متابعة/ زاهي حميّد
قصة كقصص الخيال أو أفلام الرعب الأجنبية التي نشاهدها حيث تظهر الأشباح أو أرواح الموتى في البيوت التي تسمّى بالبيوت المسكونة..لكن قصتنا هذه واقعية ولها شهود كثر، وأغلبهم من أهل الفن في مصر هم أصدقاء عائلة أبو عوف أي الملحن أحمد شفيق أبو عوف وولديه الفنانين عزت ومها أبو عوف.. بدأت القصة عام 1957 حين إنتقلت عائلة أبو عوف للعيش في فيلا كبيرة في الزمالك وكانت العائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد صغار بالإضافة إلى الجدة والدة الأم.
الأولاد هم أول من شاهدوا الشبح يتنقل في المنزل: رجل ستيني شعره أبيض يحمل في يده شيئا” مثل فانوس…ارتعب الأولاد وأخبروا الأهل الذين لم يأخذوا الموضوع على محمل الجد في البداية،إلى أن شاهدت الأم والجدة الرجل الشبح وارتعبتا…بعد فترة أراد الأب أن يسافر فجاء خال الأولاد ليمكث مع أخته في فترة غياب الأب وكان مايزال في الجامعة،ومرة كان يدرس في غرفة المكتب ليلا” فأحس بنفس شخص قرب أذنه يطبطب على كتفه فإنتفض عن كرسيه هابا” فإخترق الرجل الشبح وفر هاربا” خارج الغرفة ومن شدة ذعره إبيضّ شعره…في مرة من المرات سافر أفراد العائلة الى الإسكندرية وبقي الأب وحده في الفيلا وهو الملحن أحمد شفيق أبو عوف الذي كان يسهر وحده ويلحن أغنية. بعد إتمام اللحن ذهب الى المرحاض وحين عاد اكتشف أنه قد نسي تسجيل الأغنية التي لحنها ونسي أيضا” اللحن فبدأ يندب حظه ولكن المفاجأة كانت أنه سمع صوتا” يصفر له اللحن الذي كان قد نسيه..
إكتشاف هوية الشبح الحقيقية
كانت والدة عزت ومها تتسوق في أحد المحلات الكبيرة في الزمالك وهي محلات شيكوريل الشهيرة، ودخلت إلى إدارة المحل لتستفسر عن شيئ ما وهنا كانت الصدمة حين رأت صورة معلقة على الحائط للرجل الشبح الذي تراه في فيلتها…أشارت فورا” ألى الصورة قائلة: “هذا الرجل أرى شبحه في منزلي” حينها سألها مدير المحل عن عنوان سكنها قائلا” لها هذا هو سيلفادورشيكوريل صاحب هذه المحلات وقد كان يشغل منصب رئيس الرابطة اليهودية في مصر وقد مات مقتولا” في الفيلا حيث تسكنين وبعده بأيام ماتت زوجته ووقع إبنه عن سطح الفيلا ومات أيضا”…وهنا تم حل لغز هذا الشبح وتم التعرف على هويته.
يسرا، فريد شوقي وغيرهم من النجوم شهود على قصة الشيح !!
النجمة يسرا هي صديقة الفنانة مها أبو عوف وحين كانتا صغيرتين زارت يسرا مها وأرادت ان تقضي الليلة عندها…وبعد أن توجهتا إلى غرفة النوم، شاهدت يسرا خيالا” لرجل يسير في الممر قرب الغرفة فإرتعبت وقالت لمهى هناك شخص غريب فأجابتها مهى: “لا تخافي هذا شبح لرجل يعيش معنا”، فما كان من يسرا إلا أن قفزت من النافذة هاربة إلى بيت خالتها الذي كان قريب من فيلا أبو عوف…ومرة كانت العائلة تحتفل بمناسبة ما في الفيلا وكان الفنان فريد شوقي أحد نجوم الفن المدعوين ولم يكن يصدق قصة الشبح وقال متوجها” له وضاحكا” : ” طب لو كنت راجل بقى إطفي النور” ولم يكد ينهي جملته حتى إنطفأ نور الصالة حيث يسهرون, ففرّ وحش الشاشة هاربا”..
كيف تعايشت العائلة مع شبح شيكوريل؟
يقول الفنان عزت أبو عوف أنهم ظلوا في هذه الفيلا من عام 1957 إلى عام 2000 وظل شبح شيكوريل معهم يظهر لهم كل حين وحين إلى أن خفت ظهوراته إلى مرة كل عام تقريبا” وقد تأقلموا مع هذا الوضع ولم يعودوا يشعرون بالخوف مثل بداية القصة لأن الشبح ما من مرة سبب الأذى لهم بل بالعكس كان لطيفا” وشعروا أنه يحبهم وتروي مهى قصة طريفة حين طلب عزت من شقيقته أن تحضر له دفتر النوتة ولم تحضره بل قالت له أحضره بنفسك ودار بينهما نقاش حول من سوف يحضر الدفتر إلى أن شاهدا الدفتر يخرج وحده من الشنطة ويتجه صوبهما…كما أنه كان يدافع عن الزوجة حين يصرخ أحمد شفيق أبو عوف في وجهها فيرميه شبح شيكوريل يشيء من محتويات الغرفة.
ماذا حل بفيلا الشبح شيكوريل في الزمالك؟
إن هذه الفيلا كانت من أجمل المباني في الزمالك وتحديدا” في شارع سريلانكا أو شارع يحيى إبراهيم سابقا”، كانت مساحتها واسعة و أمامها حديقة كبيرة فيها كل أنواع الثمار ولكن للأسف فقد تم هدمها وإنشاء مبنى تابع للسفارة الفرنسية مكانها وهو مبنى الوكالة الفرنسية للتنمية…ولكن هل مازال شبح شيكوريل يظهر في المبنى الجديد أم غادرت روحه بعد أن تم هدم الفيلا؟؟؟؟