حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)
“ذئاب لا تأكل اللحم” و”سيدة الأقمار السوداء” فيلمين عُرضا قبل سنوات طويلة في لبنان وأحدثا حينها ضجة وإنقلاباً بسبب مشاهد الـ sex التي إحتوياها، وكلا العملين حملا رؤية المخرج اللبناني سمير خوري الذي قدم عدداً من الأعمال السينمائية، ثم مالبث أن غادر لبنان إلى فرنسا، “خصوصاً انه من بيت فني فوالده صاحب عدداً من دور العرض وأبرزها سينماcapitol”، ليقينه من أن السينما ما لم يكن فيها تطوراً وتقدماً، لا يُمكن أن تُصبح صناعة وفناً بل تبقى مجرد صورة مكانك راوح.. قبل سنوات التقيت صدفة بالمخرج سمير خوري وحرصت حينها على أن أجري معه حواراً، كون فيلميه لا زالا حتى اليوم من أجراء الأفلام العربية بالإضافة إلى أن عدة تُهم لاحقت المخرج المُغترب، والذي تبراء من فيلميه معظم المشاركين بهما على رأسهم النجم حسين فهمي بطل “سيدة الأقمار السوداء” الذي أكد بأكثر من حوار انه لم يصور أية لقطة إباحية وانه إختلف مع سمير خوري الذي أدخل لعبة المونتاج للفيلم.
*تعلن دائماً انك أجريت إنقلاباً في السينما من خلال فيلميك”سيدة الأقمار السوداء” و”ذئاب لا تأكل اللحم”؟
– صحيح، وأُجاهر دائماً بذلك، ما أردته هو إحداث نقلة بالسينما تترك أثراً وراءها وتمتلك القدرة على منافسة الأفلام العالمية.
*هل تعتقد أن”سيدة الأقمار السوداء” كان يحمل رسالة لم تُفهم في تلك الحقبة؟
-لا أدري، أن فُهِمت أم لا، ولكن كان عبارة عن قصة إمرأة مُعقدة تطرقت من خلالها لنموذج مدام كلود الخياطة التي كانت تجمعها علاقات بشباب أصغر منها سناً، (ويتابع) الفيلم لا يجب أن يكتفي بحمل رسالة مُعينة بل أن يُعالج بطريقة مميزة، وعلى المخرج تأمين الجو المناسب والصورة الجميلة، أي الـ “دغدغة)”حتى يضرب الفيلم.
*حسين فهمي تبرأ من العمل وقيل أنك لعبت بالمونتاج في بعض المشاهد التي ظهر فيها عارياً؟
– لا أصور أي مشهد بلا موافقة الممثل ولن أزيد كلمة أو أُعلق بشيء.
*أيضاً الفنان الكبير عزت العلايلي رحمه الله أعلن إستيائه من بعض مشاهد”ذئاب لا تأكل اللحم”؟
-لا أدري، هذا الكلام أسمعه لأول مرة ومتفاجىء جداً، وعلى فكرة أنا كنت أريد رشدي أباظة للدور لكنه إعتذر فإستبدلته بعزت العلايلي.
*هل تظن انك لامست القمة؟
-ومن يقول اني لم أصل؟ بفيلمي”سيدة الأقمار السوداء” كسرت الدني وحققت أعلى نسبة إيرادات على شبابيك التذاكر محلياً أو عالمياً، وهذا الفيلم لم ينافسه سوى فيلم واحد فقط حتى اليوم هو titanic، يقولون عني اني over وانا اكره هذه الكلمة وأفضل عليها مصطلح جريء.
*وماذا عن”ذئاب لا تأكل اللحم”؟
– أظن أن هذا الفيلم لم يأخذ حقه، عُرِض لإسبوعين وإندلعت الحرب بعد إغتيال أحد القادة الفلسطينييّن.
*أنت فخور بهذين العملين؟
– فخور جداً بل وأعتز بهما جداً لأنهما أحدثا ضجة في السينما وطوراها.
*هل واجهت صعوبة مع الممثلين لأداء الأدوار الجريئة؟
– الممثلون كانوا متعاونون معي جداً، لم يرفضوا أي مشهد، البعض منهم كان غير ملتزم في مواعيد التصوير ثم تداركنا المُشكلة.
*كيف تصف النجوم الذن تعاملت معهم؟
-سأكون صريحاً معك، عادل أدهم صاحب أطيب قلب، ناهد يُسري لطيفة جداً وتحب عملها، حسين فهمي أنكر تصويره للمشاهد الجرئية من دون أن أعرف السبب، ناهدشريف رحمها الله إعترفت بنفسها إنها تعرت بإرادتها وتقاضت المبلغ الذي طلبته، فلماذا الشوشرة التي إفتعلتها بعض المطبوعات قبل فترة على فيلمي رغم انه مرّ على تقديمهما سنوات طويلة.
*ناهد يُسري قدمتها بطلة مُطلقة؟
– الدور كنت أريد إسناده لسعاد حسني لكنها إعتذرت بشياكة فقدمت ناهد يُسري بدلاً منها، وعلى فكرة هي لم تتعر بالفيلم بل إرتدت string شفافاً فبدت عارية، بينما ناهد شريف كانت أكثر جرأة منها وتعرت تماماً.
*من لفتك من المخرجين الشباب من مصر؟
-يعجبني خالد يوسف جريء جداً، وهناك مخرجة مصرية هي إيناس الدغيدي شاطرة جداً، وتحاول من خلال أعمالها أن تصل للعالمية وأشجعها بقوة لأني حوربت قبلها وتعرضت لعدة حوادث.
*كثر تعرضوا لحوادث وحرتقات ولم يبتعدوا عن السينما ويغادرون البلد كما فعلت؟
– لالالا، انا لم أُصدم أو أُحبط بل إبتعدت لأنني لا أريد تصوير أفلاماً محلية ما لم تكن بمستوى العالمية، الإنسان يجب أن يتطور ويترك بصمة وراءه
*هل كان بينك وبين غاري غاربتيان منافسة؟
-(يرد بحزن)غاري كان صديقي وكنا نعمل سوياً ولم تكن هناك منافسة بيننا، كنا شركاء لكنه قُتل في حادث مدبر.
*وأنت هل تعرضت لحادث إغتيال مُعين؟
– دخلوا بيتي وسرقوا وحرقوا كل ما في داخله، ولكن أنقذني الفنان أحمد الزين حين كان قادم إلى منزلي بالصدفة، وسمعوا صوتاً يُناديني فهربوا
*ماذا عن ريمي بندلي التي اخرجت لها فيلم “أماني تحت قوس قزح”؟
-ريمي وصلت إلى العالمية بوصولها إلى قصر الرئاسة في الـ champs-elysee ولكن بسبب إنفصال والديها وإحتضان أمها لها، إبتعدت عن الفن
اليوم من يلفتك من لبنان؟
-نادين لبكي تعمل كي تترك بصمة ومن الممثلات ريتا برصونا برعت في “غنوجة بيا”.
*ماذا عن مخرجي الفيديو كليب؟
-لا يُمكن تسميتهم مخرجين بل صانعي صورة، اليوم أصبح المُخرج مُغنياً والمغني مخرجاً(يضحك بإستهزاء ويضيف)لا يكفي أن يُقدم المُخرج قصة أو صورة بل يجب أن يكون مُبدعاً ويخلق الجو العام للفيلم أي الإضاءة وأختيار المكان المناسب، ودمج هذه العناصركلها لإخراج فيلم يُحدث ضجة أي أن يقوم بشيء مُميز.
*ما رأيك بالسير الذاتية؟
-لا أُحبذها كثيراً ومن الأفضل تقديم مسلسلات تحمل مشاكلاً إجتماعية أو نفسية وتتم معالجتها، لأنه يجب الإنفتاح على الشعب وليس تقديم حياة الفنانين فقط، وبالتالي يجب التنبه وعدم تقديم أي موضوع بشكل سطحي بل أن يكون فيه حركة مُعينة، أو لفتة لجذب الجماهير إلى شباك التذاكر.
*ماذا عن السينما اللبنانية؟
-يجب تطويرها أكثر من قِبل المسؤولين والوزراء وتحديثها ودعمها،وبصراحة لا يوجد فيلماً لبنانياً على الساحة يُباع عالمياً حتى اليوم سوى أفلام السيدة فيروز.