اعداد/ ابتسام غنيم
هو من صدّر #الرقصات من بيروت الى اوروبا كلها، وكل إبداعاته الراقصة كانت ترقص عليها الجموع في الشانزيليزية، ووصوله الى العالمية لم يكن أبداً محط صدفة بل عن سابق تصميم وأجتهاد وتعب.. انه الراقص المُبدع #كيغام، الذي كان يدرس الرسم في معهد الاكاديمية #اللبنانية، وذات يوم من عام 1035 كان بصحبة صديقة، وعندما حان موعد الجامعة إعتذر منه كيغام ليلحق بالصف، لكن صديقه طلب منه حينها ان يتغيب ويذهب معه الى معهد البالية الخاص بمدام ايماز، ولم يكن كيغام يعلم أن هذه الزيارة ستقلب حياته رأساً على عقب!!
من الرسم الى الرقص
انبهر كيغام بالتابلوهات الراقصة في معهد مدام إيماز، وسرعان ما إنضم الى معهدها الى جانب #الرسم، وصار حبه للرقص يفوق حبه للرسم، وبرز كيغام أمهر راقص بالية بمعهد مدام ايماز التي كانت تجعله بالصفوف الاولى في الحفلات التي تُقيمها في سينما ” كابيتول “، وبعدها طار الشاب الموهوب الى باريس ليتابع علومه بالرسم، لكنه سرعان ما إنضم ألى اكبر معاهد البالية ودرس وتخصص بهذا الفن الراقي وعاد الى #لبنان يحمل #شهادة الديبلوم محتلاً المرتبة الاولى، وصار همه تتبع الخطوات الجديدة بالرقص وإبتكار حركات مُتميزة بغية التطوير، وبالفعل نجح بذلك ومن هنا كان إبداعه بالرقص وصار يفوز بالجوائز في كل الحفلات والمناسبات التي يشارك بها، الى ان قدمت بعلبك أول مهرجاناتها عام 1957 وانضم كيغام الى فرقة المهرجان وكان من أوائل الراقصين وأمهرهم..
حكاية ” كيلي “
ومضت الاعوام وانضم كيغام الى ملهى ” الكاف دو روا ” وكان يقدم #استعراضات مُبهرة، وذات ليلة سمع انغام البلوز وفجأة قفز الى المسرح وصار يرقص ويبتدع خطوات جديدة، وكان يُراقبه عن بُعد المخرج والملحن الفنان القدير روميو لحود الذي صفق له ملياً وطلب منه أن يرقص نفس الرقصة ثانية وثالثة ، وتحولت الخطوات الجديدة لرقصة حملت اسم ” كيلي ” تيمناً بالنجم الراحل جين كيلي لانها كانت تحمل بعض حركاته.
الحقيقة الصادمة
وذات ليلة حضر احد الاثرياء الى الملهى ليسهر فشاهد كيغام يرقص على #المسرح، وما ان انتهى من وصلته حتى قال له انه يوجد في #باريس رقصة اسمها ” هالي غالي تشيكن” ومن الضروري ان يتعلمها، ولم يكد الرجل ينهي جملته حتى صعد كيغام الى المسرح ورقص ” كيلي ” التي عُرفت بباريس بأسم ” هالي غالي تشيكن “، من خلال فتاة كانت ضمن فرقته سافرت الى هناك وقدمت الرقصة بالشانزليزيه ومنها طافت الرقصة في كل اوروبا، وصُدم الرجل بكيغام الذي أوصل الرقص الى العالمية وهو لا يزال ببيروت.
كيغاميك
وقرر كيغام ان يقدم خطوات جديدة مع الراقصة #ناديا جمال للتلفزيون، الى ان جاءت معهما صدفة خطوة جديدة وصارا يقدمانها بالحفلات، وتهافتت الرسائل على التلفزيون مطالبة بعرض الرقصة الجديدة، وزاد الاقبال على كيغام، واعجب الحميع بتلك الرقصة ومن أبرز المعجبات كانت السيدة توني ابي سليمان التي أسمت الرقصة ” سوبتمبك”، وعرفت الرقصة بعدة اسماء هي ” توتي فروتي “، “بري بريت ” وايضاً ” كيغاميك” تيمناً يكيغام، “الوصايا العشر” نسبة الى العشر رقصات التي تتضمنها الرقصة، وانتقلت الرقصة الى الشانزليزية وجالت في كل انحاء العالم ليندرج اسم كيغام بالعالمية بعالم الرقص.
من هو كيغام؟
اسمه كيغام جرجيان، من مواليد عام 9 193تميز برقصه الرائع وكان أشهر راقص دبكة في لبنان خصوصاً مع #صباح بأغنيتها الشهيرة” سعيدة ليلتنا سعيدة ” ويا هالي ” وبفيلم ” موال ” لوديع الصافي شارك برقصة ايضاً، كما قدم عدة رقصات بعدد من الاعمال السينمائية منها ” باي باي يا حلوة “، ” امواج “، ” الملكة وانا”، “غيتار الحب”، ” باريس والحب”،” الضياع”، إلى جانب مشاركته كقائد فرقة رقص في مسرحيات صباح و#الرحابنة وله أهم الحفلات على مدرّجات بعلبك ولمع إسمه في الأفلام المصريّة واللبنانيّة والسوريّة المشتركة.. وعندما اندلعت الحرب بلبنان سافر كيغام الى مصر وعمل بفندق الشيراتون الذي كان يُقيم فيه، وفي يوم اتصلوا به من لبنان ليبلغوه بان عمارته وصلتها صواريخ #الحرب وانهارت العمارة بالكامل!! اصيب بشئ من الهستيريا فصعد إلى سطح #فندق الشيرتون ورميّ بنفسه، وانتهت حياة الراقص الشعبي كيغام الذي بكاه كل من عرفه عن قرب وعشق طيبة قلبه وكرمه.
اللغز؟
ورغم أن حياته كانت مليئة بالمفاجأت ايضاً رحيله لم يخلو من الاقاويل، اذ قيل ان هناك من رمى بكيغام وقتله عن عمد بسبب خلاف بينهما، الا ان تلك المعلومة لم تكن مؤكدة وفق الكثير من التقارير والتحريات التي اجريت عقب #الوفاة .. ويُشار الى ان كيغام #الراقص العالمي كان يعيش حياته بتلقائية وبساطة ويكفيه حب الناس، ومرة لم يلهث وراء #الاضواء والشهرة بل هي التي كانت تلاحقه لمهارته، والمعروف انه اي كيغام هو شقيق ادوارد زوج النجمة #ناهد شريف الاخير ووالد ابنتها باتريسيا، وكان أي كيغام من أقرب الناس الى قلب ناهد التي كانت تعتبره بئر أسرارها مثلها مثل كل من تقرب منه وأحب إنسانيته.. رحم الله كيغام الذي رحل عن عالمنا لكن أعماله لا زالت خالدة وبالتالي لم يجود #الزمن بمثله بوصولهم للعالمية من قلب لبنان.