متابعة/ حسانة سليم
اصبح التطاول على الكبار امراً عادياً ، او ضرورة لا بد منها لتحقيق السكوب حتى لو كان على حساب الكرامات والاعراض، كيف لا ولاسيما اذا كانت الاتهامات تتوجه كطعنات الخنجر على شخصية خلبت الالباب بصوتها واعمالها القيمة وشرفت الوطن العربي وهي كوكب الشرق ام كلثوم، فالكاتب موسى الشديد عمد قبل فترة، الى كتابه ريبورتاج في مجلة اطلقها المثليون في الاردن، اعتمد فيه تلخيصاً لشخصية السيدة ام كلثوم واذا ماكانت سحاقية ام لا!! وحمل عنوان “السِّتّ في القضية الجندرية”، وحسب تحقيقه كتب انها كانت خليطا من الذكر والانثى سواء في شكلها او صوتها، خصوصا حين تشدو “اعطيني حريتي اطلق يدي”، وانها كانت ملهمة للشعب للتبرع في المجهود الدولي لصالح مصر، والحقيقة ان أم كلثوم نزل عليها خبر نكسة يونيو وهزيمة الجيش المصري بكل حزن واسى مثلها مثل كل المصريين وقتها، ومن الطبيعي ان تكون حالة مؤثرة على الشعب لانها فنانة وقدوة فسارعت وكانت من أوائل المطربين الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها إلى المجهود الحربي وتغني اغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا أغنية (حبيب الشعب) لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيا، ليعود الشديدي و يشير الى انها عندما كانت صغيرة كانت تغني بالعقال والكوفية والحقيقة انها فعلا كانت تعتمد هذا اللباس بناء على رغبة والدها وشقيقها خصوصاً انها كانت طفلة وتجوب الارياف معهم ليلاً لاحياء السهرات، واضاف في تقريرة الى ان حياتها الشخصية والجنسية كانت لغزاً وان لقب الست لا يعني انها ست بكل معنى الكلمة، وهنا اخطاء المستكتب المحلل لان ام كلثوم كانت واضحة في حياتها الشخصية سواء بأرتباطها بأبن عمها صابر عندما كانت طفلة، ثم بخال الملك فاروق عندما اصبحت مطربة كبيرة ونالت لقب صاحبة العصمة ولم يتم الارتباط، لتعود وتعيش قصة حب مع محمود الشريف الملحن الشهير لتنفصل عنه بسبب غيرته الشديدة عليها، وتزوجت من الصحفي مصطفى امين عدة سنواتوانفصلت عنه بأمر من الزعيم جمال عبد الناصر، لتعود تتزوج من بعدها بالدكتور حسن الحفناوي..
كما لا احد ينسى حب الشاعر احمد رامي لها وعلاقتهما التي كانت بين شد وجذب وكانت ملهمته، وايضاً القصبجي الذي احبها من طرفه فقط، ويعود الكاتب ليشير من ان المنتجة اعتماد خورشيد المحت في احدى كتبها انه كان يوجد مطربة شهرتها تفوق السحاب كانت سحاقية، والحقيقة وبحكم معرفتي بأعتماد اكدت انها لم تقل هذا الكلام وانها قاضت صاحب الكتاب، بل وراحت تتحدث عن السيدة ام كلثوم حلو الكلام وعن علاقتها الجميلة بزوجها اي لاعتماد عميد المصورين احمد خورشيد الذي كانت تصفه ام كلثوم بالمجنون والعصبي لانه عندما كان يسلم عليها لم يكن يقبل يدها كغيرة من الفنانين والشعراء، وقالت السيدة اعتماد انها ذات مرة تجرأت وقالت لأم كلثوم انها تُعذب احمد رامي بحبها حتى يكتب لها اجمل القصائد، وهنا فطنت الست الى ذكائها ووصفتها “بالاروبة” اي العفريتة، كما اشار الكاتب الفحل الى ان ام كلثوم كان لديها خللاً في الهرمونات والسؤال متى اجرى التحاليل الطبية لها وتأكد من هذا الكلام؟ وبأي صفة يتحدث عن حالتها المرضية والكل يعلم ان الخلل الهرموني ادى الى اجراء عملية لها بسبب الغدة الدرقية كما اثر على جحوظ عينيها، لذا صارت ترتدي النظارات طوال الوقت،ويختم الشديدي معلقاً:” “منذ بداية وحتى نهاية صناعة هذا التقرير عن جنسانية أم كلثوم الضائعة، كنا نعلم علم اليقين بأنه يكاد يكون مستحيل إن نتوصل إلى جواب شاف، ما كتبته للتو مجرد افتراض يستحق إن يرى النور، وتبقى كل المعلومات المتوفرة حول جنسانية الست مبهمة وغير كافية لتكون قاطعة على الإطلاق”.. ويبقى الرد مادام كل ما كتبته يبقى ضمن اطار التكهن فكيف تسول لك نفسك بالكتابة عن رمز عربي اصيل بمجلة مثلية؟ وما دمت من مشجعي رواد الكتابة والقرأة عن المثليين فهذا شأنك لكن ام كلثوم تبقى حق عام ولا يُسمح لك مثل تلك التجاوزات وعلى نقابة الموسيقيين في مصر اتخاذ الاجراءات اللازمة لان التطاول على الرموز القيمة صار بمتناول كل من هب ودب..آن الآوان للدفاع عن حرمه الفنانين لاسيما من لقوا وجه ربهم وحماية سمعتهم حفاظاً على موروث ماضينا وصفة الحداثة التي اضافوها في اعمالهم.. ام كلثوم كوكب الشرق التي غنت على مسرح “الأولمبياد” في باريس “الأطلال” واعادت كوبلية : (هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا) 48 مرة بأعتراف من مهندس القصور الجمهورية انور غوته الذي رافقها واكد لي انها غنت كل كوبلية بطبقة مختلفة ما الهب حماس الجمهور ودفع بأحد الفرنسيين لتقبيل قدمها على المسرح..
ام كلثوم التي كتبت عنها الصحف العالمية مثل “الفيغارو” و صحيفة “الأورو” الفرنسية و”التايمز” وغيرهم.. ام كلثوم التي نالت عدة جوائز وتكريمات من كل الدول والتي تحدت اسرائيل في عز الحرب وغنت نشيد صلاح جاهين “والله زمان ياسلاحي” الذي اصبح نشيدا قومياً، الذي لحنه كمال الطويل وحفظته الست على ضوء الشمعة في ليلة حدثت بها غارة اسرائيلية وحين قررت أن تسجله في محطة الإذاعة بشارع الشريفين اعترض أغلب الموسيقين خوفا من إعلان إسرائيل أنها ستضرب محطة الإذاعة فقررت أم كلثوم أن تسجل النشيد.. تلك هي كوكب الشرق التي منحها الرئيس رشيد كرامة عام 1959 تنال وسام الارز برتبة كوماندوز، كما نشرت مؤخراً فرانس3الفرنسية فيديو وثائقي حول الممثّل الفرنسي الشهير جيرار دوبارديو، تضمّن اعترافات مثيرة له عن اعتناقه الإسلام بعد سماعه أغنيتين لأم كلثوم، حيث قال أنه عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، حضر حفلة أم كلثوم أقامتها في نوفمبر 9671 في قاعة”الأولمبيا” في باريس و تأثّر بما سمعه، وشعر بإحساس عميق وبلغ وهو يستمع مرحلة الطرب إلى حد البكاء، أم كلثوم الست أو ثومة كما كانوا يسمّونها تحبباً، أو كوكب الشرق التي اجتمع العرب حولها وهم متفرقون في قبائل وعشائر ومِلل ونِحل هل يعقل ان تحلل شخصيتها في مطبوعة للمثليين من قبل نكرة؟