متابعة/ حسن الخواجة
غريبٌ ما نعيشه في لبنان وما نسمعه يومياً من مشاكل وغرائب. قصصٌ لا نتابعها إلّا في الأفلام، تترجمت مشاهدها وتسلسلت في بيتٍ لبناني..غريتا زغبي، أمضت شبابها في بيتٍ صغيرٍ زوّدها بالحب والحنان وعلّمها الصمود في وجه كل المصاعب التي يخبّئها لها المستقبل.. كبرت غريتا، تزوّجت وأصبحت أم لطفلين، وأسست مع زوجها أمين بركات عائلة مثاليّة سعيدة، لم تعرف الحزن يوماً، إلى أن أتى اليوم الذي إكتشفت فيه عن طريق الصدفة أنها ليست إبنة أهلها، ولا روابط دم تجمعها بهم.
هذا الخبر، كان كفيلاً بقلب حياة غريتا رأساً على عقب، فكيف يعقل أن يكون البيت الذي حضنها 45 عاماً، لا تربطه فيها اي صلة دم؟.. وعندما عجز العلم عن تفسير الحالة، إعتقدت غريتا أولاً أن والديها قد تبناها وتكفّلا بتربيتها، إلّا أن الحقيقة لم تكن كذلك، بل الخطأ حصل في المستشفى التيُ ولدت فيها، مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم).. اليوم، كل ما تريده غريتا هو رؤية والديها ولو من بعيد… هل تحقق مرادها؟
علم الجميع بقصّة غريتا الغريبة. هذه القصة الإنسانية، وتُرتّب على مستشفى الروم، أكبر مستشفيات لبنان، مسؤولية اخلاقية لتقديم كل ما بوسعها من تسهيلات لكي تتكمن غريتا من التعرف على أهلها الحقيقيين.. تتبع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، لمطرانية الروم الأرثوذوكس، والجميع يتمنى على المطران الياس عوده المعروف بإنسانيته ووقوفه مع الحق، التحرك سريعاً لفتح هذا الملف وعدم طمسه، فبهذه الطريقة تبرُدُ قلوب العائلة لتي دمرتها غلطة إرتكبت منذ 40 عاماً، لا نعرف إذا كانت صدفة أم مقصودة.