حوار/ابتسام غنيم(من الارشيف)
لقبه”المحاور” لأنه يتقن فن الحوار رغم صعوبة اسئلته وجرأته، والاغلبية ترى ان الأقتراب منه ليس بالامر السهل علماً انه شخصية متواضعة يكره الفذلكة ويقولها علانية ان الشهرة الى زوال وآنية والعمل الحقيقي الصادق يبقى راسخاً.. انه المحاور الكبير الذي التقيه لأول مرة مفيد فوزي (قبل سنوات)واخجلني بتواضعه الجم ورقيه وحسن استقباله ما يعني انه حتماً لن يكون اللقاء الأخير فأليكموه.
*يقولون ان الاقتراب من شخصيتك امر ليس سهلاً؟
– “وانت شايفة ايه”؟
* “انا شايفاك قمر” بلطفك وحسن استقبالك؟
– ( يضحك ويقول) تسلمي.
* لماذا يهابونك؟
– “ما اعرفش اسأليهم”.
* انا أسألك بحكم خبرتك؟
– اين الصحفي المتمرس والواثق من نفسه؟ اين الثقافة والاعداد القيم؟ اين الجرأة والتهذيب وفن الحوار؟ كلها عوامل بتنا نفتقدها.
*الجرأة تحولت الى وقاحة ؟
-صح، بأمكانك انتزاع مليون اعتراف من الضيف بشياكة وتهذيب.
* ايضاً لم يعد يوجد تقدير للكبار؟
– “برضو دي احد العوامل، لكن يوجد استثناءات”
* من لبنان من يلفتك؟
– لفتتني راغدة شلهوب قبل ان تنتقل الى مصر، ويومها اجريت مداخله لبرنامج “عيون بيروت” اثنيت على الجميع لكن قلتها علانية”راغدة نيني عيون بيروت”(اي قلب العين)، ايضاً نيشان شيك، ونضال الاحمدية مختلفة وتحب مهنتها جداً(يضحك ويقول) زرتها مرة بالمكتب من لحظة دخولي لحين خروجي وهي تصورني.
*لان الصورة مهمة جداً؟
*طبعاً ومن يدرك ذلك لا يكون تصويره للضيف من فراغ.
*ساعدت الاعلامية ليلى رستم بالحضور الى لبنان في عهد الزعيم عبد الناصر؟
-طبعاً وبنفسي اوصلتها للمطار، وعملت بتلفزيون لبنان الرسمي واستضافت كل النجوم والسياسيين العرب وكنت سعيداً لنجاحها، كما مصر فتحت ذراعيها للفن العربي ايضاً تلفزيون لبنان احتضن الاعلام المصري الراقي.
*حسن المليجي ايضاً عمل بتلفزيون لبنان؟
-من ينسى برنامجه”ليالي بيروت”.. هذا هو الاعلام الراقي الهادف.
*ايضاً اول صحيفة عملت بها كانت روز اليوسف وصاحبتها لبنانية من طرابلس؟
-صحيح، ووالدة الكاتب احسان عبد القدوس.
*اجوبتك مقتضبة؟
-هل تعلمين لماذا؟
-لأن خير الكلام ما قال ودل؟
-برافو “اهو انتي اللي قلتي ده”(نضحك سوياً)
*الصحافة مهنة المتاعب ولا زلت اواجه بها صعوبات حدثني عن صعوباتك؟
– كانت كثيرة، اكثر مما تتخيلي، واجهت الحسد والسخافة وقطع الرزق، ومع ذلك ناضلت ورغم تعييني بروز اليوسف وانهماكي بالعمل الصحفي لكني بقيت على شخصيتي بمعنى ان اسلوبي لم اغيره مرة، اعلم اني اصدم ضيفي لكن بصدقي لمعلوماتي، كما اني لم اتخلى عن شخصيتي الحقيقية اي الابتعاد عن الناس رغم الشهرة التي حصدتها بعد ذلك لان الحس الشعبي ظل يضغط على كتاباتي، ورغم كل شيء يبقى الاعلام عشقي رغم انه مهنة المتاعب، لكن كوني على يقين ان حب الناس للصحفي الصادق اهم من الشهرة التي تزول مع الوقت بينما المصداقية تبقى محفوظة بالارشيف.
*قلت ان قولك للحقيقة يصدم الضيف تماماً كما جاهرت مرة من ان فيلم “ام كلثوم” للمخرج محمد فاضل كان سيئاً؟
-صحيح، هذا رأيي وقلته علانية ومن يفهم بالنقد ليشاهد الفيلم ويحكم.
*لكن الزعيم عادل امام دافع عنه حينها بشدة ؟
-هو قال رأيه ووجهة نظره.
*وانتما كنتما على زعل مسبق؟
– صحيح، لم يكن زعلاً بل عتباً مني لانه لم يطمئن عليّ حين احترق بيتي.
*برأيك ماهي اخلاقيات الصحفي الراقي وعن ماذا يجب ان يبتعد؟
-عليه ان يحترم ضيفه، يدرس معلوماته ويتأكد من مصداقيتها، ويكون صريحاً، وان يبتعد عن الشتيمة لمجرد الشتيمه.
*انا احب الاعلام المكتوب اكثر من المرئي كيف تحلل ذلك؟
-لايوجد فرق سوى الصورة، وانت تملكين اليوم كل الادوات ارشيفك والصور والحوارات، ويوجد اشخاص يحبون الظهور متجاهلين ان الشهرة في الدنيا لها عمر ثم تنحسر كما قال نزار قباني:”حين خذلني جسدي انحسرت شهرتي”.
*بالعودة الى لبلى رستم الم تهربها من مصر بعهد الزعيم عبد الناصر؟
-الاقلام الصفراء هي التي روجت ذلك، كل ما في الامر ان ليلى احبت رجلا اسمه منير طقشي، وعندما كنت اسافر لبنان كنت مدعوا للعشاء معهما، ومنيرمرة قال لي انه يوجد اسلوبان بالدعوة اما ان نذهب الى مكان فيه هرج ومرج ولا نستطيع ان نتكلم، او مكان يسمح لنا بالحوار، كان يحب الحياة وكان يريد ان يتعرف الى ليلى رستم اكثر، وهذا سر ذهابها الى لبنان، وهو كان يسمعني عندما اتكلم عن ليلى وابجدياتها ومفرداتها ونجاحاتها، وكيف ان المجتمع المصري كان احيانا ينتقدها لانها امرأة ذات كبرياء.
*احببت “نجوم على ارض”؟
-طبعا وتواصلت مع فارس يواكيم الذي كان يعد برنامجها الذي كان ذات صبغة معينة كان فيها مشاهير لبنان من الفن والسياسة خصوصا عندما قدمت بين الماضي والحاضر، يومها استضافت صديقي زوج ليلى عسيران الاديبة اللبنانية وزوجها كان اصغر رئيس وزارة وكنت احيانا ازودها ببعض المعلومات
*مرة صرحت انك تحب فقط محمود مرسي؟
*ارى ان اهم ممثلان بمصر هما محمود مرسي واحمد زكي وعندما كنت في اليونان لاسجل حوار مع الممثلة اليونانية الكبيرة وكانت نائب بالبرلمان اليوناني ذهبت الى سينما التي فيها المخرجون الكبار وسألتهم من اهم نجوم مصر فقالوا لي محمود مرسي وزكي رستم واحمد زكي.
*واين دور محمود المليجي؟
-هم ذكروا هؤلاء الثلاثة فقط اذ لهم مكانة في السينما اللبنانية وبأحترام، بالنسبة للمخرجين في اليونان يشكلون طبقة المثقفون.
*لم تقابل ايرين باباس؟
-بصراحة لا
*الشخصية اللبنانية التي سعدت بحوارها؟
-رفيق الحريري وسألته اخطر سؤال وهو هل اللبنانية مهنة ام جنسية فقال لي” والله يا استاذ مفيد ماحدا بيسألوا غيرك سؤالك تقيل قلتلو مظبوط”، فقال “اللبنانية جنسية لكنها مدخرة بخدمة لبنان بالمهنة”.
*الشارع المصري يعشق كمال جنبلاط؟
-لانه شخصية محترمة في اوساط المثقفين ومستوى الشارع المصري يجب رفيق الحريري ايضاً.
*ومن المشاهير؟
-فيروز وماجدة الرومي ووديع الصافي الذين اعتبرهم الثلاثي الذهبي العظيم.
*والصبوحة؟
-رائعة وجميلة لكنها خارج اطار هذا الثلاثي
*عندما غنى مع خوسيه هوجم من البعض وفيروز عندما تعاونت مع زياد ؟
كل ما تشدو به فيروز انحني له وانحاز له، ووديع الصافي اعتبره تاريخا ومحمد عبد الوهاب لطالما اشاد به.
*غنى عظيمة يا مصر؟
-وفيروز غنت مصر يا مصر.
*وماجدة الرومي ؟
-ترتيلة جميلة خرجت للناس، صوت محترم واجله ودائما ازورها وبيننا صداقة .
*ماذا نصحتها؟
-ان تختار الكلمة المعطاءة وهي تجيد اختياراتها، رغم انها عانت وانتصرت على حزنها الشخصي وعبرت بمشاكلها.
*لا احد سيخلف هؤلاء؟
-هؤلاء لهم نكهة خاصة وارفض كلمة امتداد او خليفة فلان.
*برامج الهواة ما رأيك بها؟
-برامج اليوم بيزنس وفلوس واعلانات مش فن ولم يعد يوجد صناعة نجم ونجوم اليوم مثل المرأة الحامل التي تجلس على الجمل
*قيمة الصدق ماذا تقول عنها؟
-لا استطيع ان اصف الصدق، لكن في هذا الزمن الناس حولته الى كذب منمق، كثر يكذبون بمهارة لدرجة الصدق، في حياتي تعلمت ان اكون صادقا من طفولتي لهذا انا هجان يعني مبالغ واتكلم دغري، قد اورط نفسي كثيرا ببعض الاحوال عندما اقول آرائي ومع ذلك انا حريص على الالتزام بقيمة الصدق، جزاء كبير من مشاكلنا تنبع بسبب اختفاء الحقيقة والناس صارت تزور رأيها وتزيف مشاعرها وهذا سببه الخوف من قول الصدق في كل شيء وفن الكذب صار سائداً، انا اغامر كثيرا بالصدق كما يقول المثل الشعبي ” الاعور اعور بعينو” وكثر طلبوا مني ان اكون ديبلوماسيا بكلامي وبنفس الوقت صادقا لان الصدق يحتاج لقوة والتزامات، والدي كان صدقا وامي كانت تحرضني على الكتابة من هنا حشو الافكار ببداية العمر اساسية لانها تجعلنا ننجو من اشياء كثيرة لسبب اني اقول الي بقلبي.
*آراءك كلفتك كثيرا بعملك؟
-طبعا ودائما اقول ان آرائي 2 ص يعني صادقة صادمة وبالتالي اقول احساسي واقول عن فلان ده غلط واخطر صدق يتحلى به الكاتب هو ان يرضي ضميرة قبل ان يرضي الاخرين.
* اعلم ان زوجتك الاعلامية امال العمدة كانت تعني لك الكثير؟
– اكثر مما تتخيلين، وحين ماتت كتبت “رحلت آمال العمدة وكان هذا هو الحل للمرض الطويل الذي استعصى على أن تعود للحياة”.
*وماهي “المفاتيح” للدخول الى عقل الاعلامي مفيد فوزي؟
-ان يكون صاحب تجربة ويحمل الكثير من هموم الحياة واثقالها متابعها، لان الخيال والغيرة يوصلان الى الهاوية.