كتبت/ ريميال نعمة(القاهرة)
لم يستطع وباء مهما بلغ تماديه ان ينغص على المصريين “الجمال( بضم الجيم ) _عبارة مصرية صرفة – حياتهم واحتفالهم بالحياة بالفن بالسينما, هكذا اراد مهرجان القاهرة السينمائي هذه السنة وأصر ان يفعل..
اذا” لا كورونا في البال ولا من يحزنون ! في تظاهرة فاق عدد روادها من داخل وخارج مصر المئات (وهذا ليس انتقادا للمهرجان الذي اخذ اجراءاته جيدا بل لالتزام المشاركين فيه )، عليك انت فقط ان تتذكر ذلك وان ترتدي كمامتك وتقف بعيدا ملتزما”ب فكرة القبلات الطائرة في الهواء اكثر من العناق والود الذي يتقنه المصريون جيدا” وهذا يحسب لشعب يحول مآسييه الى نكتة وقضاياه الملحة الى نهفة وحكاياه المثيرة والبائسة منها الى سينما…
كان من الواضح بعد غيابك لسبع سنوات عن مصر التي لا تفارق ساعاتك ويومياتك ولو بأغنية او بآهة للست او حتى بظرف صديق دافئ يأتيك عبر الهاتف من حين لاخر, ان تتلمس معالم الاشياء من جديد فقد حضرت شخصيا ” المهرجان في دار الاوبرا لسنوات وواكبت تطوره ,وكل التغييرات التي طرأت عليه ,وجوه تغيرت واخرى حضرت بعد عودتك مرة اخرى لمواكبة الحدث، وكان لا بأس من تجاوز بعض التفاصيل كأي ضيف جديد ,لا بأس مثلا” من مقعد خلفي ولا من تأخير تزويدك بالاشياء هي اشياء صغيرة تبقى قابلة للتحسين فكله يهون في حب مصر وناسها..
بدا جيدا”ان حالة شبابية ديناميكية وعصرية تترافق مع سير المهرجان , اسم المنتج محمد حفظي (مدير المهرجان ) وحده كفيل بضخ الدماء الحارة على السينما وحدثها الأبرزومواكبة كل التطور الحاصل في السينما كمنصات الديجتل والميديا وسهولة وصول المعلومة من صور وملصقات وعروض ومعلومات وحركة تسهل عليك مهامك وشباب في مقتبل العمر يسهلون حركتك ويحيطوك بكل الحب والاهتمام..
ا”لله عليكي يامصر” لا تتوقف عن تردادها في قلبك. تأتي من بلادك متعبا” ومحملا” ببلاويك المكدسة وفي ذهنك اخبار المعارك النقابية بين هاني شاكر والممنوعين بأمر نقابة الموسيقيين , تظن قبل ان تسمع تلك الكوارث المسماة غناء انك تنتصر حتما” لحرية الافراد في تقديم ما يرغبون وانك ضمنيا” تكره كل ما يمت الى الرقابة بصلة ولكنك تستمع الى تلك الكوارث المسماة غناء ويكفي ان تتشرف بأسماء من منعوا من( “حمو بيكا” الى “عادل شنكل” و”كزبرة وحنجرة ” “وحسن شاكوش” , و”شواحة”, و”عمرو حاحا ” ,,, رحم الله كل العظماء تقولها همسا” ويؤكد عليك سائق التاكسي المصري ” دول مش مغنين دول مسجلين خطر…فيش وتشبيه, دول بوظوا العيال خالص وخلوهم آخر وحاشة “,,,وتتابع مسيرك الى حيث تلتمع انوار السينما..
هناك في دار الاوبرا حيث اقيم حفل افتتاح جميل بسجادته الحمراء الانيقة بهتت الوان فساتينه قليلا على حساب مهرجانات اخرى سرقت اللون والضوء في الفترة الاخيرة (الجونة) الا أن التقسيمة باتت واضحة على طريقة المصريين ” حذ انت الفساتين ودع لي السينما الجميلة والافلام ذات القيمة وكما وصفها على المسرح رئيس المهرجان محمد حفظي “القوة الناعمة لمصر “قالها حفظي واكدتها وزيرة الثقافة” سندعم المهرجان دائما لنقدم صورة طيبة عن مصر الحضارة والثقافة والفن”,,, انه وعد اذا” بدعم المهرجان ورئيسه ..
حفل الافتتاح وبخلاف الكثير من المرات التي حضرت فيها المهرجان كان عميقا وسلسا في نفس الوقت لعل اجمل مافيه تلك اللفتة ومن خلال شريط مصور على المبدعين اللذين قدموا ابداعاتهم في مصر بالرغم من اختلافهم(من غير المصريين ) كانت اللفتة جميلة ودافئة كحضن ام الدنيا الذي رعاهم وآمن بمواهبهم فتفجروا ابداعا خالصا”.. افيهات ,نكات ظريفة تتطاير هنا وهناك مع نجوم توالوا على المسرح من المكرمين ومقدميهم تصنع في داخلك حالة بهجة خاصة عفوية منى زكي وديناميكية كريم عبد العزيز (تم تكريمه بالمناسبة ) طيبة نيللي ودلعها وهضامة سمير صبري وخالد الصاوي ونجم صاعد مثل علي ربيع وحضور رئيس لجنة التحكيم المخرج الصربي امير كوستاريكا المعتز دوما بكونه يوغوسلافيا” قبل ان يتم تقسيمها بعد رحيل تيتو لعدد من الجمهوريات العرقية ترافق صعوده على المسرح مع عزف جميل لفرقة موسيقية ما يذكر بأجواء افلامه الرائعة حضور “امير كوستاريكا ” كان قيمة مضافة للمهرجان ورواده..
حضور منوع وملون من دول كثيرة واحتفالية، لم تشهدها مصر والعالم منذ سنتين ومنذ ان احكم الوباء قبضته على العالم و عروض لمجموعة من الافلام من دول العالم سوف نضيء على بعضها في الايام القليلة المقبلة , للاردن واحد من اجمل الافلام مثلا ” باجماع كثر ممن سمعوا عنه هو “بنات عبد الرحمن “وللسعودية ايضا فيلما جريئا يروي قصص خمس نساء بمعاناتهن تشارك في صنعه خمس مخرجات سعوديات من انتاج مهرجان البحر الاحمر الحديث العهد ومؤسسة السينما في السعودية انتج منذ حوالي السنتين هو “بلوغ ” ولكوسوفو ومقدونيا والصين افلام يحكى انها رائعة تتنوع بين قصير وطويل وعروض اولى لا فلام حصدت جوائز وتنويهات في مهرجانات عالمية حسنا” هذا غيض من فيض الافلام المعدة للعرض وهي رهن الايام الآتية