ضاهر وأخبرني اني مُكرما في ” بياف” سعدت جداً، علماً انه سبق أن كرمت مسلسلاتي في ” الموريكس دور”، “أمير الليل” و “أشرقت الشمس”، ويومها استلمت زوجتي الجائزة، لكن على الصعيد الشخصي كمخرج، كان اول تكريم لشخصي من ” بياف” ، اكيد أحببت الخطوة وكانت مميزة لانها في ساحة الشهدا ويومها شعرت برهبة، وانا بطبعي ارتجل الكلام، وقلت يومها ” شو حلو انو استلم الجائزة بهذه الظروف وبهذا المكان”، وأهديت جائزتي للإعلامي الكبير طارق نور، ولمصر بكل حب..(ويضيف) استاذ طارق قدم لي الكثير على الصعيدين المهني والشخصي والذي مهما قلت لا افيه حقه.
*تتحدث عن الاستاذ طارق نور بحب كبير وبمنتهى الوفاء؟
– اقول الحقيقة ولا ازايد على تقديري ومحبتي للاستاذ طارق، ومصر احتضنتني وصارت جزءً من كياني، وحياتي ستكون منقسمة مابين لبنان ومصر ” هيدا اذا ضل فيه لبنان”.
*بالعودة للدراما احببت جداً مسلسل ” بين بيروت و دبي” وقيل انه مأخوذ عن قصة واقعية؟
-(يستغرب ويقول)” قصة واقعية؟ بدك تسألي الكاتب جبران ضاهر”.
*لكنك مخرج العمل الم تكن على درايه او شعرت انها قصة حقيقية؟
-القصة حقيقية للمتلقي كونها قد تحدث في اي زمان ومكان وبين كثير من الناس، كما كان أول عملاً لبنانياً يصور بين بيروت والإمارات، اضافة الى أن فريق العمل “حبايب قلبي” كانوا رائعون ومتعاونون معي، بمعنى اني لا أستسهل في عملي وأظل أُعيد بالمشهد الى أن يخرج الممثل اللقطة التي تعجبني وأصدقها، ، لست ديكتاتورياً على الإطلاق لكني أعطي كل ذي حق حقه.. هذه المهنة تفرض علينا أن ننفذها بالشكل الصحيح، كسائر المهن يعني الطبيب “الحقاني” يعطي العلاج المناسب منذ أول مرة ولا يماطل بالمريض، ولو فعل ذلك سيقع حتماً بخطأ طبي يضيّع مستقبله، والأخراج كذلك اذ كان المخرج سيوثق عمل به اخطاءً مميته لا تغتفر، فالافضل أن لا يعمل بالإخراج وليبحث عن مهنة اخرى قد تدر عليه أموالاً ونجاحاً اكبر بكثير، مهنتنا يحميها الجمهور الذي يقول كلمته بالنهاية ويحكم علينا اذا كنا ناجحون من عدمه..
*ممكن نرى اسمك كمخرج بالمنصات بأعمال لبنانية صرف؟
-” بدك تسألي مرتي”، هي المنتجة والمنصات اليوم من الضروري التواجد بها، لكن متى أُقرر أن اتولى اخراج عمل للمنصة، في الحقيقه لا اعرف، هذه المرحلة أضع كل طاقتي في قناة ” القاهرة والناس”، اضافة الى اني أحياناً أُشرف على بعض الأعمال التي تنتج بمكتبي من بيروت .
*ماذا تابعت هذا العام من الدراما؟
-لا أتابع كثيراً، لكني شاهدت ” لعبة نيوتن” وأحببته جداً، وأيضاً ” كلبش” وكان مهماً بالنسبة لي، وأيضاً ” الاختيار2″ لانه يحث على الوطنية، وعندي حب الاستطلاع على حياة هؤلاء الشباب من ضباط وشرطة كيف ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، وأيضاً شاهدت ” عشرين عشرين” كان محبوكاً بشكل صحيح، ونحن لدينا في لبنان طاقات من الشطار الذين يعملون بالإخراج والديكور والاضاءة والصوت، ” وبرافو لبعض المنتجين الذين عرفوا كيف يبيعوا لبعض الشركات بالخارج بظل الوضع الصعب في لبنان.. بصراحة كتر خيرن”.
*” شيخ الحارة” ما حكايتك معه؟
-عندما أردنا انجازه بلورنا كل الأفكار بشكل دقيق وصحيح، وولدت فكرة ” شيخ الحارة” الرجل الخفي الذي لديه المعلومة، والحمدلله قدمنا ثلاث مواسم مع الاعلامية بسمة وهبه بنجاح كبير، ومن بعدها أتت المخرجة الصديقة ايناس الدغيدي وقدمت رونقاً يُشبهها.
*من أحببت اكثر؟
-كلاهما، بسمة صاحبة أسلوب ممتاز وراقي، وايناس تملك حضور المخرجة القائد، والمعلومة عندما تًطرح على الضيف ، المشاهد يتلقاها بطريقة معينة من ايناس وبطريقة أخرى من بسمة، اذ لكل واحدة منهما إسلوبها المستقل وكلاهما نجحتا، وهذا البرنامج ولد بمكتبي وانا عملت كل التفصيلات في ” القاهرة والناس” التي لها كل الفضل على ” شيخ الحارة” حتى يعيش خمس مواسم متتالية بنجاح.
*لكن ” سمر والرجال” أثار ضجة ايضاً؟
-هذا البرنامج فيه لعبة ” الهارت توك” التي أنجزتها بخلطة مع فريق العمل بالتشاور والنقاش ومذاكرة الضيف وكيفية طرح الاسئلة ليخرج البرنامج كما نريد، (ويعلق) في هذه البرامج هنالك حلقات لم تفرقع بسبب الضيف اذ تكون حياته خالية من المحطات المؤثرة.
*من يختار اسماء البرامج علي قناة القاهرة و الناس؟
-أكثر عناوين البرنامج يختارها استاذ طارق نور، يعني ” العباقرة” أختصره بجملة ” مين مايقولش بمصر عن ان ابنو عبقري؟”، وكلنا اقتنعنا، العنوان هو أساس المشروع، أما تشاهديه من عدمه…
*عندما حدثتني عن العباقرة حضرني برنامج ” المميزون” في لبنان؟
-” ياه” ، هل تعلمين اني حين كان “العباقرة” بجعبتي كنت أتذكر كثيراً ” المميزون ” و ” المتفوقون”، و” العباقرة” كان تحدياً مقلقاً جداً ليتحقق والحمدلله انجزناه، وأشكر الرب على نعمة النجاح .
*تشتاق لأخراج برامجاً لبنانية؟
-أكيد، ولكن أين الإنتاج؟
-وهل يوجد عباقرة؟
– طبعاً، لبنان بلد العباقرة والمتفوقون والعلم والثقافة والجمال والمتميزون، وأجمل شيء نتذكره عن لبنان هو أن أهلنا باعوا أملاكهم ليعلمونا، في لبنان الكل مجتهد ولكن قدرهم انهم في وطن تعلموا فيه وبلدان اخرى ستسفيد من طاقاتهم.
*أهل الفن بلبنان ظلموا؟
-أكيد مظلمون، ونحن عشنا بحروب لكن صمدنا وحاربنا بالقلم والعلم والفكر، كلنا قطعنا بمخاض هذا البلد المتعثر دائماً بالنهوض، بلد الطوائف والمذاهب وعدم الاعتراف بالاخر، وكل طائفة تعتبر الاخرى وكأنها طائفة شيطانية.. ” مش معقول انا بعمري ما سألت حدا عن مِلتو او دينو هيك تربيت”، لذا شباب اليوم في لبنان يعيشون في خطر ما لم يوظفوا طاقاتهم بشكل صحيح، وهي ،اليوم لديه موبايل الذي صار تلفزيون الشاطر من ينجز فيديو أو أي فكرة تدر عليه ارباحاً ومتابعة، هنا يًبين قوته وعلمه الى أن يصل الى الظرف الحقيقي حتى يقدم فيلم او مسلسل أو برنامج وأقصد حين يتوفر المنتج الذي يصرف على كل هذا بشرط ان يعود عليه بالربح، لكن بالظرف الراهن على الطالب الذي يتخرج من الجامعة بدلاً من أن يكتئب ويبكي عليه ان يستثمر عقلة ويعمل من الصفر من خلال الموبايل، ويجذبني حتى أشاهده في اليوتيوب والتيك توك، أعلم أن هذا ليس طموحاً لكن ليفرغوا طاقاتهم ويبتدعوا شيئاً، الى ان يصبحوا جاهزون فكرياً وفنياً حتى تأتي الفرصة ويخوضوا المعركة، يعني انا مثلاً مررت بظروف جعلتني أعمل عملاً اخراً الى جانب عملي في الـlbc الى أن اتتني الفرصة لأعمل بالإخراج.
*قدمت برنامج ” الكرسي” أيضاً؟
-أعتبره أحد أجمل برامجي، كان جديداً، كنت آخذ دقات القلب للضيف ونطرح الاسئلة تحت الضغط وكلما كان يسأل ثلاث اسئلة نضعه تحت إختبار جسدى و ان زاد توتره و ارتفعت دقات قلبه يخسرمبلغ من المال الى ان يعود الى هدوئه، كان ديكوره من اكبر الديكورات، هو فورمات ،وكان انتاجه ضخماً وبث على قناة ابو ظبي ورغم النجاح لكن لم نستمر به لان ميزانيته كانت باهظة، لكنه من الأعمال التي أحبها جداً.
*وماذا عن “حبر سري”؟
-الحمدلله خلال 4 اسابيع حققنا من خلال برنامج حبر سري على قناة ” القاهرة والناس” نجاحاً قوياً مع أربع نجوم كبار، وردود الافعال على السوشيل ميديا ايجابية والمذيعة اسما ابراهيم لاقت قبول عند المشاهد بسرعه جدا، الذي يراها مذيعه هادئه و مستمعه جيده لضيوفها. انا أقدم احساساً جديدا بالبرنامج مع الابقاء على روحي الإخراجية، وهذا البرنامج يُحقق تريندات عالية بكل حلقة جديدة والحلقة التي عرضت مؤخراً كانت مع النجم حسن الرداد الذي لم يطل بأي برنامج منذ سنة ونصف وقال لي أن ثقته كبيرة بنا لذا تشجع واتى وسجل حلقة.. والحمدلله كل الضيوف مرتاحون وسعداء وردود افعالهم إيجابية لأني تعمدت بطرح أسئلة اقل ضغط من اسئلة البرامج الاخرى مع الاحتفاظ طبعا بعنصري التشويق و الابهار.
*في بداية الحديث اخبرتني انك كنت تتولي إخراج برنامج ” كبارنا ” على قناة الـlbc و تدور حلقاته حول حياة عظماء مثل مي زياده وجبران خليل جبران، هل فكرت بتقديم سير ذاتيه درامية عن هؤلاء الكبار؟
– ” مي زياده” انجزه يوسف الخوري وحتماً سترينه وهو صديقي وهو يعمل بتأني، وشاهدت بعض من مشاهده واحببته جداً.
*عينك على مين؟
-ستتفاجأين.. للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير رحمه الله الذي كان موحداً لجميع الناس، وبالتالي الذي عانى كثيرا من بعض اشباه الناس.
*من الفنانين؟
-احب جداً هند ابي اللمع، ومشاهد مسلسلاتها لا زالت ببالي ” عازف الليل” ،” الو حياتي” وفي ” المعلمة والاستاذ” مع ابراهيم مرعشلي كانت عظيمة.
*لو طلب منك تقديم 30 حلقة عن عباقرة من لبنان بالفن من تختار؟
-“طبعاً لازم ينعملوا”، وهذا العمل يلزمه دراسة ليخرج بأبهى صورة.. العباقرة في لبنان كثر على كافة الاصعدة.. عندما كنت اخرج ” كبارنا” وتوقفت حزنت جداً، اليس من حق الجمهور أن يعرف بـ30 دقيقة من هو جبران؟ ومن هي مي زيادة؟ وتوفيق عواد؟ أقولها علانية ” لازم ينعمل هيك مشروع”، ويلزمه تركيبة ونكون عدة أشخاص مؤمنون بالعمل ومضمونه، وبالتالي يجب وضع ميزانية جيدة له، وأرى أن المنصات أفضل مكان لظهوره للناس، واليوم كل منصة يشاهدها يوميا ملايين من الناس، وملايين من الشعب العربي يحبون أن يعرفون حياة هؤلاء الكبار، “اخوت شناي، ابوسليم، ابو ملحم” وغيرهم من الشخصيات.
*السينما اللبنانية ببالك؟
-ببالي شرط أن تكون عربية، لبنان سوقه صغير وأنا اقول ذلك من ناحية ” البيزنس”، الفيلم يجب أن لا تقتصر مشاهدته على 150 الف مشاهد لانها لن تُربح المنتج، يعني الفرق بين أعمالي اللبنانية والمصرية أن الاخيرة حصدت نسبة مشاهدة عالية كوني اتوجه لجمهور عربي كبير وملايين وليس لجمهور قليل.. الأفلام اللبنانية يجب أن يتضافر بها النجوم العرب وتعرض بالمنصات.. يعني فيلم لبناني بمقومات عربية، الأغنية اللبنانية دخلت كل العالم ومطمئن عليها.
*من كنت تحب من المخرجين الكبار بلبنان؟
-” كتار.. جورج غياض وانطوان س ريمي وجورج نصر وأسماء كثيرة، أخاف أن أنسى أحداً منهم لانهم كانوا كوكبة رائعة، من منا ينسى ” عازف الليل” و ” ديالا” ” ابو ملحم” وغيرها من الأعمال، لكني كنت متأثراً بالغرب لان تفكيرهم صح ، واليوم الأعمال الدرامية اللبنانية تنجح لانها تعلمت من تكنيك الغرب.